لتبليغ الإدارة عن موضوع أو رد مخالف يرجى الضغط على هذه الأيقونة الموجودة على يمين المشاركة لتطبيق قوانين المنتدى
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
22-09-2016, 11:32 AM | #41 |
مشرف عـام المنتدى
(ابو سعد) |
رد: كل عام ووطننا بخير
الله يعطيك العافية اخوي abuzaid على جهدك الرائع والمميز
كل عام والوطن وأهل الوطن بخير |
|
23-09-2016, 04:37 AM | #43 |
عضو بلاتيني
|
رد: كل عام ووطننا بخير
ادام الله عز المملكة وقادتها وشعبها ونصر جيشنا وقوات أمننا وحفظها من كل شر
مشكور abuzaid |
|
23-09-2016, 04:14 PM | #45 |
مشرف منتدى نبض السوق الموازي نمو
|
رد: كل عام ووطننا بخير
اليوم الوطني 86 ورؤية 2030 والذكرى المئوية لتوحيد المملكة
حمد عبد الله اللحيدان الأجيال الذين تربو أعمارهم على خمسة واربعين عاما او اكثر يدركون النقلة النوعية التي حدثت في المملكة خلال تلك الفترة المنصرمة على كافة المستويات والشواهد على ذلك ملء العين والبصرفي هذه الايام المباركة تكمل المملكة عامها السادس والثمانين منذ التوحيد من عمرها المديد بإذن الله وهو يمثل المدة الزمنية الممتدة بين اعلان توحيدها تحت اسم المملكة العربية السعودية الى يومنا هذا. ولقد كان ذلك الاعلان تتويجا لكفاح طويل قاد خلاله الملك الموحد لله ثم الموحد للوطن شعبه الوفي في كفاح استمر اكثر من ثلاثين عاما تمكن خلالها من تحويل الشتات الى وحدة امة انضوى تحت لوائها اغلب اجزاء الجزيرة العربية بمساحة تربو على مليوني متر مربع امتدت من الخليج العربي شرقا الى البحر الاحمر غربا ومن عرعر شمالا الى جازان جنوبا ونتج عن ذلك ميلاد دولة حديثة قوية عزيزة لها مكانتها ووزنها وثقلها المحلي والاقليمي والعالمي على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية والعسكرية بالاضافة الى ان لها دورا فاعلا في تحقيق الامن والسلم العالميين ليس هذا وحسب بل ان لها دورا اغاثيا وانسانيا لا يماري عليه احد تمثل في مركز الملك سلمان للاغاثة والخدمات الانسانية ناهيك عن خدمتها للحرمين الشريفين وزوارهما من الحجاج والمعتمرين فهي تبذل كل ما في وسعها من الجهود المادية والمعنوية لتحقيق ذلك فهي مهوى افئدة المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ما جعلها تتحمل بكل كرم واريحية مسؤولية القيام بكل ما يخدم الاسلام والمسلمين والدفاع عنهما على كافة المستويات. نعم لقد حققت المملكة خلال الـ(86) عاما المنصرمة منذ توحيدها معجزة فوق الصحراء فالشتات تحول الى وحدة كلمة ووحدة وطن ونتج عنه امة لها مكانها المرموق تحت الشمس. كما ان الجهل حورب بالتعليم فمن وقت كان يندر فيه من يجيد الكتابة والقراءة الى ما نشاهده اليوم من انتشار للتعليم على كافة المستويات حتى اصبح عدد الطلبة والطالبات يربو على ستة ملايين طالب وطالبة في مختلف مراحل التعليم فالتعليم العام انتشر وعم حتى المراكز والهجر والتعليم العالي عم جميع المناطق حتى اصبح لدينا اكثر من 35 جامعة حكومية واهلية وذلك بخلاف الفروع والمعاهد التابعة لها او المستقلة عنها كما ان التعليم الفني والتقني اخذ دوره في منظومة التعليم اما الخريجون فهم من حمل ويحمل على عاتقه هذا البناء الشامخ وعلى الرغم من ان الكم في التعليم سبق الكيف بمراحل الا ان رؤية 2030 سوف يكون من اهم مرتكزاتها الاهتمام بالكيف وذلك ادراكا من ان التعليم هو الركيزة الاساسية في تقدم اية امة من الامم. اما المرض فقد حورب بنشر الوعي والتثقيف وبناء المستشفيات وتعميمها وبالعلاج المجاني ناهيك عن ارتفاع مستوى المعيشة. اما الفقر فقد افاء الله على هذه الدولة المباركة من نعمه حيث اكتشف البترول الذي بعوائده تحقق كثير من الانجازات وما زال مستمرا كمصدر شبه وحيد للدخل ما جعلنا رهينة ذلك المصدر المهدد بالنضوب من ناحية، وبالتحييد من ناحية ثانية وبالاستغناء عنه من ناحية ثالثة وبعدم استقرار اسعاره من ناحية رابعة وهذاه الامور وغيرها ادت الى اطلاق رؤية 2030 التي من اهم مقوماتها العمل على تعدد مصادر الدخل وبدء العد التنازلي للاستغناء عن البترول كمصدر وحيد للدخل مدركين ان استقلال الامم منوط بتعدد مصادر دخلها وقوتها الاقتصادية ومستوى التعليم فيها. ان الأجيال الذين تربو أعمارهم على خمسة واربعين عاما او اكثر يدركون النقلة النوعية التي حدثت في المملكة خلال تلك الفترة المنصرمة على كافة المستويات والشواهد على ذلك ملء العين والبصر.. وبما ان الامم الحية لا تركن الى ماض تليد والا الى حاضر سعيد فانها تضع لها رؤية مستقبلية تعمل بكل ما اوتيت من قوة من اجل تحقيقها عمادها في ذلك التخطيط والانضباط والطموح على قاعدة قول الشاعر: اذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم وعلى هذا التوجه جاءت مرحلة التحول الوطني ورؤية 2030 كخطوة جبارة ناتجة عن تقييم وتقويم لتجاربنا السابقة وبالتالي وضع الحصان امام العربة تمهيدا لتحقيق استقلال المملكة عن الاعتماد على البترول كمصدر شبه وحيد للدخل والعمل على تعدد مصادر الدخل التي يؤمل منها المساعدة على حل مشكلات الاسكان والبطالة وتحقيق الامن المائي والغذائي وتطوير التعليم والحد من تكدس العمالة الاجنبية ناهيك عن تحقيق مزيد من الانفتاح وتعميق مرتكزات القوة والمنعة في كافة المجالات وتحقيق التوازن بما يكفل تقوية اللحمة الوطنية من خلال وحدة الكلمة والوقوف بكل حزم امام التحزب والطائفية والتصنيف وغيرها من السلبيات. نعم لعله من حسن الطالع ان تكون المدة الزمنية التي تفصلنا عن الذكرى المئوية لتوحيد المملكة (1451)هي نفس المدة الزمنية التي تفصلنا عن تحقيق روئية 2030 وقدرها اربعة عشر عام من الان وهذا يعني اننا سوف نحتفل بعد اربعة عشر عام بمناسبتين هامتين الاولى الذكرى المئوية لتوحيد المملكة والثانية الاحتفال بتحقيق رؤية (2030) والتي تصب في تلك الذكرى العظيمة فلنغذ السير ولنسابق الزمن من اجل تحقيق اكبر قدر من الانجاز على كافة الصعد والمستويات خصوصا اننا احتفلنا بالذكرى المئوية للتأسيس قبل ثمانية عشر عاما (1419) وفرحنا بكل الانجازات التي تحققت خلال المئة سنة الممتدة بين 1319 و1419 وهذا يعني اننا يجب ان نحقق انجازات اكبر واكثر في الذكرى المئوية لتوحيد المملكة الممتدة بين 1351 و1451 اخذين بعين الاعتبار ما تضمنته رؤية 2030 من افكار واستراتيجيات معتمدين في تنفيذها على العنصر الوطني والخبرة الوطنية فهي الباقية اما الخبرة الاجنبية فهي منقولة وغير مستقرة تنتهي بنهاية العقد المبرم معها ناهيك عن أن الخبرة الوطنية منسجمة مع البيئة الوطنية ومدركة للواقع وللامكانات المتاحة. حفظ الله مملكتنا الحبيبة وشد ازرها في محاربة الارهاب والوقوف بحزم وشمم امام المتآمرين وأيد بالحق قادتنا ووفقهم لكل ما فيه صلاح البلاد والعباد. والله المستعان.. |
|
23-09-2016, 04:17 PM | #46 |
مشرف منتدى نبض السوق الموازي نمو
|
رد: كل عام ووطننا بخير
اليوم الوطني يزرع روح التذكر والتبصر والتطلع
حمد عبد الله اللحيدان
عند الحديث عن اليوم الوطني الذي نحتفل بذكراه الثامنة والسبعين هذه الأيام يقف المرء حائراً عن ماذا يتحدث وذلك لأن الإنجاز الذي تم أكبر من أن يستعرض في سطور والواقع يشهد بذلك. فللتأسيس ذكرى وللتوحيد ذكريات وللبناء مسيرة وإنجازات وقيادات كما أن للحاضر زخماً وللمستقبل تطلعات. كل ذلك إذا صهر في بوتقة واحدة تجلى سبب الاهتمام باليوم الوطني وتجديد تأمله كل عام. من هذه المنطلقات سوف أتحدث عن اليوم الوطني بنقاط يصلح كل منها أن يكون عنواناً لكتاب، وذلك كما يلي: @ الهدف من اليوم الوطني هو أن تتذكر الأمة منجزاتها وتقوّم مسيرتها وتحدد إيجابيات وسلبيات حاضرها وتخطط بعزم وإصرار على تطوير الإيجابي وإصلاح السلبي، فضلاً عن وضع الخطط والبرامج التي يحتاج إليها مستقبلها وذلك حتى تصبح للنجاح أسس راسخة قوامها العلم والمعرفة وذلك حتى نصنع التقدم وفق رؤى واضحة واستراتيجيات تأخذ بالأولويات. @ في هذه الأيام نستعيد ذكريات الكفاح المسلح الذي قاد الملك المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله - خلاله شعبه على مدى زاد على ثلاثين عاماً لتحقيق أول وحدة عربية ناجحة عرفها العرب في العصر الحديث والتي توجت بإعلان قيام المملكة العربية السعودية عام 1351ه التي تشتمل على أربعة أخماس مساحة شبه الجزيرة العربية. @ علينا أن نتذكر ونذكر الأجيال الصاعدة كيف كانت هذه البلاد قبل أن تتوحد وتصبح دولة لها كيان ومكانة. فهذه الدولة الفتية كانت قبل توحيدها عبارة عن إمارات متناثرة متناحرة يسودها الجهل والفقر والمرض حيث كان التعليم معدوماً والموارد ضئيلة وليس هناك علاج غير الطرائق التقليدية مثل الكي والحمية. كما كان السلب والنهب ثقافة سائدة. @ بعد اكتمال مقومات الوحدة وإعلان قيام المملكة العربية السعودية تركز الاهتمام على وضع أسس وقواعد الدولة الوليدة. وكان لبعد نظر الملك عبدالعزيز وذكائه الأثر الأكبر نحو تعزيز ركائز الدولة في الداخل ومد علاقات حسن الجوار والصداقة إلى الدول المجاورة والصديقة. ولا شك أن استهلال الملك عبدالعزيز واهتمامه الأكبر كان نشر التعليم واستكشاف الموارد الطبيعية وتوطين البادية لأن هذه العناصر الثلاثة كل منها يكمل الآخر وهي تصب في خانة الاستقرار والتنمية. @ كان الملك عبدالعزيز بعيد النظر واسع الحيلة يتمتع بالذكاء والدهاء ومع ذلك لم يغفل الاستعانة بالمستشارين الأكفياء من داخل البلاد وخارجها حسب ما تفرضه الظروف والحاجة. وقد كان لتنوعهم واختلاف مشاربهم وتخصصاتهم ابلغ الأثر في الاستفادة منهم. @ نعم لقد كان الملك عبدالعزيز يعد لكل شيء عدته ولا يؤخذ على حين غرة ولا يدخل في معارك جانبية تعيق مسيرته وبرامجه كما أنه كان يعفو عند المقدرة ويعمل على تأليف القلوب ولم الصفوف وتوحيد التوجه مما انعكس على إنجازاته ونجاحاته وتحقيق طموحاته. @ الوثائق التاريخية والمؤرخون وكتب السياسة كلها تضع الملك عبدالعزيز في قائمة القادة العظام الذين ظهروا في القرن العشرين وهذا التصنيف جاء نتاج حكمة وصلابة وذكاء ووعي وشجاعة ذلك الملك العظيم الذي حقق إنجازاً عظيماً تمثل في صنع وطن وانبثاق أمة لهما مكانتهما على المستوى الإقليمي والدولي. @ استمر حكم الملك عبدالعزيز - رحمه الله - أكثر من نصف قرن وذلك منذ استعادته عاصمة ملكه الرياض عام 1319ه حتى وافاه القدر المحتوم عام 1373ه وقد ترك بعده دولة فتية كاملة السيادة وعضو مؤسس للجامعة العربية وعضو مؤسس للأمم المتحدة. وقد ثبت قواعد الدولة على أسس من كتاب الله وسنة نبيه واتخذت من الشورى منهجاً وأسلوب حياة. @ تعاقب على الحكم من بعده الملوك سعود، وفيصل، وخالد وفهد - رحمهم الله - واليوم يحمل الراية رفيق درب ابيه واخوانه الملك عبدالله بن عبدالعزيز يعاضده ساعده الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - حفظهما الله -. إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز والأمير سلطان بن عبدالعزيز صنوا أبيهما فهما خريجا مدرسته وخلاصة تربيته وهما رفيقا درب إخوانهم الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله - لذلك فهما خلاصة الخلاصة فبارك الله فيهما وسدد على درب الحق خطاهما. @ إن سياسة التوازن والاعتدال من أهم مميزات حكام المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -. وقد أكسب هذا الأسلوب والاستمرار عليه وتجذيره احترام العالم وثقته بسياسة المملكة وتوازنها والتعامل معها. @ اليوم الوطني يذكرنا كل عام بأننا أمة خرجت من تحت أنقاض الجهل والفقر والمرض لتصبح أمة حضارة لها مرتكزاتها الحضارية من تعليمية وصحية وأمنية وعسكرية واقتصادية وثقافية فضلاً عن المواصلات والاتصالات والاستفادة من مخرجات العصر وتقنياته. كل ذلك أفرز مجتمعاً متعلماً ومزدهراً وولّد لهذه الدولة مكانة عالية وريادة على المستوى السياسي والاقتصادي. @ عند توحيد المملكة كان عدد السكان في حدود ثلاثة ملايين نسمة أو أقل، نسبة الأمية فيهم تربو على 98% واليوم أصبح عدد السكان أكثر من (24) مليون نسمة منهم ستة ملايين من العمالة الأجنبية، والسعوديون يشكلون أكثر من (18) مليون أغلبهم من طبقة الشباب ونسبة التعليم فيهم عالية جداً. وهذا كله أهل المملكة لخوض غمار التنمية والتحديث حتى أصبحت تنتمي إلى الدول الأكثر نمواً بعد أن خرجت من قائمة الدول النامية، وعليها أن تغذ الخطى للحاق بالدول المتقدمة. @ اليوم الوطني من ناحية أخرى يمثل فرصة لإعادة التقييم ومن ثمَّ التقويم. لأن تحديد الإيجابيات ومعرفة السلبيات يؤهل للتعامل مع كل منهما فالإيجابيات تحتاج إلى تطوير، والسلبيات تحتاج إلى إصلاح ولا شك أن التطوير والإصلاح يمثلان الحكمة بكل حذافيرها. "والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها". @ بعد (22) سنة من الآن سوف نحتفل باليوم الوطني المئة أي مئوية التوحيد. وقد رصدت مؤية التأسيس عام 1419ه كل المتغيرات والتطورات والأحداث والنقلات النوعية التي مرت بها المملكة خلال مئة سنة امتدت من عام 1319ه إلى 1419ه. لذلك فإنه من المعتقد أن الاحتفال بذكرى مئوية التوحيد سوف يركز في ما تم إنجازه خلال تلك المئة سنة الممتدة بين عام 1351ه وعام 1451ه وبما أن جزءاً كبيراً من تلك المدة قد دخل ضمن مئوية التأسيس فإننا مندوبون لأن ننجز تحولات نوعية كبرى في مسيرة المملكة نحو التقدم والرقي لعل أبرزها وأهمها التحول من الاعتماد على البترول مصدراً أول للدخل إلى مصادر أكثر أماناً واستمراراً وتجدداً أي يجب أن نتحول من الاعتماد على مصدر قابل للنضوب إلى مصادر متجددة تعتمد على الاستثمار في العقول. إن التحول من الاقتصاد المعتمد على البترول إلى اقتصاد المعرفة المتقدمة شعار يجب أن نرفعه ونعمل من أجل تحقيقه لأنه الضمانة بعد الله التي يمكن لهذا الوطن العزيز المركون إليه، خصوصاً أن دولاً وشعوباً كثيرة قد فسرت عن اذرعتها وخاضت تلك التجربة بنجاح باهر. ولعل خير شاهد على ذلك بعد الدول الصناعية الكبرى كل من الهند وكوريا وماليزيا وسنغافورة وإسرائيل وقبل ذلك الصين التي تحولت إلى عملاق عالمي جبار بفضل العزم والإصرار ووضوح الرؤية وتحديد الهدف والإصرار على بلوغه. @ تحديث التعليم وتطويره هو المفتاح الأساسي للدخول إلى الاقتصاد المعتمد على المعرفة المتقدمة. كما أن وضع الاستراتيجيات والاعتماد على الكفاءات ووضع الأطر والأسس التي تخدم هذا التوجه خير وسيلة لبلوغ الهدف المبتغى والمراد الوصول إليه. @ نعم إن نظام الثروة القائم على المعرفة الذي يعرف باسم "الاقتصاد الجديد" والذي بدأت تتشكل أولى معالم بذوره في خمسينات القرن المنصرم قد غير كثيراً من معالم الثقافة والسياسة وولّد أفكاراً جديدة حيث أثر في الفرد، والإعلام، والقيم والحركات السياسية، والعلاقات الاجتماعية وما البث الفضائي وعالم الإنترنت إلا غيض من فيض. إننا نتأثر بنواتج اقتصاد المعرفة اليوم من دون أن نكون منتجين لها. @ إن التحول إلى الاقتصاد الجديد لا يمكن بلوغه إلا من خلال مؤسسات لديها صلاحيات ورؤى وقدرة مادية وأدوات معرفية مثل مراكز الدراسات الاستراتيجية المتقدمة التي يمكن أن تعمل كعين بصيرة تسابق الزمن وتضع الخطط والبرامج المستقبلية وتدرس المتغيرات وتبحث عن البدائل في عالم سريع الحراك يستعصي فهمه من دون دعم لوجستي وعلمي وقرار سياسي واقتصادي تنصهر كلها في بوتقة واحدة لها هدف محدد يجب بلوغه وتطويره إلى ما هو أفضل منه. @ ولعل خير وسيلة لبلوغ اقتصاد المعرفة هو زراعة عائدات البترول في صناعات وتقنيات ومعارف وخدمات تفضي إلى مصادر دخل جديدة تغنينا عن الاعتماد على البترول الذي تشن عليه حملة مسعورة للاستغناء عنه إلى بدائل أخرى فضلاً عن قصر عمره واحتمال نضوبه. @ نعم علينا أن نضع خططاً طموحة ونعمل على إنجازها خلال الاثنتين وعشرين سنة المقبلة وذلك حتى نحتفل بتحقيق ذلك الهدف أو الأهداف عند حلول اليوم الوطني في مئوية التوحيد عام 1451ه. إن اليوم الوطني شرفة عالية ونافذة مفتوحة نستطيع من خلالها تذكر أمجاد الماضي والتبصر في واقعنا الحاضر والتطلع إلى مستقبلنا الزاهر إن شاء الله. والله المستعان. |
|
23-09-2016, 04:20 PM | #47 |
مشرف منتدى نبض السوق الموازي نمو
|
رد: كل عام ووطننا بخير
ولي وطنٌ آليت ألا أبيعه وألا أرى غيري له الدهر مالكا
حمد عبد الله اللحيدان
في هذه الأيام تحل الذكرى الثانية والثمانين لليوم الوطني المجيد للمملكة العربية السعودية حيث تحققت الوحدة الوطنية الكبرى بلم شتات الوطن في أمة واحدة شعارها الخالد «لا إله إلا الله محمد رسول الله» رغم كيد الكائدين وتآمر الحاسدين وحقد الحاقدين الذين جميعهم ما فتئوا المرة تلو المرة يحاولون النيل من وحدة هذا الوطن، وتدمير مكتسباته ودق اسفين الفرقة بين القيادة والشعب. إلا أن الله ثم تكاتف الوطن حكومة وشعباً أحبط مخططاتهم التي تكسرت على صخرة الوحدة الوطنية. نعم لقد نهض هذا الوطن من تحت انقاض الفرقة والفقر والجهل والمرض وعانق آفاق التقدم والعلم والعزة مفاخراً بأنه صاحب أول تجربة وحدوية ناجحة على المستوى العربي والإسلامي في العصر الحديث، وانه المطبق للشريعة الإسلامية الوسطية، وأنه مركز الحراك الإسلامي والعربي وأنه نصير الاعتدال والسلام والعدل، وأنه الأقدر على فرز الغث من السمين، وانه الآخذ بتلابيب المواءمة بين التحديث والتمسك بالموروث النافع، وانه الأكثر فهماً لمتطلبات العصر طبقاً لواقعه وبالتالي يحث الخطى لضمان الاستجابة لها وذلك كله نتاج وعي الشعب وإخلاص الدولة بقيادتها الحكيمة. أيضاً فإن ما تحقق على أرض الواقع من انجاز يفوق الخيال وذلك على جميع المستويات ولا يدركه إلا من عايشه منذ بداياته فمن يبلغ من العمر خمسين عاماً وأكثر يشعر ويدرك مقدار ما تم إنجازه. ومع ذلك يظل طموح حكومة وشعب المملكة متحفزاً لتحقيق انجاز أكبر وأعظم، وذلك ادراكاً منهما أن الوقت لا يقطع إلا بالانجاز وإلا فإن الوقت يقطع الأعمار بالموت، والأوطان بالشتات والتخلف. إن التاريخ هو رواية لما تم انجازه في الماضي والذي يستقرئه جيداً يستفيد من تجارب الأمم السابقة.. والتاريخ المعاصر يروي قصص فشل ونجاح الأمم المعاصرة. والاحتفال باليوم الوطني هو إحياء لتاريخ نجاح هذه الأمة الذي حققته بقيادة الملك المؤسس - طيب الله ثراه - وحافظ عليه وطوره ابناؤه من بعده الملوك البررة سعود - وفيصل - وخالد - وفهد - رحمهم الله - واليوم يرفع العلم ويقود الأمة ملك الإصلاح والحوار عبدالله بن عبدالعزيز ويعاضده ولي عهده الأمين رجل التاريخ والادارة الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - وسدد على طريق المجد جهودهما وأعزهما بالتفاف الشعب حولهما. إن الاحتفال باليوم الوطني يذكرنا بأن تفعيل عجلة العمل والانجاز في الحاضر واجب، وأن الاستعداد للمستقبل مطلب ناهيك عن أن تكرار الاحتفال به كل عام إحياء لذكرى تجربة ناجحة يجب أن نُتبعها بنجاحات أخرى تضمن استمرار ما تحقق وتضيف عليه. فإذا صهرت تجربة الماضي بحراك الحاضر وباستراتيجيات المستقبل انبثق الوطن وهو أكثر قوة فيما يسكنه شعب أكثر وعياً وتقوده حكومة أكثر إخلاصا ديدنها الحكمة والعدل والإصلاح. إن أهمية اليوم الوطني تنبع من عدة منطلقات يأتي في مقدمتها ما يلي:
نعم إن اليوم الوطني سجل بل مسرح بل منارة عالية من خلالها نستطيع أن نلتفت ونشاهد ما تم إنجازه ونفخر به ونتخذه حافزاً يوجب المحافظة عليه، ومن خلاله نستقرئ الحاضر ونعمل على تعزيز إيجابياته وتحجيم سلبياته ونتطلع إلى المستقبل ونخطط لبلوغه بخطط رصينة وأهداف واضحة وعزيمة لا تلين، وإرادة فذة بقيادة خادم الحرمين الشريفين ومؤازرة ولي عهده الأمين. ويظل الوطن يشغل بال كل مخلص حتى وإن انشغل في شؤونه الخاصة وطني لو شُغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي والله المستعان.. |
|
23-09-2016, 04:22 PM | #48 |
مشرف منتدى نبض السوق الموازي نمو
|
رد: كل عام ووطننا بخير
اليوم الوطني إنجاز وعمل واستعداد
حمد عبد الله اللحيدان
في هذا اليوم تحل الذكرى الحادية والثمانين لليوم الوطني من العمر المديد لهذا الوطن المعطاء الذي يشعر كل مواطن فيه بأنه جزء لا يتجزأ من كيانه ولحمته. وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه بالخلد نفسي نعم في مثل هذا اليوم قبل واحد وثمانين عاماً توحد الوطن بقيادة صقر الجزيرة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بعد كفاح متواصل دام أكثر من اثنين وثلاثين عاماً حيث سجل التاريخ بأحرف من نور مولد أمة ووطن تحت اسم المملكة العربية السعودية. لقد كان مجتمع الجزيرة العربية قبل ثمانين عاماً يتسم بالفقر والجهل والتخلف ومن خلال الاستقرار ووحدة الكلمة استطاعت تلك الدولة الفتية قلب موازين القوى إلى الأفضل حيث استبدل الشتات بالوحدة والخوف بالأمن والفوضى بالنظام والجهل بالمعرفة والفقر بالغنى والمهانة بالكرامة والمرض بالصحة والإقصاء بالمكانة والعزلة بالانفتاح والضعف بالقوة والتبعية بالاستقلال. إن ما تحقق على أرض الواقع من إنجاز يفوق كل التصورات على جميع المستويات ومع ذلك يظل طموح حكومة وشعب المملكة متحفزاً لتحقيق ما هو أكبر وأعظم. وقد وعت الأمة حاكم ومحكوم ان الاستفادة من الماضي ضرورة وان تفعيل عجلة العمل في الحاضر واجب وأن الاستعداد للمستقبل مطلب، وذلك لأن في الماضي تجربة وفي الحاضر حراكاً وللمستقبل تطلعاً فإذا صهرت التجربة بالحراك تحققت التطلعات. لذلك فإن أهمية اليوم الوطني تكمن في:
|
|
23-09-2016, 04:23 PM | #49 |
مشرف منتدى نبض السوق الموازي نمو
|
رد: كل عام ووطننا بخير
اليوم الوطني ماضٍ مجيد وحاضر سعيد ومستقبل مشرق
حمد عبد الله اللحيدان في هذه الأيام تحل الذكرى الثمانين لليوم الوطني، اليوم الذي أعلن فيه توحيد كامل أجزاء الوطن وتسميته المملكة العربية السعودية والذي يصادف هذا العام ١٤ شوال الموافق ٢٣ سبتمبر، ففي مثل هذا اليوم عام ١٣٥١ه الموافق ١٩٣٢م سجل التاريخ مولد المملكة بعد ملحمة بطولية تمكن الملك الموحد لله الموحد للوطن من قيادة شعبه لتحقيق ذلك الانجاز العظيم. لقد استغرقت تلك الملحمة (٣٢) عاماً من الجهاد والنضال والكر والفر تكللت بتوحيد شتات الوطن وتحقيق أول وحدة عربية ناجحة في العصر الحديث، وبذلك أبدل الله الشتات بالوحدة والخوف بالأمن، والفوضى بالنظام والجهل بالمعرفة والفقر بالغنى والمهانة بالكرامة والمرض بالصحة والأقصى بالمكانة.. والعزلة بالانفتاح والضعف بالقوة والتبعية بالاستقلال. إن ذلك الانجاز أكبر من أن يستعرض في سطور أو يحاط به في مقال مهما كان بليغاً والواقع يشهد بذلك فللتأسيس ذكرى وللتوحيد ذكريات وللبناء مسيرة وبرامج وقيادات كما أن للحاضر زخماً وعبقاً وانجازات، وللمستقبل آمال وتطلعات. كل هذا إذا صهر في بوتقة واحدة تجلى سبب الاهتمام باليوم الوطني وتجديد تأمله وإحياء ذكراه كل عام. الوثائق التاريخية والمؤرخون وكتب ورجالات السياسة يجمعون على أن الملك عبدالعزيز من القادة العظماء الذين ظهروا في القرن العشرين. ولا شك أن ذلك الاجماع جاء كنتاج لحكمة وعقلانية وصلابة وذكاء ووعي وشجاعة ذلك الملك العظيم من هذه المنطلقات يمكن تلخيص أهمية اليوم الوطني بنقاط يصلح كل منها أن يكون عنواناً لمجلدات وكتب. ولعل أهم تلك النقاط ما يلي:
|
|
23-09-2016, 04:26 PM | #50 |
مشرف منتدى نبض السوق الموازي نمو
|
رد: كل عام ووطننا بخير
افتتاح جامعة الملك عبدالله حدث وطني يتزامن مع أعياد الوطن
جانب من الجامعة
د.حمد بن عبدالله اللحيدان مما لا شك فيه أن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تعتبر نقلة نوعية في مجال التعليم العالي، ذلك أن هذه الجامعة امتداد للماضي وتفعيل للحاضر واستشراف للمستقبل. هذا وقد تزامن افتتاحها مع أعياد ومناسبات مهمة لهذا الوطن العظيم. فافتتاح الجامعة يعبِّر عن إنجاز بناء صرح علمي بحثي تطبيقي له أبعاد محلية وإقليمية ودولية، وهو يتزامن مع عيد الفطر المبارك واليوم الوطني للمملكة وذكرى بدء تأسيس المملكة العربية السعودية. إن هذا التزامن بين الأحداث والمناسبات الأربع ذات الأبعاد الدينية والوطنية والعلمية يندر أن يتكرر حتى مع سبق التخطيط لهذا فإن هذا الحدث يعتبر مميزاً من الناحية المكانية والزمانية والعلمية. فالوطن يحتفل ويهتز نشوة بما تم ويتم وما سوف يتم من إنجازات. نعم الوطن في هذه الأيام يحتفل بأربعة أعياد ومناسبات مجيدة متزامنة هي:
نعم لقد رخص الإسلام إظهار الفرح والبهجة والسرور ورخص المرح والاحتفالات الملتزمة في أيام الأعياد. من هذه المنطلقات سنت الدولة - حفظها الله - مجموعة من البرامج والفعاليات ذات الأبعاد الترفيهية والثقافية الشيقة والمفيدة احتفاء بتلك المناسبة التي يدعو فيها الجميع للجميع بأن يعيده عليهم بالخير واليمن والمسرات. إن احتفالات العيد قد أظهرت وعممت الفرحة بالعيد لتشمل جميع المناطق والمحافظات والمراكز. ولا شك أن مثل هذه البرامج والفعاليات تصب في خانة إظهار اهتمام المسلمين بأعيادهم أمام الأمم الأخرى. وفي الرياض تتجلى مظاهر الاحتفال بالعيد بكل رونقها حيث تحظى بمتابعة واهتمام أمين منطقة الرياض سمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف - أعانه الله - الذي يبذل جهوداً جبارة للوفاء بتوجهات أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي يسعى من أجل جعل عاصمة المملكة تتبوأ مركزاً مرموقاً ومتقدماً أمام العواصم العالمية.
