لتبليغ الإدارة عن موضوع أو رد مخالف يرجى الضغط على هذه الأيقونة الموجودة على يمين المشاركة لتطبيق قوانين المنتدى



للتسجيل اضغط هـنـا
 

العودة   منتدي نبض السوق السعودي > الأقســــام العامـــــة > نبــض الإســـلام
التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 13-07-2016, 06:01 AM   #1
اسكن عيونى


الصورة الرمزية اسكن عيونى
اسكن عيونى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7256
 تاريخ التسجيل :  April 2015
 أخر زيارة : 07-03-2020 (10:59 AM)
 المشاركات : 24 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الزاهد الورع عبد الله بن المبارك



سيدنا عبد الله بن المبارك رضى الله عنه، دخلت أمُّه عليه في يوم شديد الحرارة في ساعة الظهيرة، وهو نائم في بستان المنزل فوجدت عجباً، وجدت حية تمسك بفمها أعوادا من النرجس، وترفرف عليه لتخفف عليه حرارة الجو، هل المراوح والمكيفات في زماننا هذا فيها عطر؟ ولكن الحية ترفرف عليه بأعواد النرجس المعطرة؛ لتخفف عليه حرارة الجو فخافت أمه أن توقظه، وجرت.

ولما استيقظ كانت أمه تريد أن تعرف السر؟ مع أنها كانت أساس هذا البر، و هو المشار إليه فى قوله صلى الله عليه و سلم: {تَـخَـيَّروا لِنِطَفِكُمْ}{1}، {فـإنَّ الْعِرْقَ دَسَّاس}{2}
لأنها كانت بنت رجل من كبار الأثرياء ، وأبوه كان رجلا" عبداً يعمل عند والدها، يحرس البستان. وكان شاباً نشأ في طاعة الله - وهذا ما يقول فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله سيحضره يوم القيامة ويقول له: {أَيُّهَا الشَّابُّ التَّارِكُ شَهْوَتَهُ فِيَّ، أَنْتَ عِنْدِي كَبَعْضِ مَلاَئِكَتِي}{3}

فذهب أبوها يزور البستان في يوم. وقال له: يامبارك، قال: نعم. قال: أريد رمَّانةً حلوة، فأحضر الرمَّانة، وعند أكلها وجدها حامضة. فقال له: لقد قلت لك أريد رمَّانة حلوة، فأحضر واحدة ثانية، فوجدها أيضاً حامضة. فقال له: أنت تحرس الرمَّان، ولا تعرف الحلو من الحامض. فقال: إنك استعملتنى على حراسة الرمَّان، ولم تأذن لي في الأكل منه، فكيف آكله وأطعمه, بغير إذنك؟، فذهب لزوجته، وكان عنده بنت وحيدة. فقال لها: إن أمراء وأثرياء ووجهاء البلد يخطبون بنتك، ما رأيك ؟ولمن ستزوجينها؟ فقالت: لمن تختاره. فقال: سأزوجها لهذا العبد الذي يحرس البستان. قالت: لماذا؟ فحكى لها ما جرى. فقالت: رضيت بالله تعالى ربا، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه و سلم نبياً ورسولاً: {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} النور32

فقالت زوجته: تشاور مع ابنتك. فنادى على ابنته، وقال: سأزوجك فلان لأجل كذا، وكذا. فقالت الفتاة: كما ترى يا أبي؛ فتزوجت العبد؛ وأنجبت منه عبدالله بن المبارك، وكان عالم المشرق والمغرب.

كان لا يسمع حديثاً عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إلا حفظه في الحال ومن أوِّل مرَّة، ولما تعجَّب منه تلاميذه ما الذي أوصلك إلى هذه الحالة؟، قال: حفظُ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى. لقد حفظ الرأس عن مخالفة الله، وحفظ البطن أن يدخلها شـيء لم يبحه شرع الله.

حتى أنه لكي يحافظ على هذه الأحوال - وكان كثير الأسفـار، وكان من ايران حالياً، ولكنه يذهب إلى مصـر والشام واليمـن؛ ليسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم - ذهب يوماً لدمشق؛ ليسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فسمع حديثاً أعجبه؛ فأراد أن يكتبه ولم يكن معه قلم فاستعار قلماً ليكتب الحديث، فكتب الحديث، وبعد أن كتبه، وضع القلم على أذنه، ونسي أنه لا يملكه.

وصاحب القلم - لأنه أهل حياء وأدب - لم يطالبه بالقلم وتركه، فسافر عبدالله بن المبارك. وكانوا يركبون في ذلك الوقت الجمل أو الفرس، وسافر من دمشق إلى خراسان - وهي في روسيا الآن - وعند وصوله إلى البيت، وقبل أن يهمَّ بالنزول، ذكَّره الله بأن القلم الذي على أذنه ليس قلمه، ولكنه استعاره من فلان في دمشق.

فقال: والله لا أحط رحلي ولا أدخل بيتي، حتى أرجع وأردَّ العارية إلى صاحبها. ولم تحدثه نفسه أن يقيل أو يرتاح، أو يرى زوجته وأولاده - وذلك لأنهم كانوا يخشون الفوت، ويسـابقون الموت. يقول لنفسه: هب أنه جائني الموت، وعندي هذا القــلم. ماذا أفعل؟ فاستدار بالركوبة راجعاً إلى بلاد الشام؛ لكي يرد القلم للذي استعاره منه.

فما بالك في هذا الزمان من يقول: يا فلان، أليس معك خمسة جنيهات؛ لأنني نسيت الفلوس في البيت؟، فيعطيها له فلان، وعند طلبها منه، يقول: لا أذكر متى أخذتها؟ ولا يردها. فمن على هذه الشاكلة. ماذا يريد من الله؟، وكيف يطمع في فضل الله؟ هل ينتظر ذرة من عطاء الله؟، لا والله. {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} فصلت46

فهل من أكل حقوق اخوته، أو ميزَّ نفسه في الميراث، يطمع في ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟. كيف؟: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} الأنبياء47
كيف يطمع إذاً في فضل الله وعطاء الله ؟

وعندما كان يجاهد الصالحون في هذه الأمور: كانت معهم عناية الله. بمعنى أنه لو عمل أي عمل محظور - بدون أن يدرى - ينبَّهه الله على الفور. ومن فضل الله على المؤمنين، أن ينبَّههم دوماً لكي يتذكَّروا، ويمشوا على الصراط المستقيم، والمنهج القويم. أما الذي لا يحبُّه الله، فكلنا يعرف الأثر الشـهير الوارد الذي يقـــول: {إذَا أَبْغَـضَ اللهُ عَبْدَاً؛ رَزَقَهُ مِنْ حَرَامٍ، فَإذَا اشْتَدَّ غَضَبُهُ عَلَيهِ بَارَكَ لَهُ فِيهِ}، وذلك لكي ينسى ربَّنا؛ لأن ربَّنا لا يريده.

ولكن المؤمن ، عندما تأتيه ذرَّةٌ من حرام، فوراً يذكِّره الله. فأحياناً يذكِّرهُ بمرض أو همٍّ أو غمٍّ أو مشكلة؛ لكي يرجع إلى الله ويتوب مما جناه، ويصلح جميع شأنه لله جلَّ في علاه.

{1} عن عائشة رضى الله عنها فى مسند الشهاب
{2} الدَّيلمي عن ابن عمر رضي الله عنهما، جامع الإحاديث و المراسيل، وفيه: وَانْظُرْ فِي أَي نِصَابٍ تَضَعُ وَلَدَكَ فَإنَّ الْعِرْقَ دَسَّاسٌ.
{3} الْحسن بن سفيان عن شريح فى جامع لأحاديث والمرااسيل و نصه {مَا مِنْ شَابَ يَدَعُ لَذَّةَ الدُّنْيَا وَلَهْوَهَا، وَيَسَتَقْبِلُ بِشَبَابِهِ طَاعَةَ اللَّهِ إِلاَّ أَعْطَاهُ أَجْر اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ صِديقاً ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ: أَيُّهَا الشَّابُّ التَّارِكُ شَهْوَتَهُ فِيَّ، الْمُسْدِلُ شَبَابَهُ لِيَ، أَنْتَ عِنْدِي كَبَعْضِ مَلاَئِكَتِي}


 


رد مع اقتباس
قديم 08-10-2016, 11:50 PM   #2
mustathmer
مشرف عـام المنتدى
  (ابو سعد)


الصورة الرمزية mustathmer
mustathmer غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 754
 تاريخ التسجيل :  November 2012
 أخر زيارة : 21-11-2024 (06:49 PM)
 المشاركات : 144,659 [ + ]
 التقييم :  38
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الزاهد الورع عبد الله بن المبارك



جزاك الله خير


 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 07:20 AM


 

رقم تسجيل الموقع بوزارة الثقافة والإعلام م ش/ 88 / 1434

الآراء التي تطرح في المنتدى تعبر عن رأي صاحبها والمنتدى غير مسؤول عنها
 بناء على نظام السوق المالية بالمرسوم الملكي م/30 وتاريخ 2/6/1424هـ ولوائحه التنفيذية الصادرة من مجلس هيئة السوق المالية: تعلن الهيئة للعموم بانه لايجوز جمع الاموال بهدف استثمارها في اي من اعمال الاوراق المالية بما في ذلك ادارة محافظ الاستثمار او الترويج لاوراق مالية كالاسهم او الاستتشارات المالية او اصدار التوصيات المتعلقة بسوق المال أو بالاوراق المالية إلا بعد الحصول على ترخيص من هيئة السوق المالية