لتبليغ الإدارة عن موضوع أو رد مخالف يرجى الضغط على هذه الأيقونة الموجودة على يمين المشاركة لتطبيق قوانين المنتدى
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
19-03-2013, 01:36 AM | #1 |
مشرف عـام المنتدى
(ابو سعد) |
العولمة وأثرها على السلوكيات والآخلاق
العولمة وأثرها على السلوكيات والأخلاق لا تقتصر العولمة على تعميم القيم الاقتصادية وأنظمتها، بل إنها أخذت فعلا تعمم القيم الثقافية التي تكوّن لب حياة المجتمع، وبخاصة القيم الأخلاقية والدينية منها، إذ أن القيم الأخلاقية والدينية وما تؤدي إليه من سلوك فردي واجتماعي هي الأرضية التي تقوم عليها إنماط السلوك الاجتماعي وهو ما يمثل الحياة الثقافية في مجملها، باعتبار أن الثقافة طريقة لرؤية العالم والتعبير عنه. والثقافة التي تملك وسائل الاتصال القوية ووسائل صناعة الثقافة والرقابة عليها هي التي أخذت تهيمن اليوم عن طريق القنوات الفضائية والأنترنت مما يؤدي إلى غلبة نماذج معينة من القيم الأخلاقية وأنماط معينة من السلوك والذوق، وخاصة الأطفال الذين لم تتكون لديهم ملكة النقد، والحصانة الذاتية، فيقعون فريسة سهلة لما يعرض عليهم من صور مؤثرة، وأغان ورقص وأزياء، وتناول الأطعمة والأشربة، وغيرها من أنماط الاستهلاك عن طريق الإعلانات المكررة والصور الجميلة المؤثرة مما يؤثر تأثيرا واضحا على المعتقدات والقيم، وبما يعرض بقوة وبمهارة من قيم مجتمع أجنبي، وتصرفات غير مقبولة في مجتمعاتنا نحن المسلمين، بما في ذلك التمرد على الأسرة وتفكيك علاقاتها المتماسكة، ونشر ما يتعارض مع مرجعياتنا وقيمنا من سلوك جنسي فاضح واستهلاك للمحرّمات وما إلى ذلك. إن الكلمة المؤثرة قديما فقدت كثيرا من تأثيرها، وحلت محلها الصورة التي لا يقف حاجز اللغة أمام تأثيرها، فالذي لا يفهم اللغات الأجنبية يكتفي بالصورة المعبرة. ربما أدى هذا الاكتساح للقيم، وهدم العلاقات الأسرية، والهجوم على المرجعيات والقيم الثقافية إلى رد فعل، يتمثل في تفجير أزمة الهوية فيرجع الناس إلى التقاليد القديمة والعصبيات القبلية أوالقومية الضيقة، التي تؤدي إلى سلوكيات ربما كانت أسوأ مثل التطهير العرقي، أو يحتمون بثقافتهم الأصلية بطريقة تؤدي إلى جمودها، وعدم تفتحها على الثقافات الأخرى، وقد نشاهد جماعة من المهاجرين الأتراك مثلا في ألمانيا يقتصرون على مشاهدة الأفلام التركية وهم مقيمون في ألمانيا، ينقلون هويتهم معهم ولا تنقطع الصلة بينهم وبين مجتمعهم الأصلي(1)، وكذلك يفعل المهاجرون المسلمون في فرنسا، والأكراد في ألمانيا، وقد يؤدي ذلك أيضا إلى ظهور الأقليات العرقية وسلوكها العنيف مما يهدد السيادة الوطنية لبلد مّا من البلدان، ويمزق وحدتها الثقافية السائدة، وعقيدتها الدينية. وهذا التهديد الثقافي والديني قد يؤدي أيضا إلى فرار الناس إلى الدين، يلوذون به، ويحتمون بعقائدهم لدرجة التعصب والعنف والقتال، لأنهم يشعرون أنهم مهددون في أعز شيء عندهم. ولشدة خوفهم من الاستئصال، والانسلاخ قسرا عن معتقداتهم، لأن الصراع يسهل أن ينشأ عندما يشعر الإنسان أنه مهدد في جانب من ذاتيته. وقد تمت دراسات ميدانية في مجال تأثير الأقمار الصناعية على القيم الثقافية ومنها الأخلاقية والدينية على عدد من البلدان منها بالنسبة للعالم الإسلامي: السعودية واليمن والأردن ومصر وتونس، ومنها بلدان أخرى خارج العالم الإسلامي. من هذه الدراسات دراسة ناصر الحميدي (2)الذي لاحظ أن التأثير على الجوانب الأخلاقية يأتي في الدرجة الأولى مثل الترويج للإباحية، والاختلاط وما إلى ذلك مما يخالف القيم الإسلامية، والترويج للسلع الأجنبية وخاصة بين النساء والأطفال، وهذا من الجانب الاقتصادي. ومما أشارت إليه الدراسة التأثير على الجوانب العقدية والثقافيّة، والتأثير على الجوانب التعليمية والسلوكية من التشتت بين ما يتعلمه المرء في المؤسسة التربوية، وما يشاهده من برامج مناقضة لذلك، وإغراء النساء بتقليد الأزياء الغربية وأدوات الزينة وكذلك التأثير على الروابط الأسرية (3). وقام اتحاد الإذاعات العربية بدراسة في هذا المجال ومن نتائج ذلك أن المشاهدة الأسرية غير ممكنة في أحوال كثيرة، وغير مقبولة لوجود محاذير أخلاقية، وكذلك ارتفاع نسبة الإعراض عن مشاهدة البرامج الوطنية بحثا عن المتعة والترفيه، وترى العيّنة أنه بالرغم من وجود تباعد بين المشاهد والمضمون الإعلامي الأجنبي الذي لا يتلاءم مع تعاليم الإسلام ولا مع الواقع الاجتماعي العربي إلاّ أنه لا يخلو من تأثير. ومن الدراسات الميدانية التي تمت لمعرفة تأثير المواد التلفزيونية الأمريكية على الشباب الكوري الجنوبي قام بها :Morgan (1)و Kang ومن نتائج هذه الدراسة أن هذه المواد أدت إلى تأثير بالغ على القيم التقليدية الكورية فأصبح الفتيات الكوريات أكثر تحررا من القيم الأسرية والأخلاقية، ويعتقدن أنه لا حرج من الممارسة الجنسية خارج الزواج، وأن ذلك من قبيل الحرية الجنسية، وأصبحن يرتدين الملابس الأمريكية، ويحتقرن العقيدة الكونفوشيوسية. أما الفتيان فقد كان الأمر على العكس إذ أصبحوا أكثر محافظة على التقاليد الكورية وأكثر كراهية للولايات المتحدة، وبيّن الباحثان أن هذا التعرض قد يؤدي إلى رد فعل معاكس مناهض للثقافة الأجنبية(2) . كما أن شبابا آخرين في دراسة أخرى أصبحوا يدمنون المخدرات هربا من واقعهم بالمقارنة مع الواقع الأمريكي الذي يشاهدونه ( 3) ومن نتائج دراسة أخرى (1) تمت على أطفال في استراليا أن هؤلاء الأطفال أصبحوا أكثر عدوانية وميلا إلى العنف في معاملاتهم، ويرون العالم رؤية تجعله مليئا بالعنف والجريمة من كثرة مشاهدتهم لمواد التلفزة الأمريكية. وهذه النتائج تبين أن هذا التأثير يؤدي إلى فقدان الانتماء وإلى أزمة أخلاقية وإلى غربة ثقافية كما يؤدي إلى وجود فئة من النخبة تعيش منقطعة الجذور وتزعم أنها قيادة فكرية، كما تبقى فئة أخرى ذات ثقافة شعبية غريبه عن عصرها وعاجزة عن تجديد ثقافتها وتوسيع أفقها أخلاقيا ودينيا، الأمر الذي يفجر صراعا اجتماعيا، يعوق المجتمع عن التخلص من التخلف، فعقول بعض المثقفين لا تعترف إلا بالنمط الغربي في الحياة والفكر، وعقول آخرين لا تعترف إلا بالتقاليد التي ربما فاتها الزمن، ولم تعد صالحة لعصرنا هذا، وينتج عن ذلك، أزمة نفسية أخلاقية وعدم استقرار نفسي، ويولد ذلك كله صراعا مريرا داخل المجتمع الواحد. ولا شك في أن الثقافة القوية في وسائلها ومضامينها تغير المواقف وتشكل رأيا عاما جديدا، وتقوم أحيانا على تزوير الحقائق، وينتج عن ذلك تغييرات عميقة في البني الاجتماعية وقيمها والتمرد عليها، وتبنّي ثقافة الاستهلاك للأشياء والأفكار والقيم. ويؤخذ على العولمة وعلى هذا الذي يدعونه بالنظام العالمي الجديد أنه يخلو من أي منهج أخلاقي، ولذلك لجأ الفرنسيون إلى وضع الثقافة في خانة الاستثناء، لأنهم تنبهوا إلى أن قوة الإنتاج الثقافي الأمريكي تؤدي إلى التغيير التدريجيى في معايير السلوك وأنماط الحيـاة، بالإضافة إلى ذلك، فإن الحداثة الغربية أخفقت في مجال القيم الأخلاقية التي بنيت على المنفعة، أو على مجرد الرغبة أو مجرد العقل، وأبعدت القيم الأخلاقية عن العلم، وعن الدين وبذلك أصبحت العولمة في انفلات عن قيم تحكمها وعن ضوابط إنسانية تحدد سلوكها، ولذلك فإننا نرى فلاسفة الغرب ممن يسمون بفلاسفة ما بعد الحداثة يهاجمون العقل الذي تصورته الحداثة أنه هو الحل السحري لمشاكل الإنسان، وأن العلم هو مفتاح السعادة، وإن انقطع عن القيم، وانفلت منها،ويعتبر هذا الانفلات من القيم الأخلاقية والدينية عندهم تحررا فطالبوا بحرية الجنسية المثلية وغيرها من الموبقات. ومما جاء في التقرير العالمي الخاص بالصحة النفسية WORLD Mental Repport إن الدراسة المعمقة لمشاكل الصحة النفسية التي أشار إليها مؤلفو هذا التقرير تبين أن المشاكل الاجتماعية والاضطرابات النفسية هي مشاكل كونية، ونسبة كبيرة منها لا تنجو من تأثير سياق العولمة المعقد، لأن وسائل الاتصال الراهنة بقوتها تهدم المرجعيات الثقافية العريقة التي عاشت عليها المجتمعات البشرية وتقوض كثيرا من أسسها، لأن منطق العولمة منطق الربح والمال، والنجاح في الأسواق كلها أسواق الاقتصاد، وأسواق الثقافة أيضا. إن العلماء اليوم يجب أن يطرحوا مسائل ذات صبغة أخلاقية وخاصة في مجال البيولوجيا والهندسة الوراثية حيث نشهد تطورا سريعا سواء في مجال العلم النظري أو البحث الأساسي وفي مجال البحث التطبيقي، فمنذ أربعين عاما تقريبا كان أغلب الباحثين من العلماء يعتبرون القيم مسألة لا تعنيهم، وأصبح العلماء اليوم لا يستطيعون أن يتجنبوا البحث فيما يتعلق بنتائج أعمالهم العلمية، فيجب إذن الاعتراف بضرورة أن تحدّ سلطة التكنولوجيا بسلطة الأخلاق، كما صرح بذلك المدير العام السابق لليونسكو. Fredrik Mayor . وكما قال الكاتب الفرنسي Rabelai: "العلم بلا ضمير ليس إلا خراب النفس" Science sans conscience n’est que ruine de l’âme إن الباحثين الأمريكان يتساءلون عن نوع الإنسان الذي يريدون إنتاجه، وأدت البحوث المتقدمة في البيولوجيا إلى محاولات التحكم الفيزيقي في العقل البشري، وإلى محاولة التغيير الأساسي في شروط بداية وجود الإنسان ونهايته. وإذا كانت بداية الاستنساخ كانت في الفئران في هواي HAWAI وفي الخرفـان بنيوزلندا واليابان، وفي المعز في الولايات المتحدة وكندا فإن مجلة محترمة جدية علميا وهي المجلة البريطانية The Lancet كتبت في سنة 1998 أنه بات من الضروري صنع كائنات بشرية عن طريق الاستنساخ، ودعت الأوساط الطبية إلى قبول ذلك، وقـام PAULIN JOSE أحد كبار المهتمين بدراسة المخ البشري يقول: ليست المشكلة الفلسفية الرئيسة اليوم هي: ما هو الإنسان؟ولكن ما هو نوع الإنسان الذي يجب علينا إنتاجه؟ فأين كرامة الإنسان؟ وأين الشعور بالأخطار التي يمكن أن تحدث للجنس البشري، والمفاجئات التي يمكن أن تؤدي إلى إنتاج أناس لا عهد للإنسانية بهم في التاريخ، مما ينحرف بالطبيعة البشرية إلى كائنات أخطر ما تكون، وأكثر ما تكون خروجا عن سمات هذا الكائن الذي نعرفه، وهو الإنسان ذو الطابع الأخلاقي الفطري، وذو الكرامة التي منحها الله سبحانه وتعالى إياه في وجوده وفطرته الأخلاقية باعتباره غاية في ذاته لا أنه شيء، من الأشياء، أو وسيلة إلى غيره . (1) يمكن أن يتلاعب بها اللاعبون في مجال البيولوجيا أو العلم المنفلت من أي معيار أخلاقي أو قانوني أو ديني. لا شك أن ابن خلدون قد تفطن لأهمية القيم الخلقية في حياة الإنسان ولذلك،قال "إذا فسد الإنسان في قدرته على أخلاقه ودين فقد فسدت إنسانيته وصار مسخا على الحقيقة " ( 2 ) ويتوقع من العولمة إذا تمكنت في سلطانها أن تمسخ الإنسانية، وأن تقولبها في نمط ثقافي يفقد ما في الحضارات الإنسانية وقيمها من غنى وتنوع، ونحن نشاهد كيف يشجع الغرب الذين يتحدّون المسلمين في عقائدهم مثلما فعلوا مع نسرين البنقلداشية التي تدعو إلى تغيير القرآن وتصف الدين بأنه ظلامي، وكذلك سليمان رشدي، الذي هاجم القرآن ومقدسات الإسلام علنا، فمن حق المسلمين أن تحترم عقائدهم كما تحترم عقائد غيرهم. إن النظم الأخلاقية و الديانات تقع تحت تأثير العولمة اليوم فتقود إلى ضعف البنى الإجتماعية والإسرية فيصيبها الإضطراب والتفكك. إن جماعة من المفكرين في ماليزيا عارضوا القيم الغربية، ونظروا إلى القيم الآسيوية على أنها بديل لهذه القيم الغربية ومن هؤلاء إبراهيم أنور، ومظفر شندرا كما يمكن للأفارقة أن ينادوا بقيم أخرى لهم معارضة للعولمة الغربية وقد حاول ذلك يولان هونتوندجي PAULIN HOUNTONDJI في مقال له يدعو فيه إلى مقاومة العولمة (1) ومن قبله فرانس فانون 1925J. -1960 الذي دعا إلى تصفية الثقافة الزنجية وغيرها من آثار الاستعمار، وهو يعتبر من النخبة الإفريقية الأسيوية. إن الظلم الاقتصادي في العالم، وراء كثير من التوترات التي تعاني منها الإنسانية، وإذا كان عدد سكان البلدان النامية حوالي 4.5 مليار فإن الثلث منها على الأقل لايحصل على المياه الصالحة للشرب، والخمس (1/5) من الأطفال لا يتمتع بالسعرات الحرارية الكافية ولا بالبروتينات الضرورية، بل إن مليارين من البشر، أي ثلث (1/3) الإنسانية يعاني من فقر الدم، ويمكن القول بأن ما تستهلكه الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي من الروائح والعطور، ليكفي لسد حاجات التغذية الأساسية والصحة للسكان الفقراء في العالم، وذلك حسب تقدير الخبراء لا يتجاوز 13 مليار دولار، وهو المبلغ الذي تستهلكه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من العطور. إن ارتفاع مستوى الحياة في هذه البلدان قاد إلى هجران كثير من القيم التي تجعل المجتمع متماسكا، فأدى ذلك إلى الحصر STRESS و الشعور بالوحدة وما إلى ذلك من الأمراض النفسية والجسمية. إن العالم كما يقول الأستاذ طه عبد الرحمان(2) مقبل على تحوّل أخلاقي جذري بتأثير التحولات المتلاحقة التي يشهدها في الحياة الفردية والاجتماعية، لأن هذه التغييرات تفرز ضرورة معايير أخلاقية جديدة، ويأمل أن يتجه قادة العالم إلى إيجاد نظام أخلاقي عالمي جديد،كما وضعوا نظاما تجاريا عالميا، حتى لا تنحرف العولمة إلى الظلم، والعدوان على الأمم الضعيفة اقتصاديا وحضاريا. وبما أن الإسلام يتجه نحو العالمية منذ نزوله، ويحث على التعايش والسلم، وعايش فعلا في تاريخه مختلف الديانات وتسامح معها تسامحا واضحا عند المؤرخين وغيرهم فإنه مؤهل بتعاليمه الأخلاقية أن يشارك في وضع أخلاق جديدة لهذه العولمة المنفلتة لحد الآن، وهو يعترف بالقيم المشتركة بين الحضارات، ولا شك أن الدعوة إلى الفهم المتبادل للقيم الحضارية الشرقية والغربية من سمات الإسلام الرئيسية فقد دعا إلى الحوار مع ديانات أخرى، منذ نزول القرآن، ونادى بالحوار بين الأديان وأزاح الغبار عما طرأ على بعض الديانات من الخرافات وتحريفات ودعا إلى الأصل المشترك بينها جميعا. " قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله، ولا نشرك به شيئا، ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون " آل عمران /64، فعلى المسلم اليوم أن يحدد رسالته نحو العولمة ويبني موقفه على الفهم الصحيح للإسلام، وأن ميزانه ميزان أخلاقي (التقوى) حين يتحاور ويتعاون مع البشرية في العالم إذ ألغى ميزان العصبية واللون، والطبقة والثروة، وجعل عمارة الكون والإحسان إلى العالمين من مبادئه ومقاصده وكذلك المشاركة في توفير الخير للناس، وحفظ الحقوق، ومنع الظلم وإن كان مع عدو أو مخالف في الدين، "ولا يجر منكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى" المائدة /8 وعدّ القرآن اختلاف اللغات والألوان، -واختلاف اللغات هو أيضا اختلاف الثقافات- من آيات الله "ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم" الروم/22 فهذا المعنى الأخلاقي القرآني إذا راعيناه فإن العولمة لا تصبح غابة يأكل القوي فيها الضعيف، ولا تمحو الثقافة التي أتيحت لها عوامل القوة ثقافة الآخرين وقيمهم، مما يدعو إلى نشوب الحروب والمقاومة. وإذا كان يتبع العولمة بقصد أو بغير قصد إشاعة الفساد والإنحلال، وبيع الشهوة وحمى الاستهلاك فإن من شأن المسلم أن يقاوم هذه العوامل من الفتنة ويعمل جهده أن تسود القيم التي تحفظ على الإنسان كرامته. ولا شك أن العولمة يمكن أن تكون لها جوانب إيجابية مثل تداول التقنية والمعرفة المتاحة، فيمكن لشباب الشعوب النامية أن يستفيد من ذلك كله لرفع شأن شعوبهم، ومستواهم الثقافي والحضاري ومنع إطلاق الوحش الذي يكمن في الإنسان ليحطم الكوابح الأخلاقية إذا غاب الدين، واختفت القيم،وسادت موجات العنف، والحروب، والفساد الاجتماعي. إن بعض القيم كالحرية والأخوة والعدل هي قيم متعالية إنسانية، لا يمكن أن يتنكر لها الإنسان إذا سلمت فطرته من الفساد. إن 80 % تقريبا من سكان الأرض يتبعون الدين، بالرغم من الشك الذي يسود بعض البلدان، والدين يدعو إلى الرحمة بل إن الإسلام جاء رحمة للعالمين، كما وردت أيضا عدة مرات كلمة الرحمة في الكتاب المقدس، ولكن الناس لا يراعون هذا المعنى، فترى النزاع بين الهندوس والمسلمين في الهند، بين الكاثوليك والبروتستانت في إيرلندا وبين المسلمين والنصارى في البلقان والسودان، ونيجيريا وأندونيسيا، إن ذلك يرجع إلى عداوات تاريخية قائمة على سوء الفهم، وعدم التسامح والانفتاح على الآخر، بالإضافة إلى العوامل السياسية والاقتصادية والعرقية الأجنبية التي تغذي بعض هذه الصراعات، فالروس مثلا يساندون الصرب، والألمان يؤيدون الكروات، في حين أن البلاد الإسلامية تساعد المسلمين بما في ذلك تركيا. ويشير جيمس ميتلمان أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية بواشنطن إلى أن العولمة تنطوي على إمكانات الضرر بالأديان، وإفادتها في الوقت نفسه، فالعولمة في جانبها الإعلامي والثقافي وترويجها للأنماط الاستهلاكية والتحلل من القيم تتحدى المنظومات الدينية والأخلاقية وتضعف إقبال الجيل الجديد عليها، ولكن يمكن القول بأن الدين يستفيد من وسائل الاتصال المعاصرة الفعالة بتوظيفها في نشر الرسالة الدينية والدعوة إليها، ولذلك فإنه بالرغم من هذه العوامل المشار إليها التي تتحدى القيم الدينية والأخلاقية، فإن الأديان، والدعوة الأخلاقية التي تقاوم الثقافة الاستهلاكية يمكن القول بأنها سائرة في طريق اكتساب أنصار في غير ما مكان في العالم حتى سكان الولايات المتحدة. وينبغي أن يشار هنا إلى الوجود الإسلامي في القارة الأروبية الذي يصل إلى حوالي 15 مليونا منها خمسة ملايين في فرنسا وحدها، وما يعانيه المهاجرون المسلمون من إشكالية الهوية، ذلك أن موجات العنصرية تتزايد ضد هذه الجاليات المسلمة، كما أن احتماءهم بهويتهم، واكتشاف جديد لهويتهم لأنها أصبحت مهددة، أدى هذا إلى شعور حادّ بالقلق وخاصة لدى الآباء خوفا على هوية أبنائهم من الذوبان، ويتصور بعض الباحثين أن الإسلام يمثل عاملا مقاوما لتحدي العولمة(1). فضلا عن الجماعات الغربية المتعددة المقاومة لهذه العولمة، ومن خلال التحليل الواقعي للتاريخ، وهذه الظروف التي يمر بها العالم ينبغي أن يتفطن المسلمون -إن في العالم الإسلامي وإن في هامشه وهو الوجود الإسلامي في الغرب- إلى رسالتهم في أن يضفوا على العولمة السمة الإنسانية الإسلامية، والعمل على أن تكون في إطار أخلاقي عالمي مشترك ومنعها من التفرعن والنزعة الإمبراطورية الرومانية وما إلى ذلك من وجوه الاستبداد والفساد. ولا شك أن الشباب في العالم الإسلامي له قدرات وإمكانات وطاقة لا تقدر بثمن وهي كفيلة إذا قامت بواجبها أن تشارك في توجيه صيرورة هذه العولمة العارمة إذ ليست الحضارة الغربية هي نهاية الحضارات وخاتمة التاريخ كما يزعم بعض الكاتبين المنبهرين بانتصار الليبيرالية الجديدة، وخمود الاتحاد السوفياتي وانحلاله. ونحن نرى اليوم أن القوة تكمن في المعرفة، وأول آية نزلت في القرآن نبهت إلى القراءة والعلم والقلم الذي يؤوله بعض الباحثين اليوم بأنه الكمبيوتر ولماذا لا؟ إنه امتداد للقلم والعالم الإسلامي اليوم هو ميدان الصراع بين موجات العولمة فيها الرابح والخاسر، ولكن يبدو أول وهلة أنه مرشح لأن يكون هو الخاسر، وهو الذي يدفع الثمن، فلا يوجد في بلد إسلامي مثل بنغلادش من أجهزة الكمبيوتر ما يوجد في بعض الجامعات الأمريكية. اقتراح : إن قوة الحضارة الحقيقية إنما تكمن فيما يبدو في قوة قيمها الأخلاقية التي تسندها، وتطيل من عمرها، ولذلك فإن العولمة باعتبارها ظاهرة حضارية كونية تتطلب أخلاقيات عالمية، تضامنية تحد من الانفراد بالسيطرة لثقافة واحدة وتفاديا للصراع بين الثقافات وذلك بإيجاد ميثاق أخلاقي جديد مشترك ينظم جوانب العولمة المختلفة الاقتصادية والثقافية. هذا من الجانب العالمي. وأما من الجانب المحلي فإن البلاد النامية مدعوة لإحياء ثقافتها لتصبح ثقافة فعالة، تتفاعل مع الثقافات الأخرى أخذا وعطاء مما يمكنها من أن تجد مكانا لائقا بين الثقافات الأخرى، بتطوير إنتاجها الثقافي بوضع استراتيجية ثقافية إعلامية محكمة وإن في صورة إنتاج مشترك بين دول اقليم معين، كالإنتاج المشترك لدول الخليج مثلا الذي يوجد في الكويت، ويكون قائما على أسس عقلانية، وتخطيط واضح تسنده دراسة كافية، وتمويل ضروري، لأن الثقافة اليوم أصبحت صناعة قائمة بذاتها، ولأنه لا يمكن الدخول في العولمة دخولا فوضويا الذي لا يعدو أن يكون مجرد اندماج وذوبان في أمواجها العاتية. ويدعم ذلك كله استراتيجية تربوية، هدفها تجديد ملامح المستقبل الذي يراد تحقيقه في الواقع، وأهم ما في الرصيد الثقافي عند المسلم هو قيمه الدينية التي تجعل منه إنسانا يدرك تاريخه، وذلك يتم في إطار فلسفة أخلاقية نشترك فيها مع غيرنا، وينبغي النظر إلى التربية الإسلامية في بعدها الحضاري، لا في بعدها الظرفي ولا في منظورها الجزئي، ويتم ذلك بإحداث تغيير شامل في الأهداف والوسائل الفعالة، والتقنية المعاصرة التي تكوّن الذهن النافذ، والعمل المتقن مما يمكن من تجاوز التخلف الذي مايزال يجثم على المجتمعات الإسلامية. كما أن دعم التعلم مدى الحياة وتعميمه بوسائل الإعلام من أهم عوامل الوعي العام في المجتمع. د.عمار طالبي __________________ الموضوع بأكمله منقول عن (سيف الخيال ) وقد اشار بأنه منقول ايضاً ولكن للفائدة يهون. |
التعديل الأخير تم بواسطة mustathmer ; 19-03-2013 الساعة 01:38 AM
|
20-03-2013, 07:40 PM | #2 |
مشرف عـام المنتدى
(ابو سعد) |
رد: العولمة وأثرها على السلوكيات والآخلاق
«العولمة» .. مشروع حضاري أم رجس من عمل الشيطان؟
جريدة اليوم 2013/03/14 - 19:07:00 أكد علماء دين أن الإسلام باعتباره رسالة عالمية، لايتعارض مع العولمة التى لاتؤثر فى الخصوصيات، وذلك لان الاسلام كدين ودعوة عالمية هو عولمة حقيقة تؤكد على قيم التعددية و ليس تيارا فكريا أو ظاهرة وقتية، يخشى عليه من تيار العولمة الغربية. وأشاروا الى أن عالمية الاسلام تختلف من حيث الفكر والمنهج اختلافا جذريا عن العولمة التي يدعو إليها حملة المشروع الغربي. تيار فكرى بداية يقول الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الاوقاف المصرى الاسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالازهر:إن الاسلام باعتباره رسالة عالمية، لا يتعارض مع العولمة التى لاتؤثر فى الخصوصيات، مضيفا ان الاسلام كدين ليس تيارا فكريا أو ظاهرة وقتية حتى يخشى من التيارات الوافدة علينا من الأمم الأخرى وفى مقدمتها العولمة ، إنه دين له جذور ضاربة فى أعماق الكيان الإسلامى وأصول راسخة لاتستطيع التيارات الأخرى ان تنال منها . وتابع قائلا: العولمة واقع لا يجدى معه أسلوب الرفض، انه تيار بدأ بالمجال الاقتصادى وامتد الى المجال السياسى والاقتصادى والثقافى، وبالتالى فان العولمة تهدف الى ازالة الحواجز الزمانية والمكانية والثقافية والسياسية بين الامم والشعوب وتحاول بطرق مختلفة فرض قيم معينة وحضارة معينة هى قيم الحضارة الغربية أو قيم الاقوياء. ويؤكد الدكتور زقزوق ان العولمة تمثل بالنسبة للمسلمين دعوة مباشرة لممارسة النقد الذاتى ليعيدوا النظر فى حساباتهم ويعيدوا ترتيب البيت من الداخل. بينما يرى الدكتور جعفر عبد السلام أستاذ الدراسات العليا بجامعة الازهر والامين العام لرابطة الجامعات الاسلامية : ان العولمة تيار كاسح يريد فرض الهيمنة الثقافية للغرب على العالم كله بدون مراعاة للخصوصيات الثقافية والدينية، أما الدين الذى يتصف بانه دين عالمى، فيراعى الخصوصيات ولا يلغى التعددية إن الاسلام باعتباره رسالة عالمية، لا يتعارض مع العولمة التى لاتؤثر فى الخصوصيات، مضيفا ان الاسلام كدين ليس تيارا فكريا أو ظاهرة وقتية حتى يخشى من التيارات الوافدة علينا من الأمم الأخرى وفى مقدمتها العولمة ، إنه دين له جذور ضاربة فى أعماق الكيان الإسلامى وأصول راسخة لاتستطيع التيارات الأخرى ان تنال منها. عالمية الاسلام فالإسلام يخاطب الناس جميعا ولم يرد فى الخطاب القرآنى تفضيل قوم على قوم آخرين وإنما يعتبر الناس جميعا أمة واحدة: (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون). ولا يقر الإسلام العنصرية أو التحيز لجنس على آخر أو تفضيل لون على لون، جاء ذكر الألوان فى الخطاب القرآنى للدلالة على قدرة الله فى الخلق: (ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن فى ذلك لآيات للعالمين) .وقال إن وصف الإسلام بانه دين عالمى لأنه يتأسس على دعائم الوحدة الإنسانية المتكاملة حيث يخاطب القرآن المجتمع البشري كله بكلمة (يا أيها الناس) وبكلمة (إنى رسول الله إليكم جميعا) ،فكرامة الإنسانية لبنة أولى فى بناء الوحدة البشرية وتوحيد الإله وتوحيد الديانات المختلفة وتعتبر عنصرا أساسيا فى مجال الوحدة الإنسانية. وتابع قائلا: إذن العالمية لا تعنى الهيمنة الاقتصادية كما لا تعنى فى الوقت نفسه أيضا الهيمنة الثقافية، وإنما تعنى التنوع وانفتاح الثقافة الخاصة على الثقافات الأخرى، وتعنى التعارف وفقاً للمبدأ القرآنى: ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) اضاف ان الإسلام لا يدعو إلى الانحياز والانكماش ولا يدعو إلى السيطرة والتغلب على الحضارات والثقافات مختلفة الأشكال والصور لأنه يؤمن بالوسطية والقسط والعدل والمساواة فى جميع منافذ القانون والتشريع فى مجال الحقوق والأمن والحرية. العولمة الثقافية ومن جانبه يقول الدكتور عمر مختار القاضى الاستاذ فى كلية الشريعة والقانون بجامعة الازهر بالقاهرة: إن العولمة كظاهرة تمثل حضارة الغرب في وجه الإسلام ، وتخشى الاتجاهات القومية بشقيها العربي والأوربي من العولمة باعتبارها ظاهرة تمثل محاولات الهيمنة الأمريكية والغربية. وأضاف ان العولمة مصطلح يراد منه تعميم قيم ومبادئ وأنماط لتصبح أنموذجا قابلا للتطبيق على الجميع، وأن يتنازل الآخرون عن خصوصياتهم لصالح هذا الجديد القادم ، ومن أخطر صور العولمة ما يمكن تسميته بالعولمة الثقافية، لأنها تدخل مباشرة في عقائد الناس ومعارفهم وتصوراتهم . ويرى الدكتور القاضى أن العولمة الصحيحة والتى تتمثل فى عالمية الاسلام هى هدف إنساني لا غنى عنه إلا بنشره وتعميمه، ولا طريق للإنسانية أمامها إلا بالدخول فيها والانتماء إليها. اجتياح للثقافات ومن جانبه يؤكد الدكتور محمود الصاوى استاذ الثقافة الاسلامية بكلية الدعوة الاسلامية بجامعة الازهر:ان العولمة كما عرفت وكما يبدو من تطبيقاتها، فهى تقوم على اجتياح للثقافات الأخرى ومحوها محوا كاملا، وإذا كان لهذه الثقافات من بقاء فسيكون بقاء فلكوريا لمجرد الاستمتاع وليس لتنمية وإخصاب الذات الإنسانية. إنها سيطرة القوى الكبرى والغالبة، وهى إلى جانب السيطرة الاقتصادية والسياسية تمارس السيطرة الثقافية وتستخدم كل تنوع ثقافى فى سبيل التنكيل بالآخرين وإرهابهم لأجل استتباعهم ثقافياً. إن العولمة بالصيغة الأمريكية التى يحاولون فرضها على العالم لا تمثل تحديا بقدر ما تمثل غزوا، فهى مشروع يتسلح بواقع الهيمنة على السياسة والاقتصاد من جهة، وبالقدرة غير المسبوقة فى توجيه الإعلام من جهة أخرى، كما أنها تتسلح أيضا بالقدرة على التشريع على المستوى الدولى. ويضيف الدكتور الصاوى ان الاسلام يتعارض مع العولمة لان الاسلام دين عالمى فالعالمية الإسلامية التي تحيل العالم إلى قرية كونية واحدة، يتمتع الإنسان فيها بحق الاختيار، ويسود فيها البر والقسط، ويتفيأ الإنسان فيها ظلال العدل والرحمة، هذه العالمية يجب ألا تلتبس في ذهننا بالعولمة التي يدعو لها حملة المشروع الغربي، والتي تحيل العالم إلى غابة عالمية واحدة، يأكل القوي فيها الضعيف، ويزداد فيه الأغنياء غنى، والفقراء فقرا. العولمة.. أكثر من سؤال وإجابات حائرة ولكن ظهورها كمصطلح حديث ولها جانب إيجابي كما لها الجانب السلبي. والعولمة لعبت دوراً إيجابياً في حياة الدول والشركات الكبرى حيث جعلت تلك الدول والشركات التدخل والتحكم بثلاثة أرباع الكرة الأرضية ومن خلال السيطرة على اقتصاديات العالم حيث تتركز هذه القوة المالية بمناطق ثلاث في العالم وهي أوروبا وأمريكا واليابان حيث تبلغ 80% من أموال العالم وعلى العكس في الدول النامية والفقيرة ومن ضمنها الدول العربية قد ألقت بظلالها الثقيلة على تلك الدول وجعلت نسبة الفقر والبطالة فيها نسبة خطيرة للغاية مما دعا الكثير من الشعوب المثقفة إلى التحرك الجاد نحو مناهضة العولمة من خلال عقد مؤتمرات محلية وعالمية وظهور حركات ومنظمات تدعو العالم العربي إلى التمسك بهويته الثقافية الإسلامية والعربية وأن يعزز إيمانه بموروثه الفكري والثقافي، وفى إطار هذا الموضوع حول تأثير العولمة على واقعنا الاجتماعي والثقافي والفكري وكيف نتصدى لمساوئها؟ كان هذا التحقيق: فرض سيطرة فى البداية يقول الدكتور حسن عباس زكي المفكر الإسلامى ووزير الاقتصاد الأسبق: إن دول الغرب شاركت فى خلق مؤسسات مختلفة تساعد على تحقيق سياساتها، ومنها البنك الدولى وصندوق النقد ومنظمة التجارة العالمية (الجات) ونظم المعلومات والإنترنت ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والمشروبة (الكوكاكولا) والمأكولة(الهامبورجر) والملبوسة (الجينز) وغيرها. ونتيجة ذلك كله عملياً التبادل التجاري الذى هو فى مصلحة الغرب عن طريق استيراد المواد الخام بأقل الأسعار وتصدير السلع الصناعية بأعلى الأسعار وتصدير رؤوس الأموال إلى الدول النامية التى تربطها بالغرب والتى تحصر الاستفادة بالتكنولوجيا الغربية فى الدائرة التى تريدها والتنمية المحدودة ثم فرض نظم تجارية واقتصادية ومالية تمنع أى دولة من أن تكون حرة فى اتخاذ الإجراءات التى تمكنها من زيادة نموها وصادراتها والحصول على حصتها العادلة من التجارة الدولية أى أن تجعل الدول تابعة لها .وتسمح لها بالنمو المحدود الذى يحافظ على مستوى معيشة متدنٍّ ولكن فى الحدود التى تسمح لهذه الدول بامتصاص ما تصدره إليها الدول الغربية مع تمكينها من الاستدانة منها لكى تظل تحت رحمتها .وتحجيم دور الدولة على أن يحل محلها الشركات العملاقة عابرة القارات الصناعية والتجارية والبنوك وغيرها وإجبار دول العالم النامى على أن يفتح بابه لهذه الشركات وللأفراد وذلك كله فى حدود مصلحته ولفرض سيطرته وتنظيم القنوات الاقتصادية فى الدول النامية لمصلحته. يأتى بعد ذلك موضوع له خطورته وهو الانفتاح على العالم طبقا للعولمة من الناحية الثقافية أى ما تلعبه وسائل الإرسال والبث العملاقة فى غسل الأدمغة وتطبيع العقل الإسلامى للتفكير الغربى ..ويأتى ذلك عن طريق وسائل وسائل الإذاعة والأقمار الصناعية والصحافة والكتب والسينما وأثرها على سلوك وتفكير المواطن فى الوقت الذى سلب فيه حق الدول فى المنع أو الاختيار إلى حد كبير ولعلنا لا ننكر الإباحة والجريمة وعدم احترام قواعد السلوك العائلى والخيال الضار والذى لا يحترم القيم والمبادئ .وقد قرأت لبعض من يعلق على العولمة ويرحب بها جهلا كبيرا بحقيقتها ومنهم من يقول إن من مميزاتها التوسع فى الإطلاع على الإنتاج الثقافى للعالم وهو أمر غريب ناسياً ما يحمله هذا الإنتاج من سموم .ولكن المهم هنا لا أن نحارب العولمة فهذا ما ليس بيدنا ولكن علينا أن نحمى أنفسنا منها بالاتفاق والاقتناع بضرورة أن نقف يداً واحدة واتخاذ إجراءات تحمينا منها فبالنسبة للناحية الثقافية علينا أن نحمى شبابنا ونقوّى عقيدته وسلوكه وأن نبث فيه الحصانة والمناعة التى تحول دون أن يقع فى براثن هذا الإخطبوط الخطير الذى هو ضد ديننا وأخلاقنا وسلوكنا ولدينا فى ذلك كل الوسائل بدءاً من الأسرة والمدرسة والصحافة والتليفزيون وحسن اختيار ما يبثّه والراديو والسينما. رياح العولمة وأضاف :العولمة نظام أبعاده تتجاوز التجارة والمال والصناعة وهو نظام يشمل التسويق والتكنولوجيا والمعلومات كما يشمل الثقافة والفكر بل والتقاليد والعادات وليس لأحد سلطة فى بلده عن منع هذه التيارات أن تؤثر فى حياته . وذلك كله بمعزل عن حقيقة ندركها كلنا ولكننا نتجاهلها وهى أن مليارات من البشر يعيشون بلا كهرباء ومعظمهم تحت خط الفقر .وهكذا نجد أن العولمة جنسيتها دولة واحدة ولذلك يجب على الكتاب أن ينادوا بعدم فتح الأبواب على مصراعيها أمام رياح العولمة قبل أن نحمي أنفسنا منها ولا نأخذ منها ما لدينا منه فى أمور ديننا وثقافتنا. بلاد العالم وأشار الدكتور صابر عبد الدايم يونس عميد كلية اللغة العربية جامعة الأزهر إلى أن تيار العولمة نشأ منذ أكثر من 20 عاماً ويشمل كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية ولكن هذا التيار انخدع به كثير من المفكرين والمثقفين فى بداية ظهوره وتبنّوا الدعوة إلى تطبيقه إلى كل بلاد العالم ولكن سرعان ما اكتشفوا أن هذا التيار يمثل هيمنة الأقوى اقتصاديا وسياسيا وفكريا على الضعفاء بمعنى أن دول أمريكا بالذات كانت تدعو إلى ثقافة واحدة ومعايير واحدة وتكون هى المتحكمة فيها وبالتالى تتحكم فى السياسة العالمية ومن هنا ندرج أن العولمة تيار نشأ لهيمنة الدول العظمى على دول العالم الثالث .لكن المنطق الإنسانى أن التبادل التجارى والعلمى والحوار بين الثقافات يجب أن يسود وأن لكل أمة حضارتها وهويتها الثقافية .لذلك نجد تيار العولمة له إرهاصات كثيرة ووجود طغيان المسلسلات الأجنبية فى العالم وانتشار الوجبات الغذائية من خلال شركات عالمية فى الغذاء ثم تسربت إلى أشياء كثيرة فى مجالات الحياة المختلفة . وما حدث بالنسبة لثورات الربيع العربى كان جزء منه من آثار نتاج هذه العولمة حيث أثرت امريكا فى ثورات الشعوب ولكل شعب ثورته وله رؤيته والحرية لا تُشترى بالدولارات وبالذمم ولا تمنح من أحد واستقلال الشعوب هو معيار كرامتها والعامل المشترك فى العولمة هو التقدم العلمى. ويجب على مصر والعرب أن يأخذوا بسلاح العلم وأن يرصدوا أكبر ميزانية فى الدولة وخاصة فى الفيزياء والكيمياء والهندسة وهذا يأتى بالتقدم العلمى . إن تيار العولمة نشأ منذ أكثر من 20 عاماً ويشمل كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية ولكن هذا التيار انخدع به كثير من المفكرين والمثقفين فى بداية ظهوره وتبنّوا الدعوة إلى تطبيقه إلى كل بلاد العالم ولكن سرعان ما اكتشفوا أن هذا التيار يمثل هيمنة الأقوى اقتصاديا وسياسيا وفكريا على الضعفاء نموذج عولمي ويقول الدكتور عبد العزيز عبد الله حماد رئيس منظمة الشعوب والبرلمانات العربية: كانت أهم مساعي العولمة نحو تأكيد هويتها وترسيخ مفهومها .. والتي لا يتم لها ذلك إلا من خلال استراتيجية أساسية ومحورية قد تبناه الفكر العولمي ألا وهو محو الخصوصيات الثقافية والفكرية والأيديولوجيات لكل البلاد التي تقع على هامش العولمة أو تلك البلدان التي تسمى بدول العالم الثالث والتي هي في موقع التابع .. ولتكون لها التبعية الكاملة والشاملة .. كان لا بد من خلق نموذج عولمي والعمل على دفع الدول إلى الاحتذاء به .. واستطاع إعلام العولمة أن يكفل محيطاً ثقافياً واسعاً ونظرة أشمل على العالم وعمقاً في الاتصال الإنساني .. فاستقطب بذلك الملايين عبر رسائله المبسطة وبخاصة التليفزيون .. أمراً شكل حافزاً للشعوب لكي تضغط من أجل التغيير . . وبالطبع لا يغفل ما لإعلام العولمة من أهداف ضمنية تسعى لتحقيق أهداف العولمة والهيمنة الاقتصادية العالمية .. المعادلة الصعبة وأوضح الدكتور رفعت عزوز (أستاذ أصول التربية المشارك بكلية التربية العريش جامعة قناة السويس) أنه في عصر العولمة أصبح العالم أشبه بقرية صغيرة وأصبحت الدول النامية تواجه اشكالية التعايش والتفاعل والتواصل مع هذا العالم المتغير، من خلال تعليم وتأهيل الانسان القادر على التفاعل الايجابي والتعامل الواعي مع هذه التطورات ومحاولة تحقيق المعادلة الصعبة التي تقتضي التعامل مع تحديات العولمة، وفي الوقت نفسه المحافظة على الهوية الثقافية لهذه المجتمعات والانتماء لها. فمن الملاحظ أن العولمة تسهم في زيادة التباعد والتفاوت الاجتماعي والطبقي والتعليمي والمعرفي بين الناس، كما أن الآثار الاقتصادية المصاحبة للعولمة قد تدفع الحكومات في العالم الثالث إلى خصخصة بعض مؤسسات التعليمية كالإعلام والتعليم أو على الأقل بعض المدارس والجامعات، وبالتالي تحجيم الرؤى التربوية، وفوق كل شيء تحديد رؤية الأهداف التربوية، ومثل هذه التحولات اضافة إلى انفجار ثورة الاعلام والمعلومات والتدفق الحر للأخبار والمعلومات ، سيؤدي إلى اضعاف كل القيم الاجتماعية التى تربت عليها الأجيال القديمة والتي كانت ومازالت شيئاً عظيماً نفخر به ونربى عليه أبناءنا .فعلى سبيل المثال لا الحصر : بات الطفل العربي يقضى ثلاث ساعات يقظته ممارسا للتقنيات الحديثة التى كانت بالأمس القريب رغم قلتها رافدا مهما للثقافة والتعليم ، وتحولت من شيء ايجابي يضيف لنا إلى شيء سلبي يؤثر علينا من النواحي الاجتماعية ويوسع الفجوة بين الأبناء والآباء مما ينتج عنه نوع من الازدواجية والتناقص بين واقعهم المعاش وبين الواقع المتخيل أو المنقول لهم فيحدث ما نراه اليوم من تباعد أسرى وعلاقات متنافرة متباعدة أصابت الأسرة العربية فى مقتل .والسؤال المطروح: لماذا نحن سريعون فى التأثر بكل ما هو جديد ؟ أما آن الأوان للتأني وإعمال العقل؟ . العلوم الإنسانية وأوضح المفكر الدكتور يوسف سلامة: مفهوم العولمة من حيث هو بناء منطقي لا يمكن لنا التعرف على الأشياء دون اللجوء إلى هذا المفهوم.. وذلك أمر لن يتغير على الأرجح.. ومن هذه الناحية لا بد أن يكون لكل شيء هوية.. ولا بد لكل شيء أن يكون متسماً بمجموعة أمور من الصفات والخصائص والمزايا التي تؤلف في مجموعها ذاتية خاصة.. بهذا الشيء تميزه في النهاية وتعزله وتخصصه عن كل ما سواه في العالم.. فيكون من هذه الناحية مساوياً لذاته دوماً.. فمن الناحية العلمية والمنطقية لا يمكن الاستغناء عن المفهوم.. ولا حتى في العلوم الاجتماعية والإنسانية. الثقافة العربية وقال الدكتور فؤاد خير :يخطئ من يتصور أن أزمة الثقافة العربية وأزمة المثقف العربي كامنة في البناء المعرفي في ذاته.. ويتوهم ذلك الذي يدعو – منطلقاً من المقولة السابقة – إلى ضرورة إجراء تعديلات في البناء الثقافي أو في تطوير عناصره الداخلية.. كما أنه من الخطأ أن نتخيل أن أسباب تخلف الثقافة العربية كونها بعيدة عن ممارسة (الاحتكاك الثقافي) بالثقافات الغربية المتقدمة.. فمع إيماننا بأن هذه الوسائل من شأنها الحد من الأزمة.. إلا أنها تمثل تأجيل الأزمة وليس القضاء عليها.. ولظاهرة العولمة الأثر الكبير في كل ميادين الحياة العامة ولكن يصب جل اهتمامها في (( عولمة السياسات الوطنية وصنع السياسات العامة )) فجميع السياسات الوطنية -الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتقنية . هي سياسات عادة تكون تحت سيطرة وسلطة الدولة داخل اطار البلد الواحد . والعولمة لا تستثني مجالا من مجالات الحياة إطلاقاً و"العولمة "على المستوى الثقافي فهي تعني تعميم أنماط الثقافة الغربية عامة والأمريكية خاصة من خلال توسيع نطاق انتشارها بطرق حضارية جديدة تخضع لمعطيات التكنولوجية المعلوماتية بحيث ترتبط أطراف العالم بالثقافة الغالبة والمهيمنة على العالم ، من خلال السطوة الاعلامية المتمثلة في وسائل الاعلام المتطورة المنظورة والمقروءة والمسموعة . وستشكل انطلاقة جديدة من خلال نشر ثقافة عالمية واحدة تخترق الثقافات المختلفة بحيث تحولها إلى توابع تسبح في مدار هذه الثقافة العالمية الجديدة . قرية صغيرة وقال زين العابدين المخزومى ويعمل (معلم الفقه وأصوله بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت) :لعل العولمة -كمفهوم- أكثر مفهوم أثر على حاضرنا من حيث واقعنا الاجتماعي والثقافي والعلمي والفكري. فما كان صعباً في السابق صار اليوم أسهل وأيسر وما كان بعيداً بالأمس صار اليوم أقرب.والعولمة كعولمة ليست مشكلة بحد ذاتها، لكنها مشكلة مع من يلامسها بيده، فلذلك يتصادم كثير من الناس مع العولمة للأثر السلبي الذي أوقعته في بعض نواحي حياة الناس ولهذا هم يعارضونها. لكن لو نظرنا لها من جوانب سليمة مشرقة لعلمنا أنها ليست إلا سبباً في تقارب الزمان والمكان بين البشر فما كان بالأمس عالماً كبيراً واسعاً في مخيلتنا، صار اليوم قرية صغيرة يتشارك فيها الجميع. |
|
20-03-2013, 07:41 PM | #3 |
مشرف عـام المنتدى
(ابو سعد) |
رد: العولمة وأثرها على السلوكيات والآخلاق
الإنسان العربى
ومن جانب آخر أشار الدكتور إبراهيم صبحى :إن العولمة كان لها آثارها وتجلياتها ( المعولمة) على كافة المستويات .. منها الثقافي والسياسي والاقتصادي خاصة في البلدان العربية وهنا سنحاول رصد بعض من هذه الآثار والتجليات التي أثارت لدى الإنسان العربي هواجس لا حد لها .. فالإنسان العربي يمر في الوقت الراهن بظرف تاريخي متدهور .... يعاني آثاره السلبية التي تدفعه لان يفكر وبصورة ملحة لإيجاد أجوبة تسعف حالة الركود الاقتصادي والجمود الفكري التي يعيشها . والعولمة ما هي إلا محو الحدود الثقافية وكسر الخصوصيات المحلية .. وتفتيت القوميات .. وهي في ذلك تسعى لأن يكون هناك صيغة واحدة موحدة على مستوى العالم .. بينما العالمية هي الانفتاح على العالم .. والتعرف على الثقافات المتنوعة .. أي التعرف على الآخر دون محو خصوصيته أو إلغاء هويته أو الإجهاز على حدوده .. فالعولمة والعالمية موقفان متناقضان اتجاه العالم والآخر .. فإن وجدت العالمية تلغى العولمة .. وإن وجدت العولمة لا يكون هناك عالمية ولكن يوجد تخلف وتبعية وتقليد .. إن العولمة هي اكتساب صفة عامة واحدة تلغي معها كل معاني الإنسانية. حصان طروادة الجديد للتوغل والهيمنة باستهداف الحزام العربي والإسلامي طوى الاستعمار القديم صفحته العسكرية ورحل، لكن لم يدع مستعمراته القديمة تهنأ بحريتها وتبني أو تعيد بناء ذاتها، وكأنه وريث لها في مقدراتها وخيراتها، فظل يتربص بها ويبحث عن قنوات جديدة تضمن له الوصاية، وقد كانت العولمة هي حصان طروادة الجديد لاستعادة المجد الاستعماري لا بالسلاح بل بأدوات عصرية تضمن له استنزاف خيرات هذه المجتمعات .. وإذا كان قدر العالم العربي والإسلامي بأنه جزء لا يتجزأ من الحزام القديم للدول الاستعمارية والتي عينها عليه وتدير الكون عبر العولمة التي تبدو ذات وجهين الحداثة والتحديث من جانب واخترق القيم والثوابت من ناحية أخرى، الأمر الذي يفرض ضرورة أن يتم التعامل معها وكأنها دواء مر والعبرة بالتشخيص الصحيح للداء حتى ننتقي منها ما يتلاءم وبيئتنا ويحافظ على صمودنا في مواجهة ما تحمله من أوجه مخاطر.. ترى ما هي رؤية الدبلوماسيين العرب.. هذا ما سنتابعه: الظهور في الصورة من جانبه يرى السفير الدكتور خالد زيادة سفير لبنان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، أن العولمة هي مسار كوني ونتاج لتراكمات كثيرة في مجالات عديدة ومتنوعة، على المستوى الاقتصادي عامة والتكنولوجي خاصة، الذي شهدا تطورات سريعة ومتلاحقة في وسائل النقل والاتصالات على مستوى البضائع والأفراد، ولم يعد يخفى على أحد الطفرة التي حققتها ثورة الاتصالات في مجالات الهواتف الذكية والإنترنت، وكلها ساهمت في تحويل العالم إلى قرية كونية كبيرة. واوضح زيادة أنه قد يخطئ من يظن أن العولمة تسير في اتجاه واحد، وإنما هي تأخذ مسارات متعددة بمشاركة كل الأمم ، وقد تلتقي وتتقاطع، لكن المهم أن العولمة ليست سياسة دولة بعينها، أو تستهدف طرفا بعينه أو دولة محددة، مؤكداً أنه قد يجانب الصواب من يحصر العولمة في منظور المقارنة التي تحاول تصنيف العولمة إما جانب الشر أو الخير، فمثل هذا لا يجوز أن تقاس به الأمور كما لا ينبغي أن تأخذ كل وقتنا، ويجب علينا أن نجعل جوهر ما يشغلنا أن نعتبر أنفسنا جزءا من هذا العالم، وما يناله سوانا ينبغي أن نناله نحن بدرجة أولى ، وما تستفيد منه الأمم الأخرى يكون لنا منه نصيب، فالعالم يتغير وعلينا أن نفهم ما يجري من حولنا حتى لا نكون بعيدا عن الصورة . الوجه الآخر من جانبها رأت الدكتورة تغريد عبده الحجلي رئيسة مكتب المرأة بالمجلس الوطني السوري، أن العولمة اخترقت حياتنا وواقع نعيشه ومنتجات نستهلكها ومفردات تنفذ حواجز الجدران عبر الأثير بدون استئذان ، وتؤثر فينا ، حتى ولو لم نكن راغبين في ذلك، موضحة أن ذلك إنما يعود في الأساس إلى طبيعة الأسس التي تقوم وترتكز عليها فلسفة العولمة، والمتمثلة في جوهرين وهما: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والليبرالية الجديدة، والتلاقح بينهما ينتج تقلص للسيادة الوطنية للدول وتهميش لدورها. وأضافت إن للعولمة وجهين، وإذا كنا في زحمة الحياة لا نكاد نرى غير الوجه الباسم للعولمة إلا أن هناك وجهاً آخر أشد خطورة، يتمثل في إن العولمة سعي لمحو الإرادة الوطنية المستقلة للدول والشعوب، فهي والدولة الوطنية المستقلة نقيضان، وجود احدهما ينفي وجود الأخرى، فالعولمة تتطلب فتح الحدود ورفع الدولة عن الحواجز الجمركية وحرية انتقال الأموال عبر البنوك وإلغاء القطاع العام والإسراع في خصخصته، وعلى هذا ليست وظيفة الدولة حماية الاقتصاد الوطني بل تشجيع الاستثمار الأجنبي. العولمة تتطلب الدولة الرخوة الضعيفة على حد وصف البعض بمعنى أن ترخي الدولة القوية قبضتها شيئا فشيئًا عن الاقتصاد تحقيقا لمصالح الشركات متعددة الجنسية أي غرض العولمة تقليل قيمة الدولة لصالح تلك الشركات وأن تتحول الدولة الى حامٍ لمصالحها. إن العولمة ليست مشروعا يخدم مصالح كل الشعوب، بقدر ما هي موجهة لفرض هيمنة القطب الواحد على مقدرات الشعوب الأخرى، وأن مفهوم فرض الهيمنة قد تطور من الغزو العسكري واحتلال الأراضي إلى الوسائل الاقتصادية والغزو الثقافي لسلب ثروات الشعوب المستضعفة. التكتل هو الحل من جانبه أكد رجب معتوق ( الليبي الجنسية )الأمين العام للاتحاد الدولي للعمال العرب، على أهمية بناء تكتل اقتصادي عربي قوي لمواجهة التحديات التي تفرضها العولمة. واضاف إن العولمة ليست مشروعا يخدم مصالح كل الشعوب، بقدر ما هي موجهة لفرض هيمنة القطب الواحد على مقدرات الشعوب الأخرى، وأن مفهوم فرض الهيمنة قد تطور من الغزو العسكري واحتلال الأراضي إلى الوسائل الاقتصادية والغزو الثقافي لسلب ثروات الشعوب المستضعفة. موضحاً أن تحكم الشركات دولية النشاط في الأسواق العالمية عامة والعربية والإسلامية خاصة أدى إلى الإضرار بالأيدي العاملة المحلية وزاد من نسبة البطالة والفقر، وبالتالي أصبحت العولمة كشقي رحى تطحن الناس وتدمر تماسكهم الاجتماعي، وتعمل على تعميق التفاوت في توزيع الدخل والثروة بينهم، واتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء، التي أدت لانتشار ظاهرة التربص الاجتماعي داخل المجتمع الواحد. لا للهروب من جانبه أكد الدكتور رائد الجبوري الباحث العراقي في الدكتوراة بجامعة عين شمس، أن أخطر ما في العولمة من ملامح محاولة مساسها بالثوابت الدينية التي تدعو وتحث عليها الأديان والدين الإسلامي على وجه التحديد كالأمر بالفضائل والمعروف، وكذلك القيم العربية الأصيلة، كالنخوة والشجاعة والوفاء بالعهد، حيث تحاول العولمة إزاحة كل ذلك لتحل محله ما تتبناه من قيم لنشرها في مجتمعاتنا من قيم زائفة ودخيلة على تاريخ أمتنا وتراثها الحضاري والفكري. وقال الجبوري، إن فقه التعامل مع الواقع يفرض علينا ألا نكون كسياسة النعام، ومن الأهمية أن نربي أجيالنا والنشء على اعتزازه بهويته بعمقيها الديني والحضاري والتي لا بديل لها من أية حضارة أخرى مهما بدا في زينتها، خاصة وأن ثقافتنا التي بطبيعتها عالمية، قد أبدعت وأضافت وأعطت، وأنه رغم خصوصيتها كانت وستظل إنسانية شاملة، لا بتراثها الإسلامي ـ وهو ذروة عطائها ولكن بما تجاوزته من عناصر الحضارات الأخرى، وبلغتها العربية وفنونها وآدابها، وأنه متى أمتنا أرادت مواجهة مساوئ العولمة فلا يكون ذلك إلا بالتعليم والتدريب والتثقيف والتحصين ورفع الكفاءة وزيادة الإنتاج ومحاربة الجهل وخفض معدلات الأمية المرتفعة، والعمل على النهوض بالأمة في شتى الميادين دينيا وثقافيا سياسيا وعسكريا واقتصاديا وتقنيا، ومحاربة أسباب التخلف والفساد. طوق النجاة من جانبه أكد السفير الدكتور عبدالملك المنصور مندوب اليمن السابق بالجامعة العربية، أن العولمة هي حصان طروادة الجديد ليعبر به دعاة الهيمنة للتوغل والهيمنة على العالم بصفة عامة والحزام العربي والإسلامي خاصة، موضحا أن العولمة وفقا لمفهومها العلمي المبسط تتستر خلف شعارات إزالة الحواجز بين الأمم والشعوب والانفتاح على الآخر، وبالفعل قد بدأ ذلك بالجوانب الاقتصادية وإلغاء الجمارك الذي استفادت منه الدول الغربية المصدرة فانسابت بضائعها تغرق الأسواق العالمية، وسقطت تحت أقدامها الصناعات الوليدة في المجتمعات النامية والتي تعتبر الدول العربية والإسلامية شريحة منها، وليت الأمر توقف عند حد السلع والبضائع، لكنه تخطى التأثير تلك الجوانب المادية إلى الشاطئ الآخر عند المحيط الثقافي، حيث هناك تعمد واضح لتلتهم عصا الثقافة الغربية كل ما تلقيه الثقافات الأخرى، حتى تذوب وتندثر أضاف المنصور: إن شر العولمة واقع لا مفر منه، ولكن المهم كيف نواجهه كأمة عربية وإسلامية بالتنسيق مع باقي المجتمعات في دول العالم الثالث والنامية التي تقاسمنا تلك الهموم المشتركة، من أجل أن تكون هناك إستراتيجية واضحة المعالم، تنشر فلسفة ضرورة التمسك بالثقافات المحلية والقطرية وتقوية النزعات القومية، وإحياء الدور الحضاري للأمم صاحب الإرث القديم، ثم الإعلاء من قدر لغتنا العربية والاحتفاء بها وتعريب العلوم، والتمسك بقيمنا وثوابتنا الدينية التي حثنا عليها الإسلام، كطوق نجاة من الغرق في العولمة . لا مساس بالثوابت من جانبه أكد توفيق العلاف مدير وكالة الأنباء السعودية في القاهرة على ضرورة عدم إغفال الواقع، وأن كأس العولمة رغم طلاسمه فقد يكون لازما أحيانا، إلا أن المهم إذا كنا نتعامل معه كدواء مر، فينبغي أن يكون تشخيصنا للداء صحيحا أولا وقبل كل شيء، وحينما نضع أيدينا على مواضع الألم في جسدنا، يكون بمقدورنا أن نغربل وننتقي من العولمة ما يتوافق معنا ونطرح جانبا ما يتنافى وطبائعنا وعاداتنا وتقاليدنا. وأوضح العلاف أن الانفتاح على العولمة والمعلوماتية في مستوياتها وأبعادها المختلفة أمر مرغوب فيه، بل وضروري أحيانا، لكنه ينبغي أن لا يؤدي إلى المساس بمقومات الهوية الثقافية العربية الإسلامية وثوابتها، وكذلك عدم المساس بالخصوصية الوطنية لللأمة، أو المؤسسات المسؤولة عن التنشئة الاجتماعية، وأن تهيئ الوسائل والأدوات المناسبة لحماية أبنائنا وتوعيتهم، وأن تحصنهم، وتزودهم بالمهارات العقلية وبالقيم الأخلاقية القادرة على الوقوف في وجه الثقافات الدخيلة عبر الأثير. هل يصبح العالم بلا حدود ؟ ابحث عن «العولمة»..! ما علاقة العولمة بالحداثة ؟ هل هي امتداد لها ؟ أم أنها محاولة لهدم القديم تماماً، بحجة الانفتاح والتلاقي بين الشعوب والحضارات، ما قد يرسخ لبقاء الأقوى، وتلاشي الضعفاء تماماً ؟ عن هذه الإشكالية، كانت هذه الرؤى والأطروحات : امتداد للحداثة بداية، ترى الكاتبة السعودية د. ملحة العبد الله أن العولمة امتداد للحداثة، معتبرة أننا كثقافة عربية لا نعير المدارس الفلسفية الغربية أي اهتمام، بينما الحقيقة غير ذلك، فكل الأفكار والمدارس تتسرب إلى عروقنا كالماء والهواء، فتغير في تركيبتنا النفسية والاجتماعية والتاريخية والعلمية وكل معطيات الحياة، فالسماوات المفتوحة أصبحت تشكل فضاء لا فكاك منه، وأشارت إلى موسوعتها (حكمة النقد بين الأنس والاغتراب) التي تبنتها وزارة الثقافة والإعلام السعودية بأن اشترت الطبعة الأولى بأكملها، ومما نتج عن هذا المبحث الهام هو تلك الهوة السحيقة بين الفرد والنخبة في ضوء ثقافة العولمة المفتوحة ما نتج عنه ثقافة النزوح المكاني والزماني، وبذلك خسرنا جيلا كاملا نازحا نحو العولمة رضينا أم أبينا، ما أسفر عما سمته "ثقافة النزوح"، وتضيف أن المسألة شديدة الخطورة، لأنه لم تعد هناك حدود وتأشيرات، فالانسان ينزح في ثوان ويتجول في العالم يتأثر ويؤثر ثم يعود إلى واقع قد لا يرضى عنه, محذرة من غضب عارم لدى الفرد خاصة الشباب العربي .. هذا أولا. ثانيا : فلسفة إسقاط الكاريزما التي نادى بها روي أنديك وتوماس فريدمان وغيرهما، باعتبار أنه يجب إسقاط أي كاريزما ابتداء من الأب وانتهاء بالسلطة. ثالثا : زحزحة النسق: وهو أهم من عنصر الفلسفة التفكيكية التي تعتمد على( إزاحة المقولات، إزاحة كاملة للتعارض الكلاسيكي للنسق، تصدع الخطاب، تآكل الخطاب، نفي البرهان المنطقي، الاتكاء على فكرة السبب، لا يلجأ الى مبدأ منطقي، بل يستخدم المبدأ نفسه، قلب التراتبية فيصبح السبب أصلا، انهيار فكرة النسق ) وكثير من المبادئ التي يظنها الفرد منا مجرد تنظيرات وهذا ما نراه في الخطاب عبر الفضائيات، حيث إن كل فرد يرى الحقيقة المطلقة من وجهة نظره ولا حقيقة غيرها فتتقطع أواصر الحوار المثمر، نعم يوجد حوار ولكن لا فائدة لعدم اقتناع أي فرد بوجهة نظر الطرف الآخر، وذلك نتاج ما ذكرته في العناصر السابقة التي لا يتسع المجال لشرحها. قد يريد أن يعظم فكرة الكذب، فالكذب لدية عنصر عام لأنه يرى أن أي قول يصدر من المخيلة، فالمخيلة دائما كاذبة، وبالتالي لا حقيقة مطلقة وهذا واضح في علاقاتنا الخطابية والثقافية في الوطن العربي كله وليس في بلد بعينه، وعليه فإن استيراد هذه الثقافة، بل اقتحامها حياتنا دون استئذان يتوجب دراستها وما مدى تأثيرها على وطنيتنا، لانها أنتجت في وطن مغاير قد لا يصلح لنا، وعليه فإنني وجدت سمة من الاغتراب في الواقع الثقافي نتاج كسر الجسر بين النخبة والعامة فلم نهتم ونتدارس هذا الفكر الجديد. لماذا نكرهها ؟ من جهته، يقول الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية : العولمة تعني ازالة الحواجز أمام حركة الناس والمنتجات والصناعات. أعتقد أن امريكا كانت عنيفة جدا في العولمة، لذلك سميت العولمة بالأمركة وأن ثقافة واحدة تغني عن جميع الثقافات، لكن في اوروبا بشكل عام التنوع في الثقافات يعني ثراء في العولمة، نجد في باريس أنواع ثقافات مختلفة، لان باريس ضد العولمة التي تفرض نفسها، لذلك أعطت مساحة للثقافات الأخرى، وأكد أنه شخصياً يرفض الافكار الاستعمارية الاستعلائية، لأن العولمة تعني تغليب ثقافة على ثقافة أخرى ولا وجود لمن يختلف مع هذه الثقافة، وأعتقد العالم الثالث ظل يعاني سنوات طويلة من الاستبداد، وأصبح يكره فكرة العولمة باعتبار أنها تعني الهيمنة الأمريكية، ما جعل الجميع يكره العولمة تماما. حيث لا ندري أما الدكتور محمود الضبع أستاذ النقد بجامعة قناة السويس، فيقول: إن العولمة هي التي أحدثت الثورة التكنولوجيا على هذا النحو لا يمكن السيطرة عليها في إطارها. كما أنها تتدخل في كل شئ بدءا من تدجين الحياة نفسها ، وما حملته من هندسة وراثية غدت تتحكم في كل حيوي، كذلك .. تمتلك المهارات الثلاث الساحرة القادرة على اختراق الزمان والمكان والانتشار بخفة. أما المأزق التكنولوجي فلا يتمثل في المعرفة بكيفية استخدام التكنولوجيا ، ولا في نقل وسائلها، لكن في إمكانات إنتاجها، إذ ستنمحي أمم بأكملها ما لم يكن لديها هذا الإنتاج وستزول معارف وثقافات ولغات وعلوم، وسيتحول العالم إلى كوكب بيوتكنولوجي يترابط لا سلكيا ويطرد من بين أصابعه العوائق والسدود التي تقف في طريقه. إنه مأزق الحياة أمام الحياة، والوجود أمام العدم، والطريق يمضي سريعا إلى حيث لا ندري، ويضيف : إن الحداثة نقلة نوعية في النظر للحياة، حيث تشير إلى التجديد والتحديث في بنية الفكر بدءا من الهجوم على القديم غير المناسب لروح العصر وانتهاء بالدعوة لحرية الفكر مهما كانت أبعاده، فنية أو ثقافية أو عقدية وهو ما كان يتناسب مع المجتمعات الغربية التي كانت تسعى لتقويض سلطة الكنيسة والدين لصالح الفكر الحداثي، وإن كان هذا الطرح قد أوقع الحداثة العربية في مأزق الصراع مع الدين والقيم الأخلاقية والموروث الفكري ما أدى لأزمة عربية لم تصل إلى حل حتى وقتنا الراهن. غموض وسوء فهم من جهتها، تقول الطالبة السعودية تركية الطويرقي، ماجستير أطفال ذاتويين بكلية رياض أطفال جامعة القاهرة : إن العولمة ليست مفتاحا للسعادة أو منقذا ينتشلنا من الفقر والأمية والواقع المر. هي أيضا ليست غولا أتى لابتلاعنا، فلا هي خير خالص، ولا هي شر خالص، لكنها نظام عالمي ساري المفعول فيه من السلبيات مما فيه من الإيجابيات، فعلينا أن نتحصن ضد كل ما هو خطر ومهدد في نظام العولمة ونتسلح ضده سواء في الاقتصاد أو في السياسة أو في الثقافة، وعلينا أيضا أن نحسن استغلال الفرص التي تقدمها العولمة، فالحل ليس في رفضها والانغلاق على الذات، فلا نملك - نحن دول العالم الثالث - القوة الفاعلة أو حتى الوقت في التردد و الاختيار، لذلك أجد نفسي من منطلق اهتماماتي بالطفولة ان أحمل المؤسسات التعليمية توجيه الناشئة للاستخدام الأمثل للتطور المعلوماتي من خلال اكتشاف مواهبهم وابداعاتهم والابتعاد عن الاتجاهات السلبية في استخدامها. امتداد طبيعي يقول محمد المرحومي رئيس اتحاد الطلبة السعوديين بمصر، والطالب بالاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري : إن العولمة تمثل امتداداً طبيعياً للحداثة، لكنها في الوقت نفسه تشكل تجاوزاً لها، بل لعلها أقرب إلى مرحلة «ما بعد الحداثة» التي قامت فكرتها على الانطلاق من تجربة الحضارة الغربية ومن ثم إجراء مراجعة نقدية لها وتجاوزها، والتأسيس لوعي حضاري جديد أساسه تنوع الثقافات والتعددية والسياسية والحضارية، وقد تزامن بروز اتجاه «ما بعد الحداثة» مع صعود ظاهرات جديدة تمثلت في انتقال الرأسمالية إلى طور الرأسمالية العابرة للقوميات وظهور وقطور مراكز رأسمالية عالمية جديدة ومتنافسة وانتشار النتائج العظيمة للثورة العلمية التكنولوجية الثالثة وبروز طبقات اجتماعية جديدة. عالمية الإسلام وأضاف الطالب السعودي محمد مبارك ( ماجستير بكلية العلوم جامعة القاهرة إن الله - عز وجل - مَنْ علينا وأكرمنا بعظمة الإسلام بما يضمه من ثقافة وعلم وسلوكيات أخلاقية وتداولات اقتصادية ما ان طبقناها كنا أفضل الأمم، بالاضافة الى ما كان ومازال لأمتنا من تاريخ أتى عليها الإسلام ليتمم عليها تلك المكارم. ففي عصر اصبح العالم متقارب المسافات - إن وجدت - يجب هنا ان ندرك اننا لسنا نعيش بمعزل عن العالم ولا نحن الحلقة الأضعف بين الأمم، بل يجب التمسك بحضارتنا ونهجنا البناء في الحوار لنشر ثقافتنا وتبيانها للشعوب لا فرضها وايضاً تقبل نهج وثقافات الشعوب الأخرى واحترامها دون التأثر بها وفقد جزء من هويتنا. نعم تلك هي العولمة التي يجب ان نكون الجزء البناء القوي منها علميًا وثقافياً وتقبل الحسن منها ودرء السيئ. الجدير بالذكر ما قام به الملك عبد الله بن عبد العزيز - أطال الله في عمره - من مجهودات جمة علمياً وأدبياً لنكون منبراً لمواكبة حداثة العصر والتطورات السريعة في شتى المجالات لنكون جزءا لا يتجزأ منها محلياً لنهضة المملكة، وعالمياً لتجارب يستفاد منها. |
|
20-03-2013, 07:42 PM | #4 |
مشرف عـام المنتدى
(ابو سعد) |
رد: العولمة وأثرها على السلوكيات والآخلاق
«غفلة» المرأة عن أفكار دول «العولمة»..إنفراد قرآني
الأحد 2013/3/17 10:50 ص آيات عبد الباقي: مع تشابك الافكار بين دول اوروبا باسم العولمة واجتماعها حول ضرورة ادراك المرأة والرجل كل شيء في الحياة حتى وإن لم يناسب وقت المعرفة حالة الاثنين، ومن ذلك تعليم تفاصيل دقيقة تخص العلاقة الزوجية لغير أهلها من الشباب ،وصل الحال أن تزداد جراءة تلك الدول التي تتكلم باسم الحرية أن تصدر وثيقة عن المرأة تعطيها الحرية الجنسية وتساويها بالميراث مع الرجل!! ولهذا قد نبهنا القرآن الكريم أن المرأة المؤمنة المحصنة غافلة ، وترى أي شيء تغفل عنه المحصنة المؤمنة، إنه الشيء ذاته الذي يجاهدون مرارا ليجعلوا المرأة الأداة له بل والمعلمة لأساليبه -والعياذ بالله- وسبق أن حذر القرآن من ذلك بأن وصف المحصنات المؤمنات بالغافلات،ولنلاحظ أن ذكر المرأة هنا إنما جاء بعد التحصين أي الزواج، لأن المرأة قبله بالفطرة يلزم عليها الغفلة في شأن هذه الأمور الغرائزية، (( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)) النور: 23 يقول الدكتور "صالح ابن حميد" عالم دين سعودي: إنه وصف عظيم لطيف محمود يُجَسّد المجتمع البريء والبيت الطاهر الذي تشب فتياته زهرات ناصعات لا يعرفن الإثم، إنهن غافلات عن ملوثات الطباع السافلة. وإذا كان الأمر كذلك فتأملوا كيف تتعاون الأقلام الساقطة، والأفلام الهابطة لتمزق حجاب الغفلة هذا، ثم تتسابق وتتنافس في شرح المعاصي، وفضح الأسرار وهتك الأستار، وفتح عيون الصغار قبل الكبار؟!ألا ساء ما يزرون!! ولنلاحظ أن الله تعالي ذكر الغافلات قبل المؤمنات ذلك لأن الغفلة عن هذه الأمور التي تدخل في باب الزنا والمحرمات، تزيد الإيمان وتكسب المرأة العفة والحياء ومن ثم تنطبق عليها صفة المؤمنة، ولنعلم أن الغفلة غير الجهل، فليس شرط أن تكون الغفلة هنا عن عدم إدارك ، بل يمكن أن تكون المرأة تعلم من تلك الأمور بالفطرة القليل ، لكن دورها هنا يحتم عليها الغفلة أو تجاهل مطالب النفس تجاه تلك الأمور. خبيرة التنمية البشرية رانيا الماريا تكتب.. العولمة وطمس الهوية كلمة العولمة توحى عند سماعها بمفاهيم عديدة منها الاندماج والإتحاد فى كيان واحد وهو العالم الذى يجمعنا جميعا حتى تنصهر الحدود وتتداخل الدول فى مصالح مشتركة حتى يصبح الهدف واحد وهو الكيان الواحد، ولكن هذا الكيان الواحد من يقوده؟؟؟ أم هو بلا قائد محدد؟؟؟ أم هو قائد مجهول أم متخفى؟؟؟ وهل هذا الاندماج من أجل مصلحة الجميع أم أن المصالح تتضارب وتتمركز لصالح جانب على حساب الآخرين؟؟؟ كل هذه التساؤلات باتت حتمية الإجابة عليها حتى نستطيع أن نتصدى لهذا الطوفان المسمى بالعولمة. ومن تعريفات العولمة بأنها تلك العملية التى يتم من خلالها تعزيز الترابط بين شعوب العالم فى إطار مجتمع واحد فى سبيل تحقيق الرفاهية للجميع أو هى تلك العملية التى فيها تحويل الظواهر المحلية والإقليمية إلى ظواهر عالمية، وتعرف أيضا إنها تكامل الاقتصاديات القومية وتحويلها إلى اقتصاد عالمى، ويرى البعض أن العولمة ما هى إلا محاولة لأمركة العالم أى نشر الثقافة الأمريكية. وما سبق من تعريفات لمفهوم العولمة يجعلنا نتساءل أكثر هل العولمة جاءت نتيجة التطور والتقدم التكنولوجى والانفتاح العالمى وثورة التكنولوجيا والمعلومات، حتى أصبحنا بعد أن تحولنا من عالم كبير إلى قرية صغيرة ثم إلى غرفة صغيرة ثم مؤخرا إلى شاشة موبايل لا يتعدى حجم الكف، تستطيع أن تتجول حول العالم منها على صفحات الإنترنت، لتعلم ما يحدث فى العالم من خلال هذه الشاشة، ويستطيع القائد المزعوم إدارة شئون العالم من هذه الشاشة، وهل ما يحدث اليوم من ثورات الربيع العربى هو قرار جماعى من الشعوب العربية للتغيير أم هو تحكم عن بعد من هذا القائد المزعوم؟ ما يحدث الآن فى العالم من محاولة سيطرة القوى العظمى على مقاليد العالم من تحت ستار هذا المفهوم الجديد الذى يلبس أثوابا عدة مثل الثوب الاقتصادى المتمثل فى الشركات متعددة الجنسيات التى تسيطر على أكثر من 60% من التجارة العالمية ففى عام 2001 رصدت 65 شركة متعددة الجنسية تمتلك 850 ألف فرع خارجى، وتوظف 54 مليون فرد منها 53 شركة أوروبية و23 شركة أمريكية. والثوب السياسى المتمثل فى انتشار التيارات الفكرية والسياسية التى تنادى بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، ومن ثم إنشاء المنظمات الدولية والتى تسيطر على إدارة العالم مثل الأمم المتحدة، وصياغة القوانين الدولية التى تشرع القوانين العالمية، ومنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولى والبنك الدولى كل هذه المنظمات ما هى إلا أشكال وأثواب لمفهوم العولمة وهدفه المتوارى هو التحكم فى العالم ولكن من هو الحاكم المتحكم المجهول فى كل هذه المنظمات؟؟؟؟ وتعددت الأثواب ولكن ما ورائها واحد ومؤخرا ظهر الثوب البراق، الثوب الاجتماعى والفكرى بما فيه من دعوات للتجديد والتحديث أو مصطلح خليك مودرن وهيمنته على المعتقدات والتقاليد والعرف ليستبدلها بأخرى مستحدثة ولكن على الطريقة العالمية، فباتت الهوية المحدثة تتنصل من الهوية الحقيقة فأصبحنا نرى من المظاهر الاجتماعية الغريب والحديث على مجتمعاتنا بدئا بالوجبات السريعة والجينز والموسيقى الصاخبة والديسكو نهاية بالفجور والإلحاد والإباحية والتعرى، حتى أصبح شىء يجهر به على صفحات الإنترنت بلا خجل أو خوف أو حتى تردد وأصبح المفهوم السائد للإباحية أو بمعنى أصح المبرر له هو الحرية! كيف نسيطر على هذه الموجه التى ستبتلع العالم فهى قادمة ولا مفر منها ولكن كيفية مواجهاتها هى النجاة، فالتمسك بالهوية أمام المسوخ التى تصنعها العولمة، والاعتماد على روح المجتمع فى الحفاظ على هويته، والمعول هنا الإنسان الفرد فى الرجوع إلى القيم الدينية والإنسانية العليا، والتمسك بها هى الحل لمواجهة الطوفان. وتبنى سياسة الدول فى التركيز على مصلحة الدولة أولا وفرض القوانين التى تحافظ على مساس مقدراتها وثرواتها والعمل الجاد المخطط على استقلال المؤسسات المالية الوطنية وتوجيه الاستثمارات إلى القطاعات التى من شأنها زيادة الدخل القومى والتنمية، ولا نغفل سلاح العصر وهو التكنولوجيا والبحث العلمى ومحاولة الاعتماد على الذات وليس الاكتفاء الذاتى حتى نصبح قوة لا تخترق ويتعامل معها العالم من منطلق المنفعة المتبادلة وليس من منطلق مص الدماء، وحتى لا تبقى الشعوب أحياء بلا حياه فلنتمسك بالهوية ونستغل إيجابيات العولمة ونتغلب على سلبياتها حتى تصبح العولمة كالموجة التى ترفعنا إلى عنان السماء وليس الموجة التى تغرقنا داخلها وتبتلع الخيرات. |
|
20-03-2013, 08:04 PM | #6 |
عضو بلاتيني
|
رد: العولمة وأثرها على السلوكيات والآخلاق
العالم في زمن العولمه هو عبارة عن قريةٍ صغيره كالسكين ممكن أنْ تخدمك لأغراضك ولمطبخك وممكن أنْ تقتل !! ونحتاج للتحصين مثل التطعيم الطبي كثقافه دينيه وتربويه ووعي وإدراك وإعطاء الحقوق لأهلها وحرية الرأيء وتوفير سبل العيش الكريم عندها أهلاً بالعولمه فهي تشابك مصالح ومنافع والخوف كله ينبع من تصادم الأديان والثقافات !!!! موضوعك طويييييييييييييييل كتنويع ويحتاج لكل نقطة نقاش مقام بحث أطول بارك الله لك وبك |
|
21-03-2013, 06:02 AM | #7 |
مشرف عـام المنتدى
(ابو سعد) |
رد: العولمة وأثرها على السلوكيات والآخلاق
حياك الله اخوي ابو جهاد
واشكرك على المرور الكريم |
|
21-03-2013, 06:07 AM | #8 | |
مشرف عـام المنتدى
(ابو سعد) |
رد: العولمة وأثرها على السلوكيات والآخلاق
اقتباس:
والموضوع وجدته بمنتدى مجاور لأحد الاحباب الغيورين وقرأت منه الصفحة الاولى فأعجبتني ولم استطيع أن أستأثر بما قرأت لنفسي فاستاذنته في نقل الموضوع ونقلته لمن يريد أن يقرأ فقط.. اشكرك اخوي ابو غسان والموضوع يستحق من وجهة نظري القاصرة أن يُقرأ على فترات . |
|
|
|
|