لتبليغ الإدارة عن موضوع أو رد مخالف يرجى الضغط على هذه الأيقونة الموجودة على يمين المشاركة لتطبيق قوانين المنتدى



للتسجيل اضغط هـنـا
 

العودة   منتدي نبض السوق السعودي > نبــض الأسهم السعودية > نبــض الأسهم السعودية
التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 15-10-2024, 07:09 AM   #1
FROZEN
عضو بلاتيني


الصورة الرمزية FROZEN
FROZEN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6523
 تاريخ التسجيل :  May 2014
 أخر زيارة : 15-10-2024 (07:25 AM)
 المشاركات : 5,032 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي بعد انهيار "حزب الله"... إيران في مواجهة إسرائيل



انهيار "حزب الله"... إيران مواجهة
على وقع الاختراقات والضربات والاغتيالات

سارة جيروني كارنفال
لندن - "المجلة"
آخر تحديث 09 أكتوبر 2024
لم يكن سهلا اختيار قصة غلاف "المجلة" لشهر أكتوبر/تشرين الأول. بين يوم وآخر من سبتمبر-أكتوبر، تحصل مفاجأة كبرى في الشرق الأوسط، تستحق أن تكون موضوع الشهر.

موضوع انهيار "حزب الله" على وقع الاختراقات والضربات والاغتيالات الإسرائيلية التي طالت قيادته بما فيها الأمين العام حسن نصرالله، والمواجهة المباشرة بين طهران وتل أبيب، يستحق أن يكون قصة غلاف "المجلة" لشهر أكتوبر.

نعالج الموضوع من جميع جوانبه. كيف انهارت أسطورة "حزب الله" خلال أسبوع؟ ما تأثير اختراقات "الحزب" على "محور الممانعة"؟ ما احتمال الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل؟ ولماذا رفض الرئيس الأميركي جورج بوش إعطاء الموافقة لإسرائيل باغتيال "الثلاثي" قاسم سليماني وعماد مغنية وحسن نصرالله خلال حرب عام 2006؟


 


رد مع اقتباس
قديم 15-10-2024, 07:12 AM   #2
FROZEN
عضو بلاتيني


الصورة الرمزية FROZEN
FROZEN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6523
 تاريخ التسجيل :  May 2014
 أخر زيارة : 15-10-2024 (07:25 AM)
 المشاركات : 5,032 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بعد انهيار "حزب الله"... إيران في مواجهة إسرائيل



انهيار "حزب الله"... والمواجهة الإيرانية - الإسرائيلية
كيف انهارت أسطورة "حزب الله" خلال أسبوع؟


إبراهيم حميدي
آخر تحديث 09 أكتوبر 2024
لم يكن سهلا اختيار قصة غلاف "المجلة" لشهر أكتوبر/تشرين الأول. فبين يوم وآخر من سبتمبر-أكتوبر، تحصل مفاجأة كبرى في الشرق الأوسط، تستحق أن تكون موضوع الشهر.

كنا نعد ملفا عن سياسات المرشحَين في الانتخابات الرئاسية الأميركية، نائبة الرئيس كامالا هاريس ودونالد ترمب، في الشرق الأوسط، مع قرب موعد الانتخابات في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، وآخر عن الذكرى السنوية الأولى لحرب غزة، إضافة إلى ملف خاص عن كارثة المخدرات العابرة للحدود في المنطقة. لكن النصف الثاني من سبتمبر/أيلول، كان حافلا بالتطورات الاستثنائية، بدءا من الاختراقات الاستخباراتية الإسرائيلية لـ"حزب الله"، وتفجيرات "البيجر"، واغتيال قادة التنظيم، بمن فيهم الأمين العام حسن نصرالله والانهيار السريع لـ"الحزب"، وانتهاءً بـ"مفاجـآت أخرى" يتحدث عنها مسؤولون إسرائيليون.

يستحق أن يكون اغتيال نصرالله قصة الغلاف. فهو نهاية مرحلة وحدث كبير بكل المعاني، تضمن تجاوز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "خطا أحمر" كان موضوعا من قبل واشنطن، ما ساهم في هروبه من الموت مرات عدة وبقائه في منصبه لأكثر من ثلاثة عقود. موضوع مهم، لأنه سيترك مع حملة الاغتيالات والضربات آثارا كبيرة على بنية "الحزب"، رأس حربة "محور الممانعة" ووكيل تمدد نفوذ إيران في "ساحات عربية" عدة، من العراق إلى سوريا وصولا إلى اليمن.

صواريخ وغارات معلنة وصريحة على أهداف حيوية وبمهلة زمنية أقصر، ما يهدد بتلاشي "الخطوط الحمراء" وتجاوز "قواعد الاشتباك" في الإقليم، والانتقال إلى ضربات مؤلمة

لم يكن الاغتيال الكبير آخر الأحداث الكبرى في الشهر الماضي، إذ أعقبه بدء غزو بري إسرائيلي لجنوب لبنان وتوسيع نطاق الضربات في البلاد وبيروت وضاحيتها الجنوبية وسوريا ودول أخرى في الشرق الأوسط، كما أعقبه تبادل القصف المباشر بالصواريخ والغارات بين إسرائيل وإيران.

انهيار "حزب الله" على وقع الضربات الإسرائيلية، دفع طهران إلى رفع مستوى المواجهة مع تل أبيب. لم تنتقم لاغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية في أحد قصورها الرئاسية وعلى هامش الاحتفال بتنصيب رئيسها الجديد مسعود بيزشكيان، لكنها قررت باسم هنية أن تنتقم من إزاحة نصرالله بغارات ثقيلة في جوف ضاحية بيروت، فضربت إسرائيل بـ180 صاروخا بداية أكتوبر، وسط توقع بالرد من تل أبيب.

ليست المرة الأولى التي تجري فيها مواجهة مباشرة بين الطرفين. حصل هذا في أبريل/نيسان الماضي. قصف إيراني بنحو 300 مسيرة وصاروخ على إسرائيل، ردا على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، ثم قيام تل أبيب بضربة غامضة قرب منشآت نووية في أصفهان. لكن "جولة أكتوبر" من المواجهة المباشرة رفعت السقف درجة إضافية: صواريخ وغارات معلنة وصريحة على أهداف حيوية وبمهلة زمنية أقصر، ما يهدد بتلاشي "الخطوط الحمراء" وتجاوز "قواعد الاشتباك" في الإقليم، والانتقال إلى ضربات مؤلمة أكثر... وتدحرج كرة النار في الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر 2023.


كيف انهارت أسطورة "حزب الله" خلال أسبوع؟ ما تأثير اختراقات "الحزب" على "محور الممانعة"؟

الجمع بين انهيار "حزب الله" والمواجهة الإيرانية-الإسرائيلية، يستحق أن يكون قصة غلاف "المجلة" لشهر أكتوبر.

نعالج الموضوع من جميع جوانبه. كيف انهارت أسطورة "حزب الله" خلال أسبوع؟ ما تأثير اختراقات "الحزب" على "محور الممانعة"؟ ولماذا رفض الرئيس الأميركي جورج بوش الابن إعطاء الموافقة لإسرائيل باغتيال "الثلاثي" قاسم سليماني وعماد مغنية وحسن نصرالله خلال حرب عام 2006؟ وكيف ولماذا اغتيل مغنية في دمشق عام 2008، وسليماني في بغداد في 2020، ونصر الله في الضاحية في 2024؟

ونقدم التسلسل الزمني لسنة ثقيلة وبطيئة في هذا القسم من الشرق الأوسط، بدءا من هجمات "حماس" في 7 أكتوبر مع تركيز على حجم الكارثة الإنسانية في غزة، وانتهاء بانتقال التركيز الإسرائيلي على "الشمال"، أي جنوب لبنان، مع مراجعة نقدية لغياب الاستراتيجية الفلسطينية مقابل الخطط الإسرائيلية الثابتة، وأهمية طرح اقتراحات لتفعيل "حل الدولتين".




 


رد مع اقتباس
قديم 15-10-2024, 07:15 AM   #3
FROZEN
عضو بلاتيني


الصورة الرمزية FROZEN
FROZEN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6523
 تاريخ التسجيل :  May 2014
 أخر زيارة : 15-10-2024 (07:25 AM)
 المشاركات : 5,032 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بعد انهيار "حزب الله"... إيران في مواجهة إسرائيل



مايكل هوروفيتز
آخر تحديث 06 أكتوبر 2024
ثمة قول شهير ينسب إلى لينين بأن "هناك عقودا لا يحدث فيها شيء، وأسابيع تحدث فيها عقود". ولا يمكن لهذه المقولة أبدا أن تكون أكثر صدقا منها خلال هذا الأسبوع المصيري من سبتمبر/أيلول، الذي بدأ بالانفجار المروع لآلاف أجهزة النداء (البيجر) التي وزعها "حزب الله"، وانتهى بموجة غير مسبوقة من الغارات الجوية الإسرائيلية عبر لبنان وصولا إلى الهجوم البري الإسرائيلي جنوب لبنان والقصف الإيراني بصواريخ على إسرائيل ورد تل أبيب واحتمال انتقال "حرب الظل" إلى مواجهة مباشرة.

وفي ختام هذا الأسبوع، وبعد أيام قليلة، نفذت إسرائيل غارة جوية ضخمة استهدفت المخبأ الذي كان يختبئ فيه حسن نصرالله، مما أدى إلى تدمير كثير من المباني المدنية ومقتل زعيم "حزب الله".

في غضون أيام قليلة، قُلبت عناصر الردع التي كانت تشكل على الدوام الديناميكية المعقدة بين إسرائيل و"حزب الله" وإيران. ولعقود من الزمان، بنت إيران "حزب الله" ليس فقط كواحد من وكلائها الرئيسين، ولكن كعنصر حاسم في العقيدة الدفاعية للجمهورية الإسلامية. إن ما يقدر بنحو 150 ألف صاروخ وآلاف الطائرات دون طيار التي يمتلكها "الحزب"، وحصل عليها جميعا بمساعدة إيران على مدى أكثر من عقد من الزمان، تمثل "بوليصة التأمين" الخاصة بإيران ضد أي هجوم من قبل إسرائيل. وبالفعل، وفرت ترسانة "الحزب" لإيران القدرة على إغراق إسرائيل بالهجمات الصاروخية إذا نفذت إسرائيل تهديدها باستهداف المنشآت النووية الإيرانية.

لأكثر من عقد من الزمان، قارن كثير من المحللين، بمن فيهم كاتب هذه السطور، بين ديناميكية "حزب الله" وإسرائيل وبين مبدأ "التدمير المتبادل المؤكد" (mad) الذي ساد أثناء الحرب الباردة، والذي كان يحدد المواجهة المتوترة بين القوتين العظميين النوويتين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، حين كان الخوف من الدمار الشامل يقف حائلا دون أن ينخرط أي من الجانبين في صراع واسع النطاق. المنطق نفسه كان ينطبق على إسرائيل و"حزب الله" (وإيران بالتبعية): حيث كان يُنظَر إلى كل منهما باعتباره قادرا على إحداث أضرار جسيمة للآخر، الأمر الذي منعهما بشكل متناقض من الانخراط في حرب مباشرة.

ولكن سلسلة من الأحداث غيرت هذه الديناميكية. لقد سلطت انفجارات أجهزة النداء والهواتف المحمولة، والقضاء الممنهج على قادة "حزب الله"، التي انتهت بمقتل نصرالله نفسه، والقصف الجوي المكثف، سلطت الضوء على أمر لم يره سوى قِلة من المراقبين، فقد كانت إسرائيل تستعد لهذا الصراع الكبير لأكثر من خمسة عشر عاما. وقد أظهرت الهجمات أن المجموعة مخترقة بشكل عميق من قبل الاستخبارات الإسرائيلية. والاستخبارات نفسها فشلت في التنبؤ بالهجوم الذي شنته "حماس" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول ومنْعه. كما أظهرت الفجوة الهائلة بين "حزب الله" وإسرائيل، ولكن أيضا داخل إسرائيل، بين الاستعدادات للصراع في الشمال، والاستعدادات للصراع في غزة.


 


رد مع اقتباس
قديم 15-10-2024, 07:17 AM   #4
FROZEN
عضو بلاتيني


الصورة الرمزية FROZEN
FROZEN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6523
 تاريخ التسجيل :  May 2014
 أخر زيارة : 15-10-2024 (07:25 AM)
 المشاركات : 5,032 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بعد انهيار "حزب الله"... إيران في مواجهة إسرائيل



على الرغم من دور "حزب الله" في استعصاء الوضع السوري ومساعدته الرئيس الأسد على البقاء في السلطة، يبدو أن الأسد ليس في عجلة من أمره لرد الجميل. وحتى إيران لم تكن مستعجلة في الرد

حتى هذه النقطة، كان معظم التركيز منصبا على استعدادات "حزب الله" نفسه، وقدرته على تحسين قدراته العسكرية، وقد تمكن "الحزب"، بمساعدة إيران، من تخزين الصواريخ الموجهة بدقة، واختبر قدرات عسكرية "تقليدية" جديدة في سوريا، وشارك في معارك واسعة النطاق، بما في ذلك معركة القصير عام 2013، إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد، فضلاً عن الحصار السيئ السمعة لبلدة مضايا، وجوّع خلاله سكان البلدات في منطقة القلمون في سوريا. لقد خسر "حزب الله" بالتأكيد دعم كثير من الناس في المنطقة في ذلك الوقت، لكنه اكتسب أيضا قوات ذات خبرة، حتى إنه قاتل ونسق مع القوات الخاصة الروسية في بعض الأحيان في حلب. وقد أعطت هذه التجربة التهديد الذي أطلقه نصرالله بـ"غزو الجليل" (المنطقة الشمالية لإسرائيل) زخما أكبر، حيث أظهرت "وحدة الرضوان" (قوة النخبة) التابعة لـ"حزب الله" أنها قادرة على تنفيذ عمليات هجومية، بدلاً من مجرد تكتيكات حرب العصابات الدفاعية، فكان أن قضت إسرائيل على قيادة "الرضوان" بأكملها في ضربة واحدة في بيروت بعد أيام قليلة من انفجارات أجهزة النداء.
يختلف هذا الصراع عن حربي لبنان الأولى والثانية، اللتين كانتا محوريتيْن في تشكيل "حزب الله" كعنصر أساسي في "محور المقاومة" الإيراني. في ذينك الحربين، كان "حزب الله" يشكل بوضوح الطرف الأضعف، ولكن الصراعين أفسدا صورة "القدرة المطلقة" لإسرائيل، وهي الصورة التي كانت قد تضررت بالفعل في "حرب يوم الغفران" عام 1973. ومع ذلك، منذ عام 2006، تطور "حزب الله" إلى قوة إقليمية، مقدما نفسه كحصن منيع بقدرات تشبه تلك التي تملكها الدول.

أندري كوجوكاروأندري كوجوكارو
وجاء انخراط "الحزب" في الصراع السوري ليساهم في تغيير السردية تغييرا كبيرا، حيث تحول "حزب الله" من مدافع إلى معتد يعمل في بلد أجنبي.
وعلى الرغم من دوره في استعصاء الوضع السوري ومساعدته الرئيس الأسد على البقاء في السلطة، يبدو أن الأسد ليس في عجلة من أمره لرد الجميل. وحتى إيران لم تكن مستعجلة في الرد، بل أرسلت إشارات متضاربة بشأن ما إذا كانت تنوي التدخل لدعم "حزب الله"، إذ إن تركيز إيران الحالي ينصب على جهود الرئيس المنتخب حديثا، مسعود بيزشكيان، الموصوف بالاعتدال، للتفاوض على تخفيف العقوبات الغربية، بدلا من الانخراط في الصراع. ومن المهم في هذا السياق أن نتذكر أن "حزب الله" أُنشئ أساسا لحماية إيران، وليس العكس، وهذا ما يفسر القصف الإيراني لإسرائيل في بداية أكتوبر/تشرين الأول.

فك العقدة المستعصية
يبدو أن قرارا اتخذ في إسرائيل، في الصيف، لإنهاء حرب الاستنزاف مع "حزب الله". فمنذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، أطلق "حزب الله" ما يقرب من 9000 صاروخ وطائرة دون طيار على إسرائيل، ما أجبر أكثر من 60 ألف شخص على الفرار من الشمال، وخلق منطقة عازلة بحكم الأمر الواقع داخل إسرائيل نفسها. وقد أعطت "حرب الاستنزاف" هذه الأفضلية لـ"حزب الله"، وسمحت للجماعة بإنشاء "جبهة تضامن" مع الفلسطينيين في غزة، دون الانخراط في حرب واسعة النطاق. وربط زعيم "الحزب" حسن نصرالله نفسه بغزة، مؤكدا مرارا أن جبهة لبنان لن تنتهي إلا بوقف إطلاق النار في غزة. ولقد أدى هذا إلى تعميق فشل إسرائيل في إلحاق الهزيمة الكاملة بـ"حماس" بفشل آخر في تأمين الجبهة الشمالية.
كما أبرز هذا الأمر فكرةَ "وحدة الساحات"، التي دافع عنها أشخاص بارزون مثل صالح العاروري من "حماس" (الذي قُتل هو أيضا في غارة جوية إسرائيلية ببيروت في يناير/كانون الثاني). كان العاروري يؤكد أن الجبهة الفلسطينية، إلى جانب "محور المقاومة" في لبنان وسوريا والعراق وإيران، تشكل جبهة واحدة غير قابلة للتجزئة ضد إسرائيل. فكأن إسرائيل محاطة بـ"حلقة نار" تضيق عليها الخناق تدريجيا، لتخنقها في نهاية المطاف. ولكن الذي ثبت أن هذه الفكرة بقيت مجرد نظرية، وأظهر الواقع أن تلك الأطراف لم تلتزم بالكامل بالدخول في صراع موحد ومستمر. بعبارة أخرى، ظل مفهوم المقاومة المنسقة مجرد فكرة، وليس خطة عمل متماسكة ومنسقة.


وافق نتنياهو على توجيه ضربة استباقية محدودة، خوفا من أن يؤدي القيام بأكثر من ذلك إلى إشعال المنطقة. لكن النتائج فاقت توقعاته بكثير

قبل هجمات أجهزة الاستدعاء (البيجر)، كان توازن الردع يعني أن الشكوك في معقولية عملية ضد "حزب الله" قائمة حتى على أعلى المستويات في الدولة الإسرائيلية. وعندما اقترح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في الأيام الأولى للحرب، شن هجوم استباقي على "حزب الله"، خوفا من أن يقوم "الحزب" بالتخطيط لتنفيذ هجوم مماثل لـ"طوفان الأقصى" الذي نفذته "حماس"، إنما في الشمال هذه المرة، تجاهل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا الاقتراح وهمشه. وفي الأشهر التي تلت ذلك، أبلغت القيادة العسكرية الإسرائيلية العليا نتنياهو غير مرة بأن الجيش الإسرائيلي مستعد لأخذ زمام المبادرة في لبنان. إلا أن انعدام الثقة العميق بين رئيس الوزراء الإسرائيلي وقائده العسكري أدى إلى أن نتنياهو لم يكن يصدقهم مطلقا.
غير أن كل ذلك تغير في أغسطس/آب، عندما أحبطت إسرائيل هجوما كبيرا لـ"حزب الله". ففي ذلك الوقت، كان "الحزب" يرد على مقتل فؤاد شكر، أعلى قائد عسكري في "الحزب"، الذي قتلته إسرائيل في بيروت ردا على هجوم "حزب الله" الذي أوقع ضحايا في مجدل شمس.
كانت خطة "حزب الله" أن يطلق مئات القذائف على إسرائيل، لإرباك دفاعاتها، فتسمح بالتالي لوابل من المسيرّات بعيدة المدى والصواريخ الموجهة بدقة لضرب هدفين حساسين شمال إسرائيل: المقر الرئيس لـ"الموساد"، وقاعدة "غليلوت" التي تضم الوحدة "8200" الإسرائيلية ضمن جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان).
وردا على ذلك، وافق نتنياهو على توجيه ضربة استباقية محدودة، خوفا من أن يؤدي القيام بأكثر من ذلك إلى إشعال المنطقة. لكن النتائج فاقت توقعاته بكثير: لم تنجح قذيفة واحدة أطلقها "الحزب" على إسرائيل في التحليق. وفجأة، أصبحت ادعاءات قادة الجيش الإسرائيلي بإمكانية نجاحهم في الشمال، على الرغم من الفشل الذريع في 7 أكتوبر، أكثر منطقية.

أهي غزة جديدة؟
سمح هذا لإسرائيل بالمخاطرة أكثر من ذي قبل، والابتعاد عن حرب الاستنزاف، والضغط أكثر على "حزب الله" لفك ارتباطه بغزة. فرهان إسرائيل هو أن "حزب الله" وإيران، على الرغم من كل ادعاءاتهما بالتضامن مع الفلسطينيين، ليسا على استعداد للدخول في "حرب شاملة" قد تكون لها آثار لا يمكن التنبؤ بها في المنطقة.
وبهذا المعنى، فإن هجمات أجهزة الاستدعاء (البيجر) وأجهزة الاتصال اللاسلكي (ووكي توكي) خدمت في إظهار "غياب إمكانية التنبؤ" هذه، إذ لم يكن هذا الهجوم هجوما تقليديا، ولا هجوما كان يمكن لإيران و"حزب الله" توقعه. كانت "خدعة" مرعبة من النوع الذي يندر أن نراه في الحروب الحديثة: خدعة تشل على الفور كلا من المقاتلين أنفسهم وقدرتهم على التواصل. وقد تترك هذه الانفجارات إيران وحلفاءها يتساءلون أيضا هل هذه الخدعة هي الخدعة الوحيدة من نوعها التي تملكها إسرائيل. فغياب اليقين غالبا ما يشجع على التعقل بدلا من التهور.


