الحب ... ذلك الكنز المفقود ...
الكثير منا يسمع عنه ... وقد لا يكون عرفه يوما ...
هناك من ... ينكرون وجوده ... و البعض يزعمون أنهم عثروا عليه ...
.....
وللحب علاقة وثيقة فيما أصبوا إليه من الكتابة في التحليل الفني ...
فالبحث عن الثراء في أسواق الأسهم ... والبحث عن الحب في الحياة العامة ...
لهما نفس المشاكل ولهما نفس الطريق ...
ومشكلتنا الكبيرة أننا دوما نسلك الطريق الخطأ ... لنصل الي الهدف الصحيح !!!؟
ففي سوق الأسهم نبحث و نستجدي الثراء تحت أيدي أصحاب التوصيات المجهولة ...
والعطشان قد يجد بعضا من بخار الماء في وسط لهيب النار ...
ولكن المتداول البسيط لن يجد الثراء أبدا ... إذا ظل يبحث عنه في كنف أصحاب التوصيات ...
.....
ففاقد الشيء لا يعطيه ... ولو تلون بلونه ... وتسمى باسمه !!؟
وكذلك الحب ... فالاستماع الي وصايا الحب ... من أفواه سفلة البشر ... من مطربين و فنانين ...
هو أمر مخجل ... وسخيف ... فالحب مشاعر طاهرة ... ولا يمكن أن تجده في تلك البيئات القذرة ...
يفترض على أغلب البشر أن لا يجدوا ... الحب ...
ولذلك الوصول له ... هو بحد ذاته أمر صعب المنال ...
فكيف أذا كان نسلك طريقا ليس خاطئ فقط ... بل هو في الاتجاه المعاكس .... للحب !!!؟
.....
علمنا السوق ....أنه يفترض على أغلب المتداولين .... أن لا يجدوا الثراء في سوق الأسهم ...
ولذلك الوصول له ... هو بحد ذاته أمر صعب المنال ...
فكيف أذا كان نسلك طريقا ليس خاطئ فقط ... بل أن الثراء يقع في الطرف الاخر ..
وفي الجهه المعاكسة لطريقنا ... تماما !!!؟
.....
الثراء في سوق الأسهم ... لا يأتي باستجداء الثراء من الغير ... بل ينبع من المتداول نفسه ...
ولن يجده عند غيرة ... أبدا
والحب في الحياة ... ... لا يولد باستجداء الحب من الغير ... بل ينبع من قلب الإنسان نفسه ...
ولن يجده عند غيرة ... أبدا
الثراء في سوق الأسهم لا يأتي إلا بعد أن يحقق المتداول العشرات من الشروط الفنية والسلوكية ...
والخطأ في مجرد شرط واحد ... يعني نهاية حلم الثراء نهائيا ...
.....
فالأخذ بالتحليل الموجي ... وإغفال تحليل الكميات ... يعني نهاية حلم الثراء ...
والأخذ بتحليل الكميات ... وأغافل النماذج الفنية ... يعني نهاية حلم الثراء ... أيضا ..
والأخذ بجميع الشروط الفنية مع إغفال الشرط السلوكي في تفعيل وقف الخسارة ...
يعني نهاية حلم الثراء للأبد ... حتى لو اكتملت جميع الشروط الفنية ...
.....
وكذلك الحب ... فالحب لا يأتي بالانتظار ... ولا بالتمني والأحلام ... بل نحن الذين نولده ونربيه ونرعاه ...
في قلوبنا ... وتصرفاتنا ....
فمن كان يحمل بقلبه الوفاء ... ولكن بدون حسن أختيار ... فلن يجد الحب أبدا ...
ومن كان يحسن الاختيار ... ولكنه غير صادق في مشاعرة ... فلن يجد الحب أبدا ...
وكما أن بعض الأخطاء الفنية ...
في سوق الأسهم قد تقضي على مستقبل المتداول من خطأ واحد ...
ومن أول مره ... مثل الشراء قبل الانهيارات ...
.....
كذلك بعض الأخطاء في حياتنا الاجتماعية ... قد تقضي على أمل الحصول على الحب نهائيا ... ومن أول مره ...
بعض الأخطاء في حياتنا لا تغتفر ... أبدا ...
الجميع يريد أن نحصل على الثراء ...
فهل نحن أصلا مؤهلين ... للحصول على هذا الهدف البالغ الجمال ....
فالثراء أمر رائعا ... لن يحصل عليه ... ألا من كان يملك فكرا ... نادرا ً
والحب الحقيقي ... أمرا نادر لن يحصل عليه ... إلا من كان يملك ... قلبا طاهراً ....
ضع نفسك مكان ( صانع السوق ) ... فهل سوف تهب المال مجانا ... لشخصا كسول ... جاهل .. كثير الشكوى ..
قليل العمل ... يحب ان يلعب بماله !!؟
وهل سوف تشعر بأي مشاعر رحمه أو بمشاعر عقدة بال تجاه سلب مال ذلك ...
المتداول الكسول !!!؟
وضع نفسك على الجهة الأخرى من الطاولة مكان ( الحب الموعود ) ... وأنظر الي نفسك وتصرفاتك و كلامك ...
فهل كنت سوف ترضى أن تمنح قلبك لشخصا ... يملك قلبا مثل قلبك !!!!؟
نستطيع أن نلطف إجاباتنا ... بالكثير من التبريرات و سبل التشكي و أختلاق الأعذار ...
والحقيقة أن أغلبنا ... كما تثبت لنا الحياة دوما ...
لم نكن أصلا نستحق الظفر لا بالحب و الا بالثراء ...
لأننا ربما وللأسف ... لم نسلك ( خطوة واحدة ) ... في الطريق الحقيقي للوصول إليهما ...
قال تعالى : (ورحمة ربك خير مما يجمعون)
الزخرف/ 32
و دمتم بحفظ الله ورعايته
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته