انسحاب بلاتر.. أو المعتقل!

انسحاب بلاتر.. أو المعتقل!

الكلام عن استقالة السويسري جوزيف سيب بلاتر صار أكثر منطقية وحملة موسعة لإزالة تراب الأرض التي يقف عليها لإجباره عن التنازل أو المعتقل!





قصة إخبارية خاص – يوروسبورت عربية
جرت العادة أن كل من يقول عندي معلومات ثم يتلو الكلام بـ "قد" أن هذه المعلومات هي افتراضات شخصية وكلام ليس له مجال من الإعراب غير رغبات شخصية، وفي حوارنا مع رجل الأعمال السوري يحيى كردي، الذي كان وليد الصدفة، قالها الرجل أكثر من مرة.. "لدي معلومات أكيدة أن بلاتر قد ينسحب من انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم.. وهناك ضغوط دولية عليه للانسحاب والاستقالة".

من حقه أن يقول ما يريده، ولكن في داخلنا كانت هناك عدم قناعة كامل بما يقوله في هذا الشأن، فإمبراطورية الرجل السويسري راسخة ومبنية على أسس فساد لا يستطيع أحد أن يهزها، أو هكذا نعلم وتعلمنا أنظمتنا العربية أن الديكتاتور يحمي نفسه جيدا، مهما كانت درجة فساده.. للأمانة كانت تصريحات الكردي بالنسبة لنا لا تتجاوز الافتراضات الشخصية من رجل يؤيد الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الدولي والمرشح أمام بلاتر على منصب الرئاسة.. ولكن تبدو الأمور وكأن الكردي كان لديه معلومات بالفعل.


فقد بدأت حملة إزالة الأرض التي يقف عليها السويسري جوزيف سيب بلاتر، بدأت قبل ساعات من انتخابات الاتحاد الدولي، بداية من المكالمة الهاتفية التي تلقاها علي بن الحسين والتي عرضت عليه دفع أموال من أجل شراء الأصوات، وهي المكالمة الغامضة غير المعروف صاحبها، وغموض المكالمة ليس في غموض صاحبها بقدر سذاجة الأمر فليس هكذا يتعامل الفاسدون الكبار..

اتصال غريب

ووفقا لوكالة أنباء رويترز فإن مساعدي الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم قالوا إن الاتصال حدث في أبريل نيسان الماضي وأن الشخص عرض أيضا توفيرمعلومات "بدا أنه حصل عليها بصورة قانونية" تتعلق بالأنشطة المالية لرئيس الفيفا الحالي سيب بلاتر.

ولم تتحدد هوية هذا الشخص رغم أن حملة الأمير الأردني قالت إنه طرف ثالث لا ينتمي للفيفا ولايتصل بأي مؤسسة وطنية لكرةالقدم.

وأحيلت المسألة إلى شركة كويست بريطانية المقر للتحقيق وطلب منها الاتصال بالشرطة لكن العرض لم يقبل. ولم يتم أي اتصال بلجنة القيم التابعة للفيفا.

وقالت حملة الأمير علي في بيان أرسلت نسخة منه إلى رويترز "لا نهدف لاختلاق مسألة دعائية لكن الرد بطريقة ملائمة على اتصال جرى معنا بدا وكأن فيه نشاطا جنائيا.

ثم حملة اعتقالات صباحية مبكرة لتسعة من كبار مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم، بينهم نائبين لرئيس الاتحاد الدولي، وجاء الاعتقال بناء على مذكرات فساد أميركية وسويسرية.

وقالت السلطات السويسرية اليوم الأربعاء إنها فتحت تحقيقات جنائية ضد أفراد بتهمة سوء الإدارة وغسيل الأموال تتعلق بمنح حق استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2018 و2022.

وأضاف مكتب المدعي العام السويسري في بيان أنه صادر مستندات بأنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).

ورفضت متحدثة باسم الفيفا التعليق على الأمر، في حين قالت السلطات الأميركية بناء على تقرير نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولي انفاذ القانون إن الاتهامات الاتحادية الامريكية تتضمن الابتزاز وغسيل الأموال والاحتيال على امتداد عقدين من سوء السلوك في الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وذكرت الصحيفة أن أكثر من عشرة مسؤولين من المتوقع اتهامهم.

زاوية عكسية .. انسحاب بلاتر.. أو المعتقل! - كرة القدم

ووفقا لرويترز "أوامر الضبط أصدرت بناء على طلب من السلطات الامريكية. يحقق مكتب المدعي العام الامريكي في المنطقة الشرقية في نيويورك مع هؤلاء الأشخاص في اتهامهم بقبول واعطاء رشى بين اوائل التسعينات والوقت الحالي.

"المتهمون بالرشوة - وهم ممثلون للإعلام الرياضي وشركات التسويق الرياضي - تورطوا في مؤامرات مزعومة لدفع أموال إلى مسؤولين في كرة القدم - بينهم أعضاء بالفيفا وموظفون آخرون في منظمات تابعة للفيفا - بلغ مجموعها أكثر من 100 مليون دولار.

"في المقابل يعتقد أنهم حصلوا على حقوق رعاية اعلامية وتسويقية لها صلة ببطولات كرة القدم في امريكا اللاتينية.

"وفقا للطلب الامريكي تم الاتفاق والتحضير لهذه الجرائم في الولايات المتحدة والمدفوعات تمت عن طريق بنوك امريكية."

وقال البيان إن المحتجزين سيتم استجوابهم عن طريق الشرطة السويسرية.

وأضاف "ستطبق اجراءات بسيطة على الأشخاص المطلوبين الذين يوافقون على التسليم الفوري. تستطيع وزارة العدل أن توافق فورا على تسليمهم للولايات المتحدة وتأمر بالتنفيذ.

"لكن اذا عارض شخص مطلوب تسليمه ستوجه وزارة العدل الدعوة للولايات المتحدة من أجل تقديم طلب تسليم رسمي في غضون 40 يوما وفقا لمعاهدة تسليم المتهمين الثنائية."


وهنا يتوقف الاقتباس لنضع ألف خط تحت الجملة الأخيرة.. في غضون 40 يوما.. إذا هؤلاء المتهمون الذين وصل عددهم لتسعة تم القبض عليهم في زيوريخ خرجوا بعيدا عن لعبة الانتخابات تماما، وبالتالي هي عملية ممنهجة لإزالة تراب الأرض التي يقف عليها بلاتر من تحت قدميه، وكل ذلك دليل بالفعل على أن بلاتر يواجه ضغوطا دولية للاستقالة، والابتعاد تماما عن كرة القدم والاتحاد الدولي، وما هذه الخطوات والاعتقالات إلا بداية وتهديد شديد اللهجة، فالفساد في الاتحاد الدولي يزكم الأنوف منذ عقود وفقا للبيان في نيويورك تايمز نفسها، إذا وبما إنه منذ عقود فلماذ أثير الآن.. والآن فقط؟!


إذا بالفعل هناك نية دولية للإطاحة ببلاتر رغما عن قواعد فساد اتحاده الراسخة، وجبل الفساد يهتز ويتهاوى من تحت قدميه.. ولم يكن كلام رجل الأعمال السوري مجرد كلام في الهواء مبنيا على عواطف.. وها نحن ننتظر.. هل يعلن بلاتر انسحابه واستقالته من رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم.. أم يواصل عناده ويستمر لتكون نهايته أن يكون التالي في حملة الاعتقالات ويفقد منصبه مرغما؟!

بارك الله فيك ابو سعد

وبارك الله فيك اخوي ابو عمار