عرض مشاركة واحدة
قديم 22-07-2017, 01:42 AM   #2
mustathmer
مشرف عـام المنتدى
  (ابو سعد)


الصورة الرمزية mustathmer
mustathmer غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 754
 تاريخ التسجيل :  November 2012
 أخر زيارة : 30-06-2025 (06:23 PM)
 المشاركات : 145,039 [ + ]
 التقييم :  38
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الفرق بين الدافع والباعث على الجريمة



للإرادة أو هو العامل النفسي الذي يدعو إلى التفكير في الجريمة ".
وقد عرفة شراح القانون بأنه العامل النفسي المحرك للإرادة أو النشاط النفسي المتعلق بالغابة، أو الدافع النفسي المؤدي إلى ارتكاب الجريمة أو العامل الداخلي الذي يدفع إلى ارتكاب الجريمة، أو السبب النفسي الذي يتحكم في فعل الشخص وتصرفاته، أو المجهود النفسي الدافع إلى نشاط إرادي، أو هو الإحساس أو المصلحة التي تحرك الجاني لارتكاب جريمة عمدية، أو السبب الذي يدفع الانسان إلى ارتكاب الجريمة".
وعرفة الدكتور محمد محيي الدين عوض بأنه: "العمل الفطري الداخلي الذي تحركه المنبهات الداخلية أو الخارجية ويدل على حاجتنا الدفينة لإشباعها ويقود الفعل لإرادة ارتكاب الفعل".
وعرفه الدكتور علي حسن الشرفي بأنه: "القوة النفسية الحاملة على السلوك الإرادي المنبعثة عن إدراك وتصور للغاية ".
ومن تتبع تعريفات رجال القانون للدافع نجد أنه عامل خفي يصعب الوصول إليه.
وقد تطرقت بعض القوانين العربية لتعريف الدافع ومنها القانون اللبناني حيث عرفة بأنه: "العلة التي تحمل الفاعل على الفعل أو الغاية القصوى التي يتوخاها". وجاء في مشروع قانون العقوبات العربي الموحد في المادة (54)منه: "هو العلة الدافعة إلى الجريمة، أو الغاية التي توخاها الفاعل من ارتكابها".
والدافع يرجع أساسا إلى حالة ذهنية وطبيعية نفسية، فهو يقوم على الميل والعاطفة والتصور والتمثل، فهو اتحاد ظواهر نفسية وذهنية مؤثرة، أو هو اتحاد وتصور وشعور، والتصور هو الجزء الذهني المرتبط بالغاية، بينما الشعور هو الجزء النفسي وهو العنصر الحاسم في الإعداد للفعل".
قال الدكتور محمد نيازي حتاتة:" الدافع على السلوك يبدأ أولاً بإدراك أو معرفة شيء أو أمر من الأمور، فإذا تم الإدراك والمعرفة حدث تأثر أو انفعال داخلي نتيجة هذا الإدراك أو هذه المعرفة وحينئذ تتولد في النفس رغبة أو نزوع في مواجهة هذا الشيء أو الأمر".
قال الدكتور عادل عاذر:" إن الإنسان في حياته اليومية يشعر بحاجات ورغبات عديدة، غير أن مقدار شعوره بأهميتها يختلف، فإنه يقدر ويزن هذه الحاجات ويسعى إلى إشباع الضروريات وقدر من الكماليات حسب طاقاته وموارده، ومن ذلك يبدو أن العوامل المعنوية التي تؤثر في سلوك الإنسان حيث تمر بمراحل عديدة، فتوجد أولا مرحلة شعور الشخص بالحاجة ثم تقديره لهذه الحاجة ووزنه للأمور، ونرى أن جميع هذه المراحل تعتبر سابقة وضرورية لوجود الدافع أو الباعث إلى التصرف، فلا بد أن يشعر الشخص برغبة أو حاجة يريد إشباعها ثم لابد أن يدرك الأمور على حقيقتها ويزن قدراته وموارده فإذا ما قدر أن الحاجة ملحة لابد له من إشباعها اعتبر هذا الشعور وهذا التقدير السابق دافعاً أو باعثا يدفع الإرادة إلى العزم والتصميم على إتيان التصرف وعندئذ تتجه الإرادة إلى إتيان سلوك يرتب نتيجة معينة من أجل تحقيق هدف مرغوب فيه".
والشخص لا بد له من تصور وتمثل عقلي للغاية والإدراك الذهني للنفع والضرر مع اقترانه برغبة في ممارسة السلوك، فجريمة الزنا مثلاً يدرك المرء فيها فوائد جمة لكن لا يقوم الشخص على ارتكاب جريمة الزنا إلا بعد توفر رغبة في تحصيلها تشترك مع الإدراك تحث الإرادة على ممارسة السلوك الإجرامي.
فلا تكفي الرغبة لوحدها أو الإدراك العقلي المحض لحث الإرادة على ممارسة السلوك.
قال أبو حامد الغزالي: لا بد من معرفة وإدراك للمنفعة ثم لابد من ميل إليها ورغبة فيها، فإذا توافر الجانب الإدراكي المعرفي فإن الدافع لا ينهض، فالمريض يرى الغذاء ويعلم أنه موافق يدرك فائدته ولكنه لا يمكنه تناوله لعدم الرغبة والميل أي لفقدان الداعية المحركة إليه، أما إذا انعدم الجانب الإدراكي أي لم تحصل معرفة للغرض واعتقاد بنفعه فإن الميل أو الرغبة لا تقوم، ذلك أنها تنتظر العلم المعرفة أو الظن والاعتقاد وهو أن يقوى في نفسه كون الشيء موافقاً له، فإذا جزمت المعرفة بأن الشيء موافق ولا بد وأن يفعل وسمت عن معارضة دافع آخر صارف عنه انبعثت الإرادة".
قال أحمد الدهلوي: فلولا إدراك ما في الفعل من حسن وقبح وتوهم النفع والضر تبعاً لذلك ما هاج غضب ولا حب ولولا معرفة المطاعم و المناكح وتوهم المنافع فيها لم يمل إليها طبع ولم يحصل اندفاع لتحصيلها.
وقد قسَّم الإمام الغزالي الدوافع إلى أربعة أقسام:
1- أن ينْفرد الدافعُ الواحدُ ويتجرّد، ويحث على العمل، فتكون النية المتولدة عنه خالصة، ويسمى العمل بموجبها إخلاصا، ومثاله: إذا هجم على الإنسان سبع، وعند رؤيته له، فإن غرضه الحرب من السبع؛ لأنه عرفه ضاراً.
2-أن يجتمع دافعان كل واحد منهم مستقل بالإنهاض لوانفرد، ومثاله أن يتعاون رجلان على حمل شيء بمقدار من القوة كان كافيا في الحمل لو انفرد، وكالامتناع عن الطعام في يوم عرفة رغبة في الحمية حسب إرشاد الطبيب، ورغبة في الصوم، فقد اجتمع باعثان، وكان كل منهم صالحاً للمنع على انفراد ويسمى هذا الوضع مرافقة الدوافع.
3-أن يجتمع دافعان أو أكثر، ولكنه لا يكفي كلٌّ منهم لو انفرد، ومثاله: أن يتعاون ضعيفان على حمل ما لا ينفرد أحدهما به،كالتصدق بين يد الناس رغبة في الثواب والثناء، بحيث لا يدفعه على العطاء مجرد الرغبة في الثواب فقط، بدليل أنه كان سيمتنع عن العطاء بعيداً عن الناس، كما لا يدفعه مجرد الرغبة في الثناء، بدليل أنه لوكان الطالب فاسقاً لا ثواب في التصدق عليه لما تصدق ويسمى هذه الوضع مشاركة.
4-أن يكون أحد الدافعين مستقلاً لوا نفرد بنفسه، والثاني لا يستقل ولكنه لما أضيف إليه لم ينفك عن التأثير بالإعانة والتسهيل. ومثاله: أن يعاون الضعيف الرجل القوي على الحمل، ولوا نفرد القوي لاستقل، ولو انفرد الضعيف لم يستقل فإن ذلك بالجملة يسهل العمل ويؤثر في تحقيقه، وأيضا إذا كان للإنسان ورد من الصلاة أوعادة في إخراج قدر معين من الصدقات، فحصل أن حضره نفر من الناس وقت الأداء فصار الأداء بحضورهم أرغب إلى نفسه، وعلم أن عدم حضورهم لم يكن ليمنع ذلك الأداء، أو يقلل منه، وعلم أن مجرد حضورهم لم يكن كافياً لحثه عليه، ويسمى هذا الوضع معاون. الغزالي، أبو حامد محمد، إحياء علوم الدين، ص365-366.
يتميز الدافع بما يلي:
1-أنه قوة داخلية خفية.
2-أنه متغير من شخص إلى آخر، فما كان دافع عند شخص قد يكون غير دافع عند غيره.
3-قد تتعدد الدوافع الحاملة على السلوك الإرادي الواحد.
4-الدافع هو من طبيعة نفسية وذهنية لها صفة التأثير في التصرف الإرادي.
الباعث في اللغة :
الباعث هو إثارة الشيء وتوجيهه. وبعثه على الشيء أي حمله على فعله وبعثه: أثاره وهيّجه. يقال: بعثت الناقة فانبعثت أي أثارها فتأثرت ونهضت. ومنه يوم البعث يوم يبعث الله من في القبور، وبعثه: أرسله. ومن ضرب عليهم البعث عين عليهم وألزموا أنه يبعثوا.
والبعث يكون بعثاً للقوم يبعثون إلى وجه من الوجوه، والبعوث هي الجيوش. وبعث الله الخلق يبعثهم بعثاً أي: نشرهم.
قال الله تعالى: "كذبت ثمود بطغواها إذ انبعث أشقاها"وقال الله تعالى: "ولكن كره الله انبعاثهم".
مفهوم الباعث: الباعث هو موقف خارجي مادي أو اجتماعي يستجيب له الدافع، فيؤدي إلى إشباعه.
فالباعث هو مثير خارجي يحرك الدوافع داخل الفرد، مما يجعله يقوم بسلوك إرادي.
والباعث نوع من المنبهات الخارجية يثير الدافع ويرضيه في آن واحد، وهو ضرب من ضروب الإغواء الخارجية، وليس له أثر في سلوكنا إلا إذا صادف هوى من نفوسنا، أي إذا استجابت له رغباتنا الدفينة، وهي الدوافع الفطرية. فالطعام باعث يثير دافع الجوع والماء باعث يثير دافع العطش. وسمي الباعث باعثا؛ لأنه يبعث الإنسان على الحركة للحصول عليه حتى يشبع الدافع.
والبواعث نوعان: بواعث إيجابية تجذب إليها المرء كأنواع الثواب والمديح والمكافأة، أو وجود مجال للترفيه والتسلية، وبواعث سلبية تحمل المرء على تجنبها وتفاديها، مثل: التوبيخ واللوم والعقاب والقوانين الرادعة والنواهي الاجتماعية.
وتعتبر القوانين الجنائية والأنظمة وغيرها والزواجر الاجتماعية التي تحمل الشخص على تعديل سلوكه وتكيفه وفق مطالب المجتمع من قبيل البواعث.
والبواعث مختلفة، فقد يكون الباعث مثيراً ومهيجاً لدافع المرء، بينما لا يثيره ولا يحركه عند آخر.
ومثاله: مشاهدة الرجل إحدى محارمه، في وضع شائن، فهو باعث حرك لديه دافع الغيرة، فهذا الموقف قد لا يحرك دافع الغيرة عند شخص آخر.
ورؤية الطعام تثير وتهيج دافع الجوع، بينما الشخص الشبعان أو المريض لا تثير شهية، بل يبتعد عن الطعام.
والباعث يثير الدافع ويساعده لكي يوجه السلوك الإرادي لدى الفرد.
ويمكن أن نعرف الباعث بأنه مثير خارجي يحرك الدافع ويساعده لكي يقوم بسلوك إرادي معين في الخارج.
وهناك تطابق بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي للباعث، فهو في اللغة معين الإثارة والتهيُّج.
ويتميَّز الباعث بما يلي:
1-أنه قوة خارجية الفرد.
2-أنه موقف خارجي مادي أو اجتماعي أو غيره.
2-أنه موقف خارجي مادي أواجتماعي أو غيره.
3-لا يؤثر الباعث على الفرد إلا بوجود دافع لديه.
4-الباعثيرضي الدافع، ويشبعه في آن واحد.
الفرق بين الدافعوالباعث
هناك ثلاثة مذاهب في التفريق بين الدافعوالباعث:
المذهب الأول: هو رأيٌ لبعض شُرَّاح القانون، حيث يفرقون بينالدافع والباعث، فيقولون: إن الباعث عبارة عن مجموعة عوامل نفسية صادرة عن إحساسالجاني وميوله العمياء التي تدفعه دون تقدير أو تفكير إلى ارتكاب الجريمة.
أماالدافع فهو عبارة عن المراحل التي تنبع عن الفعل والتفكير فهي ليست وليدة الاندفاعأو الغرائز.
فالفرق بينهما على حسب هذا الرأي أن الدافع يصدر بعد تقدير كافةالظروف، بحيث ينتهي إلى الإقدام أو الإحجام، فهو يتمثل في سبب التصرف الإجراميالصادر عن العقل.
أما الباعث فهو صادر عن الإحساس المرتبط بالغرائز اللاشعوريةوتحرك الشخص بطريقة عمياء خالية من التدبّر والتفكير.
المذهب الثاني: هو رأيٌلبعض شراح القانون وعلماء النفس حيث إنهم يفرّقون بين الدافع والباعث: فيقولون: إنالدافع يعمل من داخل الكيان الإنساني لتوجيه الشخص نحو إشباع الحاجات المطلوبةعندما يثار بمثير خارجي.
أما الباعث فهو يعمل من خارج الكيان الإنساني، وهو موقفمادي أو اجتماعي أو غيره يؤدي إلى إثارة الدافع.
قال الدكتور محمد محيي الدينعوض:" يجب أن تفرق بين الدافع والباعث فالباعث نوع من المنبهات الخارجية تثيرالدافع وترضيه في آن واحد كتأثر عاطفة الشفقة عند الإنسان لدى رؤيته صديقاً يتعذبمن آلام مرض عضال أو آلام جروح بالغة في حالة حرب، فيؤدي ذلك إلى نشاط إجرامي هوالقتل لتخليصه من ويلات هذا التعذيب أو تأثر عاطفة الكراهية وغريزة المقاتلةوالعدوان عنده لدي رؤيته عدواً، فيؤدي ذلك إلى إزالة هذا العدو وتحطيمه، فرؤيةالصديق أو العدو باعث أثار دافع الشفقة أو الكراهية والعدوان".
فالدافع استعداديوجد لدى الفرد قبل أن يؤثر فيه الباعث والباعث موقف خارجي مادي أو اجتماعي يؤثرعلى الدافع فيستجيب له.
المذهب الثالث :عدم التفرقة بين الدافع والباعث، وإنماهما اسمان لمسمى واحد، وهذا رأي لبعض شراح القانون.
ويميل الباحث إلى المذهبالثاني الذي يفرق بين الدافع والباعث، حيث إن الدافع يكون من داخل الكيان الإنسانيويعمل لإشباع حاجات هذا الكيان وهو من طبيعة نفسية وذهنية.
أما الباعث فيكون منخارج الكيان الإنسان سواء كان مادياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً أوسياساً ويعمللإثارة الدافع.
ومما يقوي هذا الرأي أن هناك اختلافا واضحا في المعنى اللغويبين الدافع والباعث.
والباعث لا يستطيع التأثير على الفرد إلا إذا وجد لديهدافع يستطيع إثارته وتهييجه.
فالفرد الذي يشاهد إحدى محارمه في وضع شائن هوموقف خارجي يطلق عليه باعث، فلا يستطيع التأثير على الفرد مالم يكن لديه دافعيستجيب له، وهو دافع الغيرة الذي يحركه ويوجهه إلى ارتكاب سلوك معين .
فبناءًعلى هذا الباعث يتحرك الدافع ويتأثر، بينما هناك نوعية من الأفراد قد لا يتأثرونولا يحركون ساكنا، وليس هناك دافع للغيرة لديهم بتاتاً.
فالباعث وحده لا يثيرالسلوك إن لم تتجاوب معه عوامل داخلية عنده.
وهناك مصطلحاتينبغي التعريف بها في هذه الدراسة وهي:
المنبهات، الغرض، الغاية . المنبهات: هي أي تغير في الطاقة ينبه عضواً حسيا، وهي مؤثرات عارضة.
والمنبهات إما داخلية كالاختلاف في التوازن العضوي وما ينجم عنه من مؤثرات فيحالة الجوع والعطش والألم الجسمي، أو ألم وتقلصات داخلية في المعدة، أو الحالةالذهنية الراهنة للفرد، فإنّ تصوّر الهدف أو تذكره أو توهمه يثير الدافع ويوجهسلوكه، فالتفكير في الطعام قد يثير الجوع، وتصور الخطر يحملنا على التحوّطمنه.
والمنبهات الخارجية كالصوت الفجائي الذي ينبه حاسة السمع أو الضوء الذيينبه حاسة البصر أو رؤية الفرد لصديقه أو سماع دقات ساعة أو شم رائحة الطعام.
والفرق بين الدافع والمنبه:أن المنبه مؤثر عارض مؤقتمرتبط بعمليات الإحساس، وهو ما يحيل الدافع من حالة الكمون إلى حالة النشاط.
أماالدافع فهو استعداد داخلي يوجد لدى الفرد قبل أن يؤثر المنبه فيه.
الغرض :هو الهدف الواضح القريب الذي يحرك السلوك إلى نشاطمعين.
قال رمسيس بهنام: "غرض الإنسان من فعل إرادي ما هو تحقيق المصلحة المباشرةالتي له في هذا الفعل أي تحقيق المنفعة التي يعتقد الإنسان إمكان استخلاصها مباشرةمن الفعل ولو كانت منفعة وهمية غير حقيقة".
وهي النتيجة المحددة للنشاط والتيتوصف في حالة التجريم بالنتيجة الإجرامية، ولكن ليس دائماً فقد يكون الغرض أمرا غيرالنتيجة التي حدثت في حالة القتل العمد وهي نتيجة إزهاق الروح فهو بخلاف الغرض فيحالة الخطأ غير العمد وهو أمر مختلف عن النتيجة التي حدثت إذ لو كانت هي لتحققالعمد.
وفي صورة العمد يكون الغرض مختلفا عن النتيجة؛ إذ قصر النشاط عن بلوغهوهذا يعني أن الغرض والنتيجة قد يتطابقان في الجريمة العمدية التامة وقد يختلفانحالة الخطأ غير العمدي والشروع.
فالغرض عنصر موضوعي له وجود ويمكن إدراكهوتصوره ثم الرغوب فيه والسعي إليه.
والعلاقة بين الدافع والغرض تتخذ صورةالتصور الذهني والإدراك العقلي، فالشخص إذا أدرك أن في أمر ما مصلحة من نوع معيّن،ورغب في تحصيلها، فإن هذا التصوّر والإدراك والرغوب كاف لأن يدفعه إلى تحقيقها.
الغاية:هو أقصى مايبتغيه الشخص من نشاطه، وهو الهدفالبعيد، وقد يطلقه عليها الغرض النهائي الذي يرمي إليه الشخص.
وتتميّز الغايةعن الغرض أنها لاحقة له من حيث وقت تحقيقها، وبينهما زمن قد يطول ويقصر. والمصلحةهي دافع الإرادة المحركة للسلوك، سواء كان تحقيقها يعد غرضاً لكونها مصلحة قريبة أوغاية كونها مصلحة بعيدة، فالتصوّر الذهني الغاية دافع للسلوك مثل التصور الذهنيللغرض.
والعلاقة بين الدافع والغاية هو أن الدوافع تصور الغاية ورغوب فيه. والغاية هي وسيلة لإشباع الدوافع؛ لكونها أقصى ما يبتغيه الشخص.
ونوع الغايةوصفتها تحدد نوع الدافع وصفته، فإذا تم العثور على غاية الجاني من جريمته أمكنمعرفة الدافع له على اقترافها، وكذلك العكس.
ونوضح الغرضوالغاية بمثال:غرض السارق من السرقة مثلاً هو تحقيقمصلحته المباشرة فيها وتنحصر في إشباع حاجته إلى المال بإضافة مال الغير إلى ملكه،أما غايته من السرقة، فقد تكون إشباع حاجة ضرورية كالحاجة إلى الغذاء أو حاجةكمالية كالحاجة إلى اللهو، بل قد تكون إشباعاً لحاجة الغير بالتصدق على فقير، فحصولالسرقة على مال ليس له هو الغرض من السرقة وغايته هو الوجه الذي ينفق فيه المالالمسروق بعد حصوله عليه.
والإرادة المتجهة إلى الاستيلاء والتملك هي القصدالجنائي، والقوة النفسية الحاملة لإشباع الحاجة أو الرغبة هي الدافع.