أحد الأسئلة الرئيسة هو: كيف ستتأقلم إيران، على المدى الطويل، مع احتمال أن أحد "دروعها" الدفاعية الرئيسة قد تعرض لضربات شديدة؟

السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: إلى أي مدى ترغب إسرائيل في المضي فعلا لضمان بقاء "حزب الله" خارج المعركة؟ إذ طالما هددت إسرائيل "بإعادة لبنان إلى العصر الحجري"، وبتحويل لبنان إلى "غزة أخرى". وهذه ليست بالتهديدات الفارغة، ففي الساعات الأربع والعشرين الأولى من العملية الإسرائيلية الجديدة "سهام الشمال"، نفذت إسرائيل غارات جوية بوتيرة لم يسبق لها مثيل. ووفقا لوزارة الصحة اللبنانية، قُتل 500 شخص في تلك الضربات، ليكون ذلك اليوم أحد أكثر الأيام دموية في لبنان، هذا البلد شهد كثيرا من الأيام المميتة. وتدعي إسرائيل نفسها أنها كانت تستهدف مستودعات أسلحة خبأها "حزب الله" داخل مبانٍ مدنية، وتشير بعض مقاطع الفيديو التي تظهر تفجيرات ثانوية إلى أن "الحزب" أخفى ذخائر بالفعل. واستخدمت الغارة التي قتلت نصرالله أيضا كمية هائلة من الذخائر، كما وسعت إسرائيل نطاق ضرباتها لتشمل مناطق متعددة في جنوب بيروت خلال الساعات والأيام التالية، مما أجبر الآلاف من السكان على النزوح والفرار.
ولعل الأمر الأكثر رعبا أن ما حدث ليس بأي حال هو أسوأ ما يمكن أن يحدث. فقد أوضح كل من "حزب الله" وإسرائيل أنهما على استعداد للمضي أبعد من ذلك. فلطالما هددت إسرائيل بتوسيع قوائم أهدافها لا لتشمل "حزب الله" فقط، بل لتشمل أيضا البنية التحتية للدولة، بما فيها المطار ومحطات الكهرباء. وقد فعل "حزب الله" الشيء نفسه: ففي شريط فيديو نشره "الحزب" قبل التصعيد، حذر من أنه سيضرب عددا من محطات الكهرباء ومطار بن غوريون ومفاعل ديمونة النووي وميناءي حيفا وأشدود.

أندري كوجوكاروأندري كوجوكارو
وفي الواقع، رأينا بالفعل كلا الطرفين يوجهان طلقات تحذيرية للطرف الآخر: فقد قالت شركة الكهرباء الإسرائيلية إن أحد "مواقعها الاستراتيجية" كان هدفا لهجوم "حزب الله"، لكنه فشل بسبب "التدابير الدفاعية". وبعد ساعات، سقطت قذائف إسرائيلية في محيط محطة الزهراني في جنوب لبنان. وهذا البلد حتى من دون نزاع، يعاني من قبل من أزمة كهرباء دائمة، وهو على بعد خطوات قليلة من المعاناة من انقطاع واسع النطاق في التيار الكهربائي.
يرغب كلا الطرفين في استخدام التهديد بمهاجمة "الجبهة الداخلية" للطرف الآخر كوسيلة ردع، ولكنهما مستعدان أيضا بشكل فعال لتنفيذ تهديداتهما. فهدف "حزب الله" هو زيادة كلفة الحرب الطويلة على إسرائيل، وجعلها غير محتملة، وإجبارها على التراجع. أما إسرائيل، فقد يكون هدفها إقناع "حزب الله" بأن وضعه في لبنان ليس آمنا على المدى الطويل، إذ قد يشعر اللبنانيون أن الثمن الذي يدفعونه مقابل وجود بيدق إيراني فعلي، هو من يتخذ قرارات الحرب والسلام، أعلى من ثمن مواجهة "حزب الله" (مرة أخرى). بالنسبة لكليهما، هذا رهان محفوف بالمخاطر، فالإسرائيليون قد يكونون على استعداد لدفع ثمن باهظ مقابل شل "حزب الله"، في حين أن التكتيكات الإسرائيلية القاسية قد تساعد "حزب الله" بدلا من إضعافه. إلا أن ما هو واضح، أن معرفة الإجابة على هذه الأسئلة قد تترافق مع خسائر كارثية في صفوف المدنيين.

التأثير على المدى الطويل
مع أنه لا يزال من السابق لأوانه القفز إلى أي استنتاج، فإن أحداث سبتمبر/أيلول هزت المنطقة إلى حد لا يمكن معه أن تمر دون عواقب. وأحد الأسئلة الرئيسة هو: كيف ستتأقلم إيران، على المدى الطويل، مع احتمال أن أحد "دروعها" الدفاعية الرئيسة قد تعرض لضربات شديدة؟


رغم أن أحدا في لبنان لم يتجرأ على مواجهة "حزب الله" بشكل مباشر، فإن تراجع قدرة "الحزب" على حماية أنصاره ولبنان بشكل عام يشير إلى أن هيمنته لم تعد مضمونة كما كانت في السابق

ولكي نكون واضحين، فإن المعركة بين "حزب الله" وإسرائيل لم تنتهِ بعد، و"حزب الله" بعيد كل البعد عن الهزيمة. وإذا شنت إسرائيل عملية برية، فقد يستمر "حزب الله" في استعادة مكانته كجماعة ثائرة، وهي الصفة التي لا تزال تشكل جوهر هويته.
لكن إصابة "حزب الله" بشللٍ مفاجئ قد تدفع طهران أيضا إلى البحث عن حيازة سلاح نووي، كوسيلة لضمان أمنها، أو على العكس من ذلك، قد تقنع الجمهورية الإسلامية بأنها عرضة لضربة إسرائيلية محتملة أعلى مما اعتقدته يوما، فتسعى إلى العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.
في لبنان نفسه، لم تعد مكانة "حزب الله" آمنة بعد مقتل حسن نصرالله وتصاعد الهجمات الإسرائيلية. وقد كان الغضب الشعبي تجاه "حزب الله" يتزايد بالفعل قبل الحرب في غزة، حيث كانت الشكوك تحوم حول مسؤوليته عن انفجار مرفأ بيروت عام 2020، بالإضافة إلى مساعيه لتقويض التحقيق في الحادث. وقبل عام، لجأ "حزب الله" إلى الترهيب والعنف لقمع حركة مؤيدة للإصلاح تجاوزت الخطوط الطائفية، بهدف إنقاذ البلاد من النخب السياسية الفاشلة. ومنذ ذلك الحين، كان "حزب الله" واحدا من عدة جهات مسؤولة عن تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية في البلاد. كما أُعيد تسليط الضوء على خطر العنف الطائفي، الذي يعرفه اللبنانيون جيدا، من خلال حادثة الطيونة عام 2021، عندما تعرضت مظاهرة يقودها "حزب الله" لهجوم من مسلحين مجهولين أثناء مرورها قرب حي ذي أغلبية مسيحية، وهو ما كان نقطة اشتعال العنف خلال الحرب الأهلية.
ورغم أن أحدا في لبنان لم يتجرأ على مواجهة "الحزب" بشكل مباشر، فإن تراجع قدرة "حزب الله" على حماية أنصاره ولبنان بشكل عام يشير إلى أن هيمنته لم تعد مضمونة كما كانت في السابق.
وبعبارة أخرى، بينما تضمّن هذا الأسبوع المصيري الذي بدأ بانفجار أجهزة الاستدعاء في سبتمبر، أحداثا تعادل ما يحدث على مدى عقد من الزمن، فإنه ينطوي أيضا على إمكانية التأثير على التحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط لعقد كامل من الزمن أيضا.



 


رد مع اقتباس
قديم 15-10-2024, 07:20 AM   #5
FROZEN
عضو بلاتيني


الصورة الرمزية FROZEN
FROZEN غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6523
 تاريخ التسجيل :  May 2014
 أخر زيارة : 15-10-2024 (07:25 AM)
 المشاركات : 5,032 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بعد انهيار "حزب الله"... إيران في مواجهة إسرائيل



ذعر من اختراقات في "محور الممانعة"


بعد اغتيال إسرائيل لزعيم "حزب الله"


غيتي
متظاهرون إيرانيون يحملون الزهور أثناء وقوفهم أمام لافتة عملاقة عليها صورة حسن نصر الله، خلال تجمع احتجاجي لإدانة اغتياله، طهران في 30 سبتمبر
لينا الخطيب
آخر تحديث 06 أكتوبر 2024
مع تصاعد وتيرة الغزو الإسرائيلي للبنان وزيادة حدة المواجهة بين إيران وإسرائيل، يجد "حزب الله" نفسه مضطرا لتعزيز موقفه في مواجهة إسرائيل. وعلى الرغم من أن الغزو البري الإسرائيلي يتيح لـ"حزب الله" فرصة تحقيق بعض المكاسب العسكرية بفضل خبرته الواسعة في الحروب البرية غير المتناظرة، فإن الصورة الأكبر تكشف عن تحديات خطيرة تواجهه هو وشبكة وكلاء إيران في المنطقة... في صميم هذه التهديدات تكمن قدرة إسرائيل على اختراق هذه المجموعات والتسلل إلى صفوفها.

لم يكن "حزب الله" ليتخيل يوما أن يصل الأمر إلى مقتل زعيمه حسن نصرالله، في إطار حملة شاملة ومتعددة الجوانب تشنها إسرائيل، وتهدف إلى تقويض قدرات "الحزب" الأمنية والعسكرية.

شكّل مقتل حسن نصرالله في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث كان يختبئ في مخابئ تحت الأرض، مفاجأة كبيرة لكثير من المراقبين. وأعلنت إسرائيل أن استهدافه جرى بناء على معلومات ميدانية دقيقة، مما يعكس مستوى عاليا من الاختراق داخل صفوف "حزب الله"، ليس فقط عبر التكنولوجيا المتقدمة، بل من خلال الاستخبارات البشرية أيضا.

وقد تمكنت إسرائيل من الوصول إلى مخبأ نصرالله الذي كان يقع على عمق عدة طوابق تحت الأرض، مما يبرز القوة الهائلة لسلاحها الجوي. والأهم من ذلك، أن إسرائيل قررت تصفية نصرالله بعد ما يقرب من عقدين من التوازن الظاهري في العلاقة بينها وبين "حزب الله". كان "حزب الله" قد اعتبر هذا الوضع الراهن ثابتا لا يتغير، في حين بالغ في تقدير قوته بشكل كبير، وأخطأ في تقدير مدى استعداد إسرائيل لملاحقته.

للتسجيل في النشرة البريدية الاسبوعية
احصل على أفضل ما تقدمه "المجلة" مباشرة الى بريدك.

تخضع اشتراكات الرسائل الإخبارية الخاصة بك لقواعد الخصوصية والشروط الخاصة بـ “المجلة".


لم يعمل وكلاء إيران يوما معا كجزء من مسرح حرب موحّد، رغم ادعاءات إيران ووكلائها بأنهم يشكلون كتلة متماسكة وقوية في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة

وبالتالي، فإن مقتل نصرالله لا يتعلق بالقضاء على زعيم وحسب، بل يكشف عن هشاشة "حزب الله" وسوء تقديراته في مواجهة إسرائيل. فقد تعرض "الحزب" لسلسلة متلاحقة من الضربات العسكرية، الأمنية، والنفسية، التي ستتركه في حالة من العجز يصعب التعافي منها.
كما أثار مقتل نصرالله حالة من الذعر داخل شبكة وكلاء إيران في العراق وسوريا واليمن. وسيدفع نجاح إسرائيل في إذلال "حزب الله" إلى هذا الحد، سيدفع الجماعات الأخرى المدعومة من إيران إلى إعادة تقييم وضعها وخطواتها المستقبلية بحذر. ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لهجوم "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، تجد هذه الجماعات نفسها مضطرة الآن إلى إعطاء الأولوية للحفاظ على الذات بدلا من استعراض قوتها في دعم "حماس".

التحول إلى الداخل
من المحتمل أن الجماعات المدعومة من إيران كانت تخطط لعرض رمزي للتضامن مع "حماس" في ذكرى مرور عام على هجومها غير المسبوق على إسرائيل. ولكن بعد الفوضى التي تسببت بها الهجمات الاستخباراتية على "حزب الله"، بدأت هذه الجماعات في إعادة توجيه مواردها نحو الداخل بدلا من ذلك. فهي تدرك أنه إذا كان من الممكن اختراق "حزب الله"– الذي يُعتبر جوهرة تاج "محور المقاومة" الإيراني– وكشفه بهذا الشكل، فإن الكيانات الأخرى في شبكة إيران، والتي لا تمتلك القوة نفسها، قد تكون أكثر عرضة للخطر.
أدى ذلك إلى تفاقم حالة الذعر بين الجماعات بشأن أمنها ومكانتها، الأمر الذي بلغ ذروته مع مقتل نصرالله. حيث تشعر الميليشيات المدعومة من إيران بقلق متزايد إزاء احتمال قيام إسرائيل بتوسيع نطاق أهدافها بعد أن تكون قد حققت أهداف حملتها في لبنان.

غيتيغيتي
خلال تجمع في ساحة الإمام الحسين بطهرن لدعم الضربات الصاروخية التي شنتها إيران ضد إسرائيل، 27 سبتمبر
يمتلك "حزب الله" حضورا قويا في سوريا، ومن المرجح أن توجه إسرائيل اهتمامها إلى هناك بعد إتمام حملتها في لبنان. وفي اليمن، لعب "حزب الله" دور "المرشد" الرئيس للحوثيين، حيث يتمتع بنفوذ يفوق نفوذ "الحرس الثوري" الإيراني. أما في العراق، فقد كانت إيران تحاول جاهدة إعادة توحيد ميليشياتها، لكن الثقة بين الفصائل الشيعية العراقية تآكلت بشكل كبير، خصوصا بعد اكتشاف شبكة تجسس مدعومة من إيران تعمل داخل مكتب رئيس الوزراء العراقي، تستهدف السياسيين الذين يعتبرهم حلفاء إيران في العراق خصوما أو منافسين. الأحداث الأخيرة في لبنان عمّقت هذه الأزمة، وزادت من حالة انعدام الثقة. ويتشارك وكلاء إيران في المنطقة المخاوف ذاتها بشأن التهديدات الأمنية والاختراقات الاستخباراتية، مما يزيد من حالة القلق وعدم الاستقرار داخل هذه الجماعات.

الارتياب يتفاقم
إلى جانب المخاوف الأمنية، فإن حالة الارتياب المتزايدة قد تؤثر سلبا على قدرة هذه الجماعات على التواصل الفعال فيما بينها، فضلا عن تقويض الثقة المتبادلة. لم يعمل وكلاء إيران يوما معا كجزء من مسرح حرب موحّد، رغم ادعاءات إيران ووكلائها بأنهم يشكلون كتلة متماسكة وقوية في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة.
إلا أن هذه الجماعات تقدم الدعم لبعضها البعض على المستوى التكتيكي. فقد قامت بعض الفصائل داخل "قوات الحشد الشعبي" بتسهيل حصول "حزب الله" و"حماس" على التمويل الإيراني، حيث يحضر أعضاء منهم إلى بيروت بانتظام وهم يحملون حقائب مليئة بالأموال التي أرسلتها طهران.


بعض الأفراد من داخل المجموعات المدعومة من إيران تمكنوا من العمل كعملاء مزدوجين لصالح إسرائيل أو الولايات المتحدة دون أن يجري اكتشافهم بسهولة

كما ساعدت هذه الفصائل أحيانا "حزب الله" في الحصول على المعدات من خلال دورها في سلسلة التوريد العالمية للكيانات المشاركة في شراء ونقل البضائع، فمن المحتمل أيضا أن يكون أعضاء الجماعات المدعومة من إيران، بخلاف "حزب الله"، قد ساهموا في شراء أجهزة الاتصال المتفجرة، كجزء من محاولات "الحزب" لإخفاء تحركاته. ومع ذلك، فإن الهجمات الأخيرة في لبنان تلقي بظلال من الشك على نزاهة التعاون بين هذه الجماعات.
لقد لعب نصرالله دور الأب الروحي لهذه الجماعات، وسيفاقم غيابه من حالة الافتقار المتزايد إلى التماسك في علاقات هذه المجموعات.

خطر الاختراق
كان ينبغي لإيران ووكلائها أن يدركوا الخطر المتنامي. فإيران تتفاخر كثيرا باتساع نفوذها في الشرق الأوسط من خلال الانتشار الجغرافي لوكلائها، ولكن، كلما اتسعت شبكتها، زاد خطر تعرضها للاختراق.
لسنوات، قبل ظهور "قوات الحشد الشعبي" و"الحوثيين"، حافظ "حزب الله" على سيطرة محكمة على عضويته وبنيته التنظيمية. ولكن، مع تشكّل هذه الجماعات الجديدة، إلى جانب الفصائل الشيعية المتعددة التي برزت في سوريا خلال الصراع، لجأت إيران إلى "حزب الله"، كونه الأقدم والأكثر خبرة، لبناء قدرات هؤلاء الوافدين الجدد وتوجيههم. وبينما قدم "الحرس الثوري" الإيراني دعمه لـ"حزب الله" في هذه المهمة، إلا أنه ومع مرور الوقت وزيادة أعداد المتدربين، بدأت الرقابة الصارمة التي كان يمارسها كل من "الحرس الثوري" و"حزب الله" بالتراجع.

غيتيغيتي
خلال تجمع في ساحة الإمام الحسين بطهرن لدعم الضربات الصاروخية التي شنتها إيران ضد إسرائيل، 27 سبتمبر
وكانت النتيجة أن بعض الأفراد من داخل تلك المجموعات المدعومة من إيران تمكنوا من العمل كعملاء مزدوجين لصالح إسرائيل أو الولايات المتحدة دون أن يجري اكتشافهم بسهولة. وعلى الرغم من أن "الحرس الثوري" الإيراني و"حزب الله" أظهرا عدم تسامح مطلق مع أي معارضة داخلية، حيث لم يتردد "الحرس الثوري" في تصفية أي عضو من وكلائه لم يلتزم بخطه، بغض النظر عن أقدميته، وزعم "حزب الله" أنه يعاقب بشدة كل من تثبت خيانته، فإن هذه الإجراءات لم تكن كافية لحماية تلك المجموعات من الاختراقات بالكامل. فحوادث مثل استخدام أجهزة الاتصال المتفجرة، ومقتل نصرالله تشير إلى احتمالية وجود متسللين على مستويات عليا، بما في ذلك أولئك الذين ساهموا في تسهيل اختراق سلسلة توريد أجهزة الاتصال.
لقد تعامل "الحرس الثوري" الإيراني ووكلاء إيران مع كثير من المتنفعين الذين انخرطوا في الصراع السوري والمعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في كل من سوريا والعراق. وتعاونت إيران ووكلاؤها مع هؤلاء المتنفعين لما قدموه من فائدة كبيرة في توليد الأموال من خلال عمليات التهريب والأنشطة غير المشروعة الأخرى، مثل تجارة المخدرات، وعلى وجه الخصوص الكبتاغون.
وكان بعض هؤلاء المتنفعين جهات خاصة تسعى إلى تحقيق مكاسب مالية، في حين ارتبط آخرون بكيانات حكومية في سوريا والعراق، مثل مسؤولي الجمارك وأفراد القوات المسلحة السورية، وخاصة أعضاء الفرقة الرابعة. وعلى عكس أعضاء "حزب الله" و"الحرس الثوري" الإيراني، المعروفين بالتزامهم بمستويات عالية من الانضباط، غالبا ما كان هؤلاء المتنفعون أقل التزاما من الناحية الأمنية ولا يُعرفون بأمانتهم، حتى تجاه الجهات التي يتعاونون معها.


مقتل حسن نصرالله سيترك تأثيرا مستمرا يحدّ من قدرة وكلاء إيران على التنسيق والعمل بفعالية

ومع تعمق تورط إيران و"حزب الله" في سوريا، ازداد تعاملهم مع المتنفعين، الذين استُخدموا أحيانا كواجهات لشراء السلع الأجنبية. ولكن، لا السلع ولا المتنفعين كانوا دائما موضع ثقة.

وفي أواخر مايو/أيار 2024، نشر موقع "سوريا تي في" تحقيقا كشف عن العثور على أجهزة تجسس مخبأة داخل شحنات الألواح الشمسية التي وصلت إلى سوريا عبر ميناء اللاذقية والحدود البرية مع لبنان. عملية الشراء كانت مُسهلة من قبل الفرقة الرابعة في الجيش السوري وأحد أقارب الرئيس بشار الأسد. وأظهرت التحقيقات أن أجهزة التجسس هذه مرتبطة بإسرائيل، ومخصصة لمراقبة "الحرس الثوري" الإيراني ووكلاء إيران في سوريا. إلا أن مقتل حسن نصرالله يكشف أن مستوى الاختراق وصل إلى مرحلة غير متوقعة ولم يجر اكتشافه من قبل الجماعات المدعومة من إيران.

وبدلا من التخطيط لإحياء ذكرى السابع من أكتوبر/تشرين الأول، سينشغل وكلاء إيران بمراجعة حوادث مثل المذكورة أعلاه، محاولين تحديد مدى تعرض أمنهم للاختراق. إن مقتل حسن نصرالله سيترك تأثيرا مستمرا يحدّ من قدرة وكلاء إيران على التنسيق والعمل بفعالية. وبهذا، فإن الحملة الإسرائيلية في لبنان باتت رادعا لكافة الجماعات داخل شبكة وكلاء إيران، التي تحولت من "محور المقاومة" إلى محور الذعر.

ِ


 


رد مع اقتباس
قديم 15-10-2024, 06:18 PM   #6
alhavof
عضو بلاتيني
ابوسديم


الصورة الرمزية alhavof
alhavof غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7707
 تاريخ التسجيل :  August 2015
 أخر زيارة : 15-10-2024 (06:23 PM)
 المشاركات : 3,200 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Brown
افتراضي رد: بعد انهيار "حزب الله"... إيران في مواجهة إسرائيل



جزاك الله خير


 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 10:10 PM


 

رقم تسجيل الموقع بوزارة الثقافة والإعلام م ش/ 88 / 1434

الآراء التي تطرح في المنتدى تعبر عن رأي صاحبها والمنتدى غير مسؤول عنها
 بناء على نظام السوق المالية بالمرسوم الملكي م/30 وتاريخ 2/6/1424هـ ولوائحه التنفيذية الصادرة من مجلس هيئة السوق المالية: تعلن الهيئة للعموم بانه لايجوز جمع الاموال بهدف استثمارها في اي من اعمال الاوراق المالية بما في ذلك ادارة محافظ الاستثمار او الترويج لاوراق مالية كالاسهم او الاستتشارات المالية او اصدار التوصيات المتعلقة بسوق المال أو بالاوراق المالية إلا بعد الحصول على ترخيص من هيئة السوق المالية