من مباني جامعة الملك عبدالله في ثول ولا شك أن ذلك الإنجاز يعتبر أكبر شاهد على عبقرية ذلك الملك العظيم الذي استحق بكل جدارة لقب صقر الجزيرة حيث تميز بالحكمة والروية وبعد النظر وقوة الشكيمة مقروناً ذلك بالانفتاح والاستفادة من خبرة الآخرين ومشورتهم ناهيك عن قدرته الفائقة على استخدام شعرة معاوية في تعاملاته وعلاقاته الداخلية والخارجية.
نعم إن للتأسيس ذكرى وللتوحيد ذكريات وللبناء مسيرة وللإنجاز قيادات كما أن للماضي عبقاً وعبرة وللحاضر زخماً وللمستقبل تطلعات. وإذا صهر ذلك في بوتقة واحدة تجلى سبب الاهتمام باليوم الوطني وسبب الاحتفال به وتجديد تأمله كل عام. ذلك أن ذلك اليوم يزرع روح التذكر والتبصر والتطلع. نعم إن اليوم الوطني عبارة عن نافذة تطل على اتجاهين: أحدهما في اتجاه الماضي يمكننا من خلاله النظر بتمعن إلى ما تم تحقيقه على الصعيد الوطني من إنجازات في مختلف المجالات التعليمية والصحية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية وتوطيد أركان الوحدة الوطنية وتعزيزها. ليس هذا فحسب بل إن ذلك يمكننا من إعادة تقييم وتقويم تجربتنا خلال التسعة والسبعين عاماً المنصرمة من خلال تحديد نقاط القوة وتعزيزها، ونقاط الضعف وإصلاحها. نعم إن اليوم الوطني يذكرنا بأنه قبل توحيد المملكة كانت أجزاء البلاد غارقة بالفرقة والتشتت ويسيطر عليها الجهل والفقر والمرض. كما لم يكن لتلك البلاد كيان دولي معترف به ولم يكن لها موارد اقتصادية أو نظام يحتكم إليه ناهيك عن عزلته عن بقية العالم وتخلفه في جميع المجالات. أما بعد توحيد المملكة بقيادة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - عام (١٣٥١ه) فقد بذلت كل الجهود من أجل تحويل تلك البلاد إلى دولة حديثة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى تشق طريقها بين الأمم بعزيمة وثبات. هذا وقد وضع الملك عبدالعزيز الخطوط العريضة لذلك التحول قبل انتقاله إلى الدار الآخرة - رحمه الله - وقد تمكن أبناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله من تحقيق كثير من الإنجازات العظيمة. وهذه الأيام يقود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - المسيرة بعزم وثبات، هذا وقد تميز عهده بإنجازات كبرى على المستوى الوطني والإقليمي والدولي. ففي عهده تشهد البلاد حراكاً غير مسبوق في جميع المجالات التعليمية والصحية والصناعية والاقتصادية والاجتماعية ناهيك عن الإنجازات الأمنية وتوطيد القدرات العسكرية. كما تم تعزيز خطط التنمية المختلفة حتى أصبحت البلاد ورشة عمل متكاملة. هذا جنباً إلى جنب مع تحقيق الأمن الفكري ومحاربة الإرهاب والفساد. إن تحقيق مبدأ الشفافية وتوطيد مبدأ الحوار وقبول الرأي المخالف ونزع فتيل التطرف من أهم منجزاته. أما على المستوى الإقليمي والدولي فإن للمملكة دوراً رائداً في حل المشكلات وتقديم المبادرات والدعوة إلى حوار الأديان والحضارات والتي أطلقها الملك عبدالله حفظه الله من مكة مروراً بمدريد ثم نيويورك حيث تبنتها الأمم المتحدة ناهيك عن دعمه المتواصل للقضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين. أما الاتجاه الآخر الذي يتيح لنا اليوم الوطني النظر إليه فهو المستقبل حيث إنه بعد تقييم التجربة وتقويمها يمكن الاتجاه إلى المستقبل بثقة وعزم وحزم لا يلين. ولا شك أن الاتجاه إلى المستقبل يحتاج إلى وضع أهداف وغايات وتبني وسائل واستراتيجيات تمكّن من الوصول إلى تلك الأهداف والغايات، على أن يقرن ذلك بفترات زمنية محددة لتحقيق كل منها. ولعل الفترة الزمنية التي تفصلنا عن الذكرى المئوية لليوم الوطني والتي سوف تحل عام (١٤٥١ه) أي بعد (٢١) من الآن تعتبر فترة زمنية مناسبة لتنفيذ إنجازات وبرامج وخطط وتحولات طموحة تتضمن على سبيل المثال لا الحصر تحقيق الأمن المادي والأمن الغذائي وتوطين تقنية الاستخدام السلمي للطاقة النووية والاستفادة القصوى من الطاقة الشمسية ناهيك عن الحد من العمالة الأجنبية وخفض نسبتها إلى ما دون (١٥٪) من مجمل عدد السكان. وغيرها من العوامل التي تعزز من قوة ومكانة المملكة داخلياً وخارجياً. وفي المحصلة يجب أن يكون هدفنا الأكبر هو اللحاق بركب الدول المتقدمة بحيث نصبح مصدرين بدلا من أن نظل مستهلكين لما ينتجه العالم من تقنيات ومواد. وذلك من خلال التحول إلى اقتصاد المعرفة ومفرداته الذي تتحمل جميع قطاعات الدولة مسؤولية تحقيقه خصوصاً الجامعات ومراكز الأبحاث وقطاع الاستثمار بجميع أنواعه وتفرعاته.
إن افتتاح جامعة الملك عبدالله يعتبر حدثا وطنيا تم في يوم مشهود حضره عدد كبير من ملوك وأمراء ورؤساء عدد من الدول الشقيقة والصديقة بالاضافة الى أصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء وأصحاب الفضيلة العلماء وأساتذة الجامعات وعدد كبير من المسؤولين. هذا وقد كان لي شرف حضور ذلك المهرجان والعرس العلمي والثقافي المتميز والذي يعتبر بحق نقطة تحول ونجاح كبرى في مسيرة التعليم العالي في المملكة. لقد كان الافتتاح مهيباً والإنجاز خارقاً والتميز حليفاً والحاضر مشرقاً والمستقبل واعداً. واليوم يحق لنا أن نفخر بذلك الإنجاز الحضاري الفريد الذي تتعدى أبعاده المستوى المحلي لتصل إلى المستوى الإقليمي والمستوى العالمي فهو يشكل منارة حضارية وجسر تواصل يربط الماضي والحاضر والمستقبل والداخل والخارج.. نعم جاءت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تحقيقاً لإدراكه - حفظه الله - أن الاستثمار في العلم والمعرفة هو الذي حول دولا وأمما ذات موارد متواضعة إلى دول متقدمة ذات اقتصاديات قوية وذلك مثل اليابان وتايوان وكوريا وسنغافورة وغيرها من الدول التي وعت أهمية الاستثمار في الأنفس والعقول. لهذا تم إنشاء هذه الجامعة لتمثل ركيزة ومنطلقا نحو ذلك الهدف السامي والنبيل. إن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تمثل الوريث الشرعي لفكر وإنجازات الحضارة الإسلامية التي وضعت الأساس للحضارة المعاصرة. كما أن الجامعة سوف تشكل جسر تواصل مع مراكز الحضارة المعاصرة حيث إنها تحقق مقولة «علينا أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون». خصوصاً أن من أهم أهداف ومفاهيم هذه الجامعة الانفتاح والشراكة والتعاون مع الآخرين في كل المجالات البحثية والتطويرية والتعليمية والحوارية وبناء جسور المودة والمحبة التي تردم الفوارق وتعزز التوافق. إن تزامن افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية مع عيد الفطر المبارك ومع ذكرى اليوم الوطني وذكرى يوم تأسيس المملكة يشير بحق إلى أن لتلك الجامعة دورا رياديا مهما ومسؤولية وطنية فريدة سوف تضطلع بها شعارها الريادة والتميز والتفوق. إن ذلك التوافق الزمني بين الأحداث الأربعة يعتبر معجزة لا يمكن أن تتكرر إلا بعد عشرات السنين. نعم إن مشروع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية يعتبر بكل فخر مشروع رجل متميز يحب التميز لأمته ووطنه وشعبه ويحب أن يبني منائر للتواصل مع شعوب العالم من أجل تحقيق التعارف والتعاون والإخاء من خلال الحوار وتبادل المنافع والمصالح. ناهيك عن أن ذلك المشروع يعتبر نقطة تحول رئيسية في مسيرة العمل الأكاديمي والبحثي والتطوير الذي يضمن التفوق والارتقاء لأنه مقرون بحسن النية وإخلاص العمل. كما أن ذلك المشروع سوف يشكل دافعاً لطلبة وطالبات جامعات المملكة للجد والاجتهاد من أجل تحقيق قصب السبق في الالتحاق بذلك الصرح العلمي العملاق المتخصص بالدراسات العليا والبحث العلمي. والله المستعان. |
|
|
|