عرض مشاركة واحدة
قديم 16-07-2017, 07:22 AM   #4
mustathmer
مشرف عـام المنتدى
  (ابو سعد)


الصورة الرمزية mustathmer
mustathmer غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 754
 تاريخ التسجيل :  November 2012
 أخر زيارة : 30-06-2025 (06:23 PM)
 المشاركات : 145,039 [ + ]
 التقييم :  38
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الحماية المدنية



الإطفاء


مقدمــــة:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده الذي قال في ما رواه ابن عمر: "لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون" متفق عليه، وبعد.
لقد عرف الإنسان منذ زمن بعيد النار واستخدمها بشكلها البدائي في حياته اليومية دون أن يعرف أنها سوف تكون يوماً من الأيام سبباً لهلاكه، وتعتبر الحرائق من أقدم المشاكل التي واجهت الإنسان، والتي نالت اهتمام العلماء بالدراسة والبحث، والإنسان بطبعه يحرص على سلامة روحه وممتلكاته التي تعتبر من أغلى ما يملك؛ لذا فقد أدى الرقي والتطور في كثير من أمور الحياة إلى تعامل واستخدام الإنسان الكثير من الأدوات والصناعات الجديدة والمواد القابلة للاشتعال، وأدت كل هذه المواد وغيرها إلى تزايد مشاكل الإنسان مع الحرائق والوصول إلى نهاية مؤسفة، ويضاف إلى ذلك اتساع نطاق النشاط العمراني، وارتفاع حجم الكثافة السكانية، وتطور وسائل النقل، وزيادة المنشآت الصناعية التي دفعت الإنسان إلى إقامة المباني متعددة الأدوار، وجلب كثير من التقنيات لاستيعاب تلك الزيادة.
وكلما ارتقى الإنسان زادت الكوارث الناتجة عن هذا الارتقاء، فقد شردت الحروب كثيرين، ومات كثيرون من الخوف والجوع، من هنا برزت مطالب الإنسان لإقامة جهاز يتولى مهام إدارة هذه الكوارث، فبدأت الجمعيات التعاونية والحكومات في تكوين هذا الجهاز ليتولى تنفيذ تلك المهام وتنظيمها، والسعي إلى الحصول على أكبر قدر ممكن من الطاقة البشرية والمادية حتى يصل إلى الهدف الذي من أجله وجد هذا الجهاز، وتعتبر لجنة الأمن إحدى أوائل منظمات مكافحة الحرائق الموجودة في التاريخ والتي وجدت بواسطة الإمبراطورية الرومانية.
وتأسس في المملكة العربية السعودية أول دفاع مدني في مدينة مكة المكرمة في عام 1346هـ وكان عبارة عن وحدة، حيث صدر أمر سام بتاريخ 1/ 1/ 1346هـ يقضي بإحداث فرقة إطفاء ضمن جهاز البلدية.

الاشتعال الذاتي:
هو ارتفاع درجة حرارة المادة داخلياً دون وجود مصدر حراري خارجي حتى تصل درجة حرارة المادة إلى درجة اشتعالها.
حيث يحدث الاشتعال الذاتي لبعض المواد ذات القابلية الشديدة للتأكسد، وأثناء هذه العملية تنطلق كميات كبيرة من الحرارة، وبتراكم هذه الحرارة يزداد التأكسد ويحدث الاشتعال دون وجود مصدر اشتعال خارجي.
ومن أمثلته ما يلي:

1- التحليل الكيميائي:
أحيانا يكون طول مدة التخزين للمادة ذا تأثير سلبي على المادة؛ حيث يحدث تحلل لعناصرها مما يسبب الاشتعال الذاتي.
فمثلاً: مادة النيتروسليلوز التي تدخل في صناعة البويات تحتاج إلى درجة رطوبة معينة لحفظها إلا أنه بطول مدة التخزين تتغير درجة الرطوبة (تقل) مما يساعد على تحلل المادة، وبالتالي ارتفاع درجة حرارتها إلى درجة الاشتعال.

2- التفاعل الكيميائي نتيجة اتصال مادة بأخرى:
أحياناً نجد أنه عند تفاعل بعض المواد معاً يحدث اشتعال دون وجود مصدر اشتعال خارجي، حيث إنه عند اتحاد تلك المواد معاً تنطلق منها حرارة تؤدي إلى الاشتعال.
فمثلاً: عند اتصال الصوديوم أو الكالسيوم بالماء ترتفع درجة الحرارة ويتحلل الماء إلى الأكسجين المساعد على الاحتراق والهيدروجين الذي يشتعل، حيث يكون لون الاحتراق أصفر في حالة الصوديوم وبنفسجياً مع الكالسيوم، كذلك إضافة النفط على الفوسفور الأبيض يحدث الاشتعال الشديد، وهذه هي طريقة تصنيع بعض القنابل.

3- خاصية امتصاص الأكسجين:
بعض المواد ذات التكوين المسامي كالفحم لها القدرة على امتصاص الأكسجين خلال مسامها، ويصاحب هذه العملية ارتفاع في درجة الحرارة والتي تؤدي بدورها إلى الاشتعال الذاتي، وتعتمد هذه العملية على وفرة كمية الأكسجين الموجود بالمكان ونعومة قطع الفحم؛ مما يساعد على امتصاص الأكسجين الموجود بالهواء الجوي وبالتالي سرعة ارتفاع درجة الحرارة.

4- تكاثر ونمو البكتريا:
تتكاثر البكتريا نتيجة زيادة نسبة الرطوبة في المادة العضوية مثل الشعير والقش ونشارة الخشب أو في وجود بلل متوسط داخل هذه المواد، وينتج عن هذا التكاثر ارتفاع تدريجي في درجة الحرارة المختزنة حتى تصل إلى درجة الاشتعال، وهذه العملية قد تأخذ وقتاً طويلاً نسبياً قد يصل إلى أسابيع، علماً بأن زيادة درجة الحرارة تؤدي إلى زيادة الأكسدة.
فمثلاً: نسبة الرطوبة في تخزين الشعير يجب أن لا تزيد عن 12% في البلاد الحارة، وإلا أصبحت البيئة قابلة للتكاثر البكتيري، وكذلك يجب ألا تزيد هذه النسبة عن 15% في البلاد الباردة.

5- خاصية التأكسد البطيء:
ذكرنا سابقاً أنواع التأكسد الثلاثة، ومنها التأكسد البطيء حيث نجد أن بعض المواد العضوية كالقطن الملوث بزيوت نباتية أو ية عند جفافها من الزيوت تكتسب خاصية الشراهة للاتحاد بالأكسجين، مما يؤدي إلى انطلاق الحرارة الكافية لحدوث الاشتعال الذاتي، وكذلك قطع القماش التي تستعمل في مسح الزيوت المتساقطة، أيضا مسح اليدين من أثر الزيوت يمكن أن تسبب اشتعالاً ذاتياً إذا تركت مهملة فترة من الزمن، كذلك الزيوت النباتية، مثل: زيت بذر الكتان وزيت الصويا، ومن أهم هذه الزيوت القابلة للاشتعال الذاتي في حالة استخدامها هي تلك التي تدخل في المواد المستعملة في تصنيع الأخشاب مثل زيوت الورنيش والتلميع، كما أن اشتعال الزيوت النباتية ذاتياً يحتاج إلى نحو (4- 6) ساعات بعد طلائها، وتكمن خطورتها إذا سقطت على نشارة الخشب الموجودة على أرضية ورش النجارة حيث يمكن حدوث حريق داخل الورشة خاصة بعد غلقها ليلاً.
المواد المطفئة:
إن الاختيار المناسب لمواد الإطفاء يساعد كثيراً في القضاء على الحريق وبسرعة كبيرة؛ لذلك توجد عدة مواد تستخدم في عمليات الإطفاء هي:
1- الماء 2- الرغاوي 3 – ثاني أكسيد الكربون 4– البودرة 5 – المواد الهالجونية

أولاً- الماء:
هو أكثر مواد الإطفاء شيوعاً واستعمالاً في عمليات الإطفاء؛ وذلك لسهولة الحصول عليه ولرخص ثمنه، إضافة إلى فعاليته الكبيرة والمتنوعة في عمليات الإطفاء، لذلك يستخدم رجال الإطفاء وكذلك جميع الناس الماء عادة لإخماد النار من مصادر شتى وبوسائل متعددة منذ زمن بعيد.

صفات الماء:
يتخذ الماء الحالة السائلة في درجات الحرارة العادية، وهو سائل لا طعم له ولا لون ولا رائحة، درجة غليانه (100)، وله قدرة عالية على امتصاص الحرارة وبالتالي التبريد، يزداد حجم الماء عند تجمده وتنقص كثافته، وهو جيد التوصيل للكهرباء؛ لذلك ينصح بقطع التيار الكهربائي قبل عمليات الإطفاء. كما أن الماء مذيب جيد للمواد الأيونية، ويدخل في التفاعلات الكيميائية حيث له أهمية قصوى في دورة الحياة كعملية البناء الضوئي، ويحتوي كذلك على هواء ذائب فيه، وهذه الأجزاء التي يشغلها الهواء الذائب هي ما تشغل بما يذيبه من سكر أو ملح مثلاً.

أنواعه:
يوجد الماء في كل مكان – ويغمر جزءاً كبيراً من الأرض (ثلاثة أرباعها تقريباً) حيث يدخل في تكوين كل كائن حي قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}، وأنواعه هي: 1- الماء النقي 2- الماء العذب 3- الماء المالح.
خواص الماء الطبيعية:
1- أفقية السطح 2 - الشد السطحي 3- خاصية اللزوجة.

خواص الماء الكيميائية:
يمتاز الماء بعدة خواص كيميائية وهي:
1- الحرارة النوعية. 2- التجمد.
3- الغليان. 4 - البخر (التبخر).

تأثير الماء في عمليات الإطفاء:

1- التبريد:
حيث يعمل الماء على تبريد المواد المشتعلة والعمل على امتصاص الحرارة وخفضها إلى درجة أقل من درجة اشتعالها.

2- الخنق:
ويتم عندما تتحول المياه المستخدمة إلى بخار بتأثير الحرارة الناتجة من الاشتعال، كما أن هذا البخار الكثيف يقلل النسبة اللازمة من الأكسجين لاستمرار الاشتعال (أي منع الأكسجين).

3- الاستحلاب:
هو أن ترتبط جزيئات المياه مع جزيئات السوائل غير القابلة للذوبان مع الهواء فتكون مستحلباً غير قابل للاشتعال، ويتكون المستحلب من رش (لا صب) كميات مناسبة من الماء على سطح السائل المشتعل الذي لا يذوب فيه الماء رشاً بسرعة فائقة تجعل قطرات الماء تتغلغل في المادة المشتعلة، وتتخلل بين ثناياها حتى يغلف الماء كل قطرة من السائل المشتعل ويحيط بها، وفي حركة الماء السريعة المختلفة الاتجاهات عند نزوله من مصادره الرشاشة وفي بخر بعضه ضمان لعدم تسربه كله رأسياً للقاع، وعدم ترك سطح السائل مستمراً في الاشتعال مع أن بعض السوائل الكبيرة اللزوجة (كالقار) الزفت يكون اختراق الماء لها وهبوطه لقاعها بطيئاً نسبياً، وبهذا المزج الشديد بين الماء وقطرات السائل المشتعلة يصبح تبريده أكثر تحقيقاً، وتصبح سرعة تبريده أكثر تحقيقاً وترجيحاً علاوة على كمية الحرارة التي تمتصها قطرات الماء التي تسبح فوق سطح السائل المشتعل، وتنتشر فوقه قبيل اختلاطها بها زيادة عما تمتصه من أجزاء السائل المرتفعة درجة حرارتها والمهيأة للاشتعال لو استمرت زيادة درجة حرارتها، فتبقى درجة حرارة هذه الأجزاء منخفضة عن درجة حرارة اشتعالها بمعادلة الحرارة التي تمتصها المياه الوافدة من هذه الأجزاء، ثم تخفضها بنسبة تتفاوت تبعاً لكمية المياه المستعملة وطريقة استعمالها.

4- تخفيف التركيز:
حيث إن إضافة الماء إلى حرائق السوائل القابلة للامتزاج بالماء يؤدي إلى تخفيف المادة القابلة للاشتعال، وبالتالي إلى تأخير أو انعدام الاشتعال.

ثانياً- الرغوة:
هي فقاقيع غازية بطرق مختلفة من سوائل مائية يمكنها أن تطفو فوق سطح السوائل القابلة للاشتعال فتحجب الأكسجين، مما يؤدي إلى إطفائها.
المادة الأساسية للرغوة: هي البروتين حيث يتم إنتاجه من الخضراوات وبروتين الات مثل العظام والأظفار، إضافة إلى بعض المواد الكيميائية.

أقسام الرغوة:
1- الرغوة الكيميائية:
تنتج من تفاعل كيميائي بين محلولين مفصولين عن بعضهما، إذ تتكون الرغوة حال امتزاج المحلولين، وهي مصنوعة من مادة كبريتات الألمنيوم + بيكربونات الصوديوم.

2- الرغوة الميكانيكية:
تنتج من تقليب محاليل الرغوة عند تخفيفها بالماء في مصدر هوائي، وأقسام الرغوة الميكانيكية هي:

أ – الرغوة البروتينية:
هي التي تتكون من مواد بروتينية طبيعية قابلة للذوبان في الماء، وتضاف إليها عدة مواد أخرى تحميها من التجمد وحماية المضخات من الصدأ، وتحفظ الرغوة من التلف وتجعلها في حالة سيولة جاهزة للاستعمال.

ب- الرغوة الفلوروبروتينية:
وهي عبارة عن رغوة بروتينية إضافة إلى نسبة ضئيلة من عنصر الفلور (عنصر غازي خانق للتوتر السطحي) تجعلها خفيفة الوزن حيث الرغوة الفلوروبروتينية فوق سطح السائل المشتعل، وتعزل الهواء حيث تكوّن هذه الرغوة طبقة رقيقة تغطي سطح المشتعل فتمنع خروج الأبخرة القابلة للاشتعال من ذلك السائل.

ج – رغوة الماء الخفيف:
تتكون من هيدروكربون فلوريني مذاب في الماء، بالإضافة إلى كيماويات أخرى مانعة للتجمد، ويمتاز هذا النوع بانخفاض درجة لزوجته؛ مما يجعله سريع الانسياب، وهي ذات لون خفيف ما بين الشفاف والأصفر.

د- الرغوة العالية الانتشار:
وتتكون أساساً من الماء العذب مذاباً فيه أملاح كبريتات النشادر، وتتميز بفقاعات كبيرة الحجم، يوجد بداخلها هواء أو غاز خامل غير قابل للاشتعال، كما يتكون جدارها من غلاف رقيق من المحلول المائي له خاصية الثبات.

هـ - الرغاوي المركزة المقاومة للكحوليات:
وهذه المواد مصنوعة من مواد فلوروبروتينية أو بروتينية طبيعية قابلة للذوبان في الماء وغير قابلة للذوبان في الكحول تحمي مكونات الفقاقيع من الذوبان، إضافة إلى مواد أخرى رغوية مصنوعة من مواد اصطناعية تحتوي على مواد هلامية تحيط بالفقاقيع وتجعلها تشكل طبقة فوق سطح السائل المراد إطفاؤه.

خصائص الرغاوي:
1- قوة التماسك 2- قوة الالتصاق
3- حرية الانسياب 4- خفة الوزن

ثالثاً- الغازات المخمدة:
يعتبر ثاني أكسيد الكربون من مواد الإطفاء القديمة التي أثبتت وجودها في الماضي والحاضر؛ وذلك لانخفاض ثمنه نسبياً.
مميزاته:
1- له خاصية التنقل. 2- موصل رديء للكهرباء.
2- يمكن تخزينه كسائل لأغراض مكافحة الحريق. 4- لا يفسد بطول التخزين.

رابعاً- البودرة:
تعتبر من المساحيق الجافة وهي من المواد المطفئة وعبارة عن أملاح كيميائية تم خلطها وتجانسها في المختبرات وظهرت كمادة مطفئة، مثلاً بودرة الموينكس التي تعتبر حالياً من أفضل أنواع البودرة الكيميائية، والبودرة توجد على عدة أنواع مثل:
1- بودرة تستعمل ضد الحريق فئة (ب)
2- بودرة ذات أغراض متعددة لحرائق فئة (أ، ب)
3- بودرة تستعمل ضد حرائق فئة (د)
أنواع البودرة: توجد البودرة على عدة أنواع وذلك حسب لون العنصر المتكونة منه البودرة مثل اللون الوردي، الأزرق، الأصفر مثل البودرة الصفراء: لوجود بعض مشتقات الألمنيوم.

خامساً- المواد الهالجونية:
يدخل تركيب المواد الهالجونية العناصر الهالجونية نسبة لها وهي: الفلور، الكلور، البروم، اليود.
وتتكون العناصر الهالجونية من التالي:
1- الفلور 2-الكلور 3-البروم
2- اليود: وهو مادة صلبة سوداء أرجوانية تتحول إلى أبخرة بنفسجية بالتسخين؛ لذلك استعيض بالميثان لأن اليود مادة صلبة وسامة.
كيفية عمل غازات الهالون في إطفاء الحريق كيميائياً وتعريفه:
غاز الهالون هو غاز الميثان المتكون من ذرة كربون وأربع ذرات هيدروجين حيث يحدث تكسير للترابط ما بين ذرات الكربون والهيدروجين بأن يحل الفلور أو الكلور أو البروم محل الهيدروجين، وهذا المركب الجديد أثقل من حيث الوزن الذري عن المركب الأول، وبالتالي يستقر المركب الجديد على سطح الحريق نتيجة لزيادة الثقل والتي يتبعها زيادة في الترابط، والتي تحتاج إلى قوة كبيرة لفك هذا الترابط.
ومن أنواع المواد الهالجونية:
من الأنواع التي تستخدم لمكافحة الأجهزة الكهربائية الحساسة وحرائق الطائرات:
أ – هالون (104) ويتكون من كربون تترا كلوريد اسمه التجاري (CTC) كان يستعمل في السابق بكثرة لمكافحة الحرائق الكهربائية، وبطل استعماله حالياً لكثرة الغازات السامة التي ينتجها إذا تعرض للحرارة.
ب – هالون (1011) يتكون من كلور بروموميثان ويرمز له بالرمز (CB) يستعمل الآن في ألمانيا الاتحادية ضد حرائق فئة (ب) لاحتوائها على مادة البرومين (Br2) الذي يقوم بإزالة الأكسجين أو الهيدروجين من النار إضافة إلى قيامها بعمليات خنق الحريق وتبريده في الوقت نفسه.
كما أن الـ ( BCF) لا تسبب صدأ أو تآكل لمعظم أنواع المعادن ولا توصل التيار الكهربائي. كما أنها سريعة الفاعلية، ويمكن استعمالها لجميع أنواع الحرائق، ودرجة تبخره (4 م&ordmنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة؛ لذلك فإن السائل عند خروجه من الأسطوانة يتحول إلى غاز أو بخار حال خروجه من فوهة الأسطوانة.


بعض المواد ذات السم الخفي:
أ - أول أكسيد الكربون:
يعتبر غاز أول أكسيد الكربون صاحب الرمز الكيميائي (CO) من الغازات عديمة اللون والطعم والرائحة حيث إنه من الغازات المتعادلة كيميائياً، كما أنه أخف نسبياً من الهواء وهو غاز قابل للاشتعال، حيث يمكن أن يتحول إلى ثاني أكسيد الكربون. ويتولد غاز أول أكسيد الكربون من الاحتراق غير الكامل للمواد الكربونية، وكذلك يتولد من الاحتراق الداخلي كمحركات السيارات وخاصة عند وجود عيوب أو عدم كفاءة بعض هذه الآلات، و يعد غاز أول أكسيد الكربون واحداً من مكونات (غاز الفحم) ويحضر الغاز مخبرياً بفعل حمض الكبريتيك على حمض الفورميك.

طرق التسمم به:
غاز أول أكسيد الكربون مسؤول عن الكثير من الوفيات سنوياً، وأكثر هذه الحالات حدوثاً يكون في فصل الشتاء خاصة؛ وذلك نتيجة التدفئة بالفحم في غرف قليلة التهوية، كما يتسبب غاز أول أكسيد الكربون في وفاة أكثر ضحايا الحرائق وخاصة داخل الأبنية وقبل امتداد النيران إليها، حيث إن التسمم به لا يصاحبه ألم، ذلك أن الغاز سرعان ما يسبب حالة فقدان للقدرة على الحركة والنطق سابقة على حالة غيبوبة الوفاة، بحيث لا يسمح للشخص بالتصرف من الموقف، وقد يحدث التسمم بغاز أول أكسيد الكربون بدخان السجائر والتبغ لأنه أحد المكونات الرئيسة فيهما.

كيفية تسمم الإنسان بغاز أول أكسيد الكربون:
عند استنشاق غاز أول أكسيد الكربون فإنه يعمل على حرمان خلايا الجسم من الأكسجين، فغاز أول أكسيد الكربون يتحد عند استنشاقه مع هيموجلوبين الدم مكوناً مادة الكاربوكسي هيموجلوبين، وحيث إن كلاً من غازي أول أكسيد الكربون والأكسجين يتحدان بنفس المجموعة الكيميائية على جزيء الهيموجلوبين، فإن الكاربوكسي هيموجلوبين المتكون يكون عاجزاً عن حمل الأكسجين، مما يؤدي إلى حرمان الخلايا من الأكسجين. ويعتمد مدى تشبع الهيموجلوبين بأول أكسيد الكربون على تركيز الغاز في الهواء المستنشق، كما يعتمد على وقت التعرض، وكذلك فإن احتياج الجسم من الأكسجين يعتمد على نوعية النشاط الذي يبذله الفرد، وعلى حاجة أنسجته للأكسجين وأيضاً على تركيز الهيموجلوبين بالدم.

أعراض التسمم:
تتناسب أعراض وعلامات التسمم بغاز أول أكسيد الكربون مع ثلاثة عوامل:
1- كمية الغاز وتركيزه في الهواء المستنشق.
2- مدة التعرض لغاز أول أكسيد الكربون.
3- النشاط المبذول أثناء اشتنشاق الغاز.
حيث تؤدي هذه العوامل الثلاثة إلى حدوث خلل في كمية الكاربوكسي هيموجلوبين بالدم، وبالتالي ظهور أعراض احتياج الجسم إلى الأكسجين وبخاصة الدماغ. فإذا زادت كمية الغاز ومدة التعرض له يشعر الإنسان بالصداع المصحوب بالقلق والارتباك والإحساس بالدوار والخلل البصري مع شعور بالغثيان والقيء، ويحدث إغماء عند بذل أي مجهود عضلي إضافي، وفي ظل زيادة نسبة تركيز الغاز فإن الأمر يتطور إلى حالة الغيبوبة والاختلاجات والفشل التنفسي، ومن ثم الوفاة. أما إذا استنشق الشخص تركيزاً عالياً من غاز أول أكسيد الكربون منذ البداية فإن حالة فقدان الشعور والغيبوبة تتم بسرعة دون أية أعراض تمهيدية منذرة، وعند حدوث تسمم متدرج فإن الشخص المسمم بغاز أول أكسيد الكربون يمكنه أن يلحظ فقدان قدرته على بذل أي مجهود مع صعوبة التنفس عند الحركة ثم عند الراحة أيضاً مع إفراز عرق كثير وإحساس بالحمى. ومن الأعراض المصاحبة للتسمم بغاز أول أكسيد الكربون حدوث تضخم بالكبد ومظاهر جلدية وازدياد في عدد كريات الدم البيضاء ونزيف، كما يظهر الجلوكوز والألبومين في البول أحياناً. ومن أخطر أعراض التسمم بهذا الغاز حدوث أديما دماغية وازدياد الضغط الدماغي نتيجة ازدياد نفاذية الشعيرات الدموية الدماغية التي تعاني من النقص الحاد في الأكسجين، وتنعكس معاناة عضلة القلب من نقص الأكسجين الواصل إليها على شكل تغيرات في تخطيط كهربية القلب. أما أهم الأعراض المميزة للتسمم بغاز أول أكسيد الكربون فهي تلون الجلد والأغشية المخاطية باللون الأحمر نتيجة للون الكاربوكسي هيموجلوبين الأحمر البراق.

معالجة التسمم:
يعتمد إسعاف المصاب بتسمم غاز أول أكسيد الكربون على تقديم التنفس الاصطناعي الفعال في وجود أكسجين وغياب أي أثر لغاز أول أكسيد الكربون. ويستخدم لذلك الأكسجين النقي إذا أمكن ذلك، حيث يتيح ذلك إحلالا لأكسجين محل غاز أول أكسيد الكربون، وللتخفيف ولو جزئياً من آثار نقص الأكسجين على الأنسجة بذوبان الأكسجين في بلازما الدم، ولهذا الغرض يستخدم الأكسجين المضغوط بضغط فوق جوي في حالات التسمم الخطيرة بهذا الغاز. وقد يكون لنقل الدم أو نقل كريات الدم الحمراء المركزة أثر فعال كخط علاجي في هذا المضمار. ولتقليل احتياج الأنسجة للأكسجين فإن المريض يجب أن يبقى في حالة سكون تام، وقد نلجأ إلى تبريد الجسم للمساهمة في تقليل الاحتياج إلى الأكسجين. وبتقدم العلاج فإن أعراض التسمم تبدأ في الزوال تدريجياً، إلا أنه في حالة حدوث نقص مستمر وشديد في وصول الأكسجين للأنسجة قد تظهر أعراض عصبية كالرعشة والخلل العقلي والسلوك الذهني، وقد تظهر تغيرات مجهرية لنقص الأكسجين على كل من أنسجة قشرة الدماغ وعضلة القلب وأعضاء أخرى.

ب- غـاز كبريتيد الهيدروجين:
يعرف غاز كبريتيد الهيدروجين صاحب الرمز الكيميائي (H2S) أيضاً على أنه "غاز الهيدروجين" لأنه غالباً ما ينبعث من عفن النفايات، وله رائحة كريهة قوية ونفاذة وفي هذه المستويات المرتفعة من الممكن أن يجعلك غاز كبريتيد الهيدروجين مريضاً أو قد يتسبب في قتلك.

ماهية غاز كبريتيد الهيدروجين:
إنه غاز ذو رائحة كريهة وقوية تشبه رائحة البيض الفاسد ليس له لون، ويوجد بصورة طبيعية في البيئة، وقد يتكون وينبعث حيثما تكون النفايات التي تحتوي على الكبريت. فمخلفات المواشي ومصارف المياه الخاصة بالإنسان والشاحنات التي تنقل النفايات والمخلفات الكيميائية قد ينبعث منها غاز كبريتيد الهيدروجين، وكذلك من الممكن أن يوجد هذا الغاز في المياه الجوفية، وخصوصاً في الآبار قرب حقول النفط أو الآبار التي تتخلل الصخور الرملية وفي مناطق مصافي النفط، وكذلك من الممكن أن ينبعث الغاز من خلال الصناعات التي ترتكز على مركبات الكبريت.

كيفية التعرض لغاز كيريتيد الهيدروجين:
يتم التعرض لهذا الغاز عن طريق استنشاقه أو حتى عن طريق تعرض الجلد أو العين له، والتعرض لغاز كبريتيد الهيدروجين قد يحدث في المنزل أو في مكان العمل، وفي المنزل قد يحدث التعرض له عن طريق المجاري التى تحتوي على غاز كبريتيد الهيدروجين، ولهذ الغاز رائحة "البيض الفاسد" وهي رائحة كريهة، وبالتالي فإن أكثر الذين يعملون في مجال المواشي ومعالجة الصرف الصحي ومصافي النفط والشركات الكيميائيه قد يكونون عرضة لغاز كبريتيد الهيدروجين في مجال عملهم.

مدى تأثيره على صحة الانسان:
قد تشم رائحة غـاز كبريتيد الهيدروجيـن علـى مستوى صغير جداً في مكان كبير ممتلئ بالهواء، والتعرض للمستويات الأعلى من غاز كبريتيد الهيدروجين قد يؤدي إلى تهيج العين والأنف والرئة. وعلى الرغم من أن لغاز كبريتيد الهيدروجين رائحة كريهة قوية بالنسبة إلى حاسة الشم وبالتالى يؤدي إلى الحساسية والتهيج للعين والدوار والكحة، وكذلك الصداع، وقد يكون قاتلاً وبسرعة، فالوفيات تحدث عندما يدخل الناس إلى الأماكن سيئة التهوية، مثل أنظمة الصرف الصحي والآبار العميقة وصهاريج السوائل الجوفية، وهذا الغاز أثقل من الهواء لذا يعتبر تركيزه أعلى بالقرب من سطح أرض هذه الأماكن.
وقد وجد أن حدوث مشاكل الجهاز العصبي طويلة الأمد تكون في الناس الذين تعرضوا للغاز على المدى القصير ولكن عند مستويات مرتفعة منه، وكذلك تم رصد بعض إصابات القلب في مثل هذه الحالات.

كيفية الحماية من غاز كبريتيد الهيدروجين:
1-التأكد من أن أنابيب الصرف الصحي تم تركيبها وصيانتها بشكل سليم.
2-عن طريق تحديد المصدر ومن ثم إزالته وخاصة في أعمال السباكة.
3- زيادة التهوية والتكييف في المناطق التي تعاني من المشكلة قد تقلل مؤقتـاً من التعرض لهذا الغاز.
4- يجب أن تتبع الإرشادات التي تحد من التعرض للكيماويات مثل غاز كبريتيد الهيدروجين.