الذكاء الاصطناعي والتعامل مع البيانات الضخمة

الذكاء الاصطناعي والتعامل مع البيانات الضخمة

ياو زينج
الثلاثاء 9 سبتمبر 2025
يعتمد الإقراض، الذي كان في السابق حكرًا على اليين ومسؤولي القروض، بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة. تستخدم منصات التكنولوجيا المالية غير الية سجلات الدفع والتعلم الآلي لخفض تكاليف البحث، وتجاوز متطلبات الضمانات، وتسريع الموافقات على القروض، والوصول إلى المقترضين الذين غالبًا ما تتجاهلهم البنوك التقليدية. تتدفق البيانات، بدورها، بحرية أكبر بين المقترضين والمقرضين، ما يُدرب آلات أكثر دقةً وتكيفًا.

يتجلى هذا في الهند. فالتجار الصغار الذين يعتمدون بشكل أكبر على المدفوعات غير النقدية ذات المسارات الورقية المفصلة والقابلة للتتبع يحصلون على فرص أفضل للحصول على قروض رأس المال العامل. فهم يدفعون أسعار فائدة أقل، ويكونون أقل عرضة للتخلف عن السداد. في الواقع، تُمثل البصمات الرقمية درجات الائتمان الجديدة.

عززت حلقة التغذية الراجعة لبيانات الائتمان قوة شركات التكنولوجيا الكبرى. منصات مثل مجموعة أنت التابعة لعلي بابا، وأمازون، وميركادو ليبري في أمريكا اللاتينية تجمع الآن المدفوعات والتجارة الإلكترونية والائتمان. ويتجاوز حجم دفاتر قروض المستهلكين والشركات الصغيرة الآن حجم العديد من البنوك. يوفر الحجم الراحة، ولكنه يوفر أيضًا التركيز: يمكن للمنصة التي تتحكم في زر الدفع أن توجه المقترضين والتجار بعيدًا عن البنوك المقرضة المنافسة، ما يثير تساؤلات صعبة حول المنافسة.

الحجم ليس الشاغل الوحيد.

لأن شركات التكنولوجيا الكبرى تقع خارج شبكات الأمان التقليدية، فإن القواعد التقليدية لرأس المال والسيولة والتسوية لا تنطبق بعد. في 2024، أوقفت أمازون فجأةً برنامجها للإقراض الداخلي للشركات الصغيرة، والذي تبلغ قيمته 140 مليار دولار، ما يُظهر كيف يمكن أن يتلاشى ائتمان المنصات في الوقت الذي تشتد فيه حاجة الشركات إليه. ومع دفع الإقراض القائم على الذكاء الاصطناعي والبيانات المزيد من الائتمان عبر عدد قليل من البوابات الرقمية، تبرز المزيد من التساؤلات بالتزامن مع ظهور احتكارات تكنولوجية ضخمة جدًا بحيث لا يمكن السماح لها بالإفلاس.


العملات المشفرة والمدفوعات الفورية


يُشكل تطور وساطة الدفع جوهر هذا المشهد الي المتغير. طُرح بيتكوين في 2008 خلال الأزمة المالية كبديل نقدي للمدفوعات. بُني بيتكوين على تقنية بلوكتشين، وكان يهدف إلى تجاوز البنوك التجارية والبنوك المركزية، مُقدمًا طريقة لامركزية لنقل الأموال دون الاعتماد على الثقة في المؤسسات. سواء أكان ذلك جيدًا أم سيئًا، لم يُوفِ بيتكوين بهذا الوعد أبدًا. فهو بطيء في التسوية، ومكلف الاستخدام، وشديد التقلب. بالنسبة لمعظم المؤمنين بالعملات المشفرة، فإن الأمر يتعلق أكثر بالذهب الرقمي وليس بالدولار الرقمي: أصل مضاربي، وليس عملة عملية.

ظهرت العملات المستقرة، وهي قريبة من البيتكوين، لإصلاح هذا الوضع. ومثل البيتكوين، تُعد العملات المستقرة أصولًا قائمة على تقنية بلوكتشين مصممة لتوفير خدمات الدفع. قد يعزز التشريع الأمريكي الجديد، بما في ذلك قانوني GENIUS وSTABLE، نموها بشكل أكبر.

يتمثل أحد الفروق المهمة عن البيتكوين في أن العملات المستقرة مرتبطة بعملات العالم الحقيقي، وعادةً ما تكون الدولار الأمريكي. تحتفظ جهات إصدار مثل سيركل (USDC) وتيثر (USDT) باحتياطيات في الودائع الية وسندات الخزانة وسندات الشركات للحفاظ على هذا الارتباط. لتجنب التقلبات الكبيرة في البيتكوين.

أظهرت العملات المستقرة إمكانات واعدة كبديل دفع اقتصادي وغير محدود. أصبحت العملات المستقرة شريان حياة في الأرجنتين وتركيا وفنزويلا، حيث يرتفع التضخم؛ يستخدم الناس العاديون في هذه الاقتصادات الآن العملات المستقرة للادخار وإرسال التحويلات المالية وتسوية المعاملات. إنها تتجه بثبات نحو تدفقات الدفع السائدة، حيث تدرس البنوك الكبرى والتجار الكبار إصدار عملاتهم المستقرة الخاصة.

ولكن، كما هو الحال مع صناديق الاستثمار المشترك وصناديق الاستثمار المتداولة، تفتقر العملات المستقرة إلى الضمانات التقليدية مثل تأمين الودائع والوصول المباشر إلى دعم البنك المركزي. في مارس 2023، عندما انهار بنك وادي السيليكون، فقدت عملة USDC التابعة لشركة سيركل ربطها مؤقتًا بعد فقدانها إمكانية الوصول إلى الاحتياطيات.

في العام السابق، تسبب انهيار عملة Terra المستقرة الخوارزمية في خسائر واسعة النطاق. يُسلط بحثي مع ما من جامعة كولومبيا وأنتوني لي تشانغ من جامعة شيكاغو بوث الضوء على معضلة جوهرية تواجه العملات المستقرة: كلما حافظت على استقرار الأسعار بشكل أكثر فاعلية، كلما أصبحت أشبه بالبنوك - ولكن بدون تأمين على الودائع أو مُقرض الملاذ الأخير، مما يجعلها أكثر عرضة لتدفقات الودائع. توضح هذه الملاحظات أمرًا واحدًا: قد تعمل العملات المستقرة بشكل جيد في الأوقات الجيدة، لكنها قد تتعثر تحت الضغط.


أستاذ مساعد في المالية، وباحث في كلية وارتون ـ جامعة بنسلفانيا، و في المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية.

بارك الله فيك