18-07-2017, 10:05 PM
|
#2
|
مشرف عـام المنتدى (ابو سعد)
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 754
|
تاريخ التسجيل : November 2012
|
أخر زيارة : 30-06-2025 (06:23 PM)
|
المشاركات :
145,039 [
+
] |
التقييم : 38
|
MMS ~
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
رد: المواريث
فالقانون الفرنسيّ حرم الزوجة من الميراث ، ولم يُعطها شيئاً من ذلك .
والمرأة ـ أماً كانت ، أو زوجة ، أو بنتاً ـ قبل أن تبزغ شمس الإسلام كانتلا تُعطى شيئاً من الإرث، بحجة أنها لا تقاتل، ولا تدافع عن حمى العشيرة . وكـانالعـربي يقول : "كيف نعطي المال من لا يركب فرساً ، ولا يحمـل سيفاً، ولا يقاتلعدواً"؛ فكانوا يمنعونهـا من الإرث ، كما يمنعون الوليد الصغير .
وكذااليهود يُعطى الميراث عندهم للولد الذكر ، فإذا تعدّد الذكور ، كان للولد البكرنصيب اثنين من إخوته . وأما الأنثى فلا ميراث لها عندهم .
(8)- جعل النظامالإسلامي الحاجة أساسَ التفاضل في الميراث ؛ فأبناء الميت أحوج إلى ماله من أبيه ؛لأنَّ مطالب الحياة قد لا ترهق جدّهم ، كما ترهقهم وهم شباب في مقتبل أعمارهم .
وكذا مطالب الابن الذكر في الحياة ، وفي نظام الإسلام نفسه أكثر من مطالبأخته ؛ فهو الذي يُكلَّف بإعالة نفسه متى بلغ سنّ الرشد ، وهو المكلَّف بدفع المهرلزوجته ، وبنفقة الزوجية ، ونفقة الأولاد ؛ من تعليم ، وتطبيب ، وكساء ، وغير ذلك . ثمّ هو المكلَّف بإعالة أبيه أو أقربائه إذا كانوا فقراء . أمَّــا البنت فلاتكلَّف بشيءٍ من ذلك ؛ فنفقتها على أبيها ما دامت في بيتـه ، ثمّ إذا انتقلت إلىبيت الزوجية كانت نفقتها على زوجها . فإذا فارقت الزوج بطلاق أو موت ، انتقل واجبالإنفاق عليها إلى أبيها ، ثمّ إلى من بعده ، بحسب الترتيب الوارد في نظام النفقات .
رابعاً ـ التعريف بعلم الفرائض والمواريث
الفرائض : جمعفريضة ؛ وهي مأخوذة من الفرض الذي له عدة معان لغوية ؛
منها : التقدير ؛كما في قوله تعالى : ) وقد فرضتم لهنّ فريضة فنصف ما فرضتم( [البقرة : 137] ؛ أيقدَّرتم .
ومنها : التبيين ