لتبليغ الإدارة عن موضوع أو رد مخالف يرجى الضغط على هذه الأيقونة الموجودة على يمين المشاركة لتطبيق قوانين المنتدى
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
18-11-2024, 06:15 PM | #1 |
عضو ذهبي
|
قمة العشرين والتحديات الكبرى
أ. د. محمد آل عباس
الاثنين 18 نوفمبر 2024 لا تزال قمة العشرين تكافح من أجل التغلب على التحديات الكبرى التي تواجه البشر، في معيشتهم، وتعايشهم، وتناغم كل ذلك مع التغيرات البيئية والإنسانية، فكما يقال إن مجموعة العشرين تتوافق على الأقوال ولكنها تواجه صعوبات في التنفيذ، فآخر اجتماعاتها في الهند 2023، نجح بصعوبة في العبور من أزمة الحرب في أوكرانيا واستطاعت المجموعة الوصول إلى بيان ختامي غير منقسم، لكن بعد الاجتماع ونشر البيان الختامي تبين حجم الانقسام الذي كان في أروقة المنتدى في الهند، حيت كتب المسؤول الهندي الذي يعد من أبرز منظمي القمة "إن النص التوافقي بشأن أوكرانيا في الإعلان الختامي تطلب "أكثر من 200 ساعة من المفاوضات المتواصلة، و300 اجتماع ثنائي و15 مشروعا". وقال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في ختام قمة الهند "لا يمكننا ترك القضايا الجيوسياسية تهيمن على مباحثات مجموعة العشرين لا مصلحة لدينا في مجموعة عشرين منقسمة، نحتاج إلى السلام والتعاون بدلا من النزاعات"، لعل هذا الحديث الأخير للرئيس البرازيلي يوضح ما ستأول إليه الأمور في اجتماعات القمة في البرازيل هذا العام، ولعلي اسميها قمة العودة للبحث عن "أهدافنا المشتركة". في هذا المسار سنجد المجموعة التي تريد تجنب النقاش الذي يؤدي للانقسام وهي تقدم موضوعاتها وكأنها تناقشها في مبنى الأمم المتحدة وليس ضمن المجموعة التي تعد أكبر منتدى اقتصادي على ظهر هذا الكوكب ويجمع 20 دولة إضافة لدول الاتحاد الأوروبي، تُمثل نحو 90% من إجمالي الناتج العالمي، و80% من التجارة العالمية، وتم عقدها عند مستوى القمة بحضور رؤساء الدول في 2009، لمواجهة تحديات الازمة المالية العالمية. هذه المجموعة الاقتصادية الطابع لم تعد كذلك في البرازيل، فاللغة السياسية التي انتهى إليها بيان قمة الهند تهيمن اليوم على بيان البرازيل المرتقب، فالأهداف الإنمائية تأخذ طابعا سياسيا أكثر وضوحا وهي تتحدث عن مكافحة الجوع في سياق العدالة الاجتماعية والاقتصادية وإضفاء الطابع الديمقراطي على إنتاج وتوزيع الغذاء، وعلى أسواق العمل، وتعزيز اقتصاد التضامن، وتوسيع حقوق النقابات، هذا إضافة إلى النقاشات حول إصلاح الحوكمة العالمية في مسار الديمقراطية مع تعزير الحديث عن تمثيل الجنوب العالمي، وإشراك المجتمع المدني في عمليات صنع القرار. وحتى موضوعات الاستدامة ومعالجة تغير المناخ كأبرز الموضوعات التي تحاول المجموعة الحفاظ عليها في السياق اتجهت مع قمة البرازيل نحو الحركات الاجتماعية وتكافؤ الفرص للعمال، مع معالجة العنصرية البيئية وفقر الطاقة. لا شك أن القضايا الاجتماعية تتقاطع مع القرار الاقتصادي، لكن مجموعة العشرين اقتصادية أولا، فهي تعالج المشكلة الاقتصادية المتمثلة في دعم الطلب والإنتاج وتحقيق توازن عالمي مطمئن، فلقد شهدنا خلال السنوات القليلة الماضية كيف خلقت أزمة كورونا تحديات لم نواجهها من قبل ولم نستكمل علاجها حتى الآن. فالتحولات في سلاسل الإمداد اربكت خطط عديد من الدول في إفريقيا، كما أن مشكلة التضخم وارتفاع أسعار الفائدة أربكت مسارات التمويل العالمية وتعرضت دول عدة لأزمات متكررة عند مقابلة استحقاقاتها، كل ذلك مع انقسام عالمي يشهده ظهور مجموعة البريكست التي ترسم نفسها كقطب عالمي متعدد الأطراف، ولا تزال قضايا الذكاء الاصطناعي تشكل هاجسا، ولم يتم استكشاف جميع مقومات الاقتصاد الرقمي فضلا عن السيطرة عليه في وقت يعلن فيه الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا عن دعمه للعملات الرقمية المشفرة، كل هذه القضايا كانت تحتاج إلى عمل كثيف، قبل أن تلبس مجموعة العشرين رداء الأمم المتحدة. هنالك ملف لم يغلق بعد وهو إصلاح منظمة التجارة العالمية، وهذا الملف المهم هو حجر الزوية في معالجة الحوكمة الاقتصادية، وهي مدار العمل لمجموعة العشرين وأهم مخرجاتها، لكن كما قال الرئيس البرازيلي "لا يمكننا ترك القضايا الجيوسياسية تهيمن على مباحثات مجموعة العشرين فلا مصلحة في مجموعة عشرين منقسمة"، لكن برغم جدية الخوف من الانقسام فإنه لا يعني بالضرورة التخلي عن مواجهة التحديات، وإلا ستجد مجموعة العشرين نفسها قد عادت إلى ما قبل 2009، عندما كانت منتدى لا قمة له. |
|
|
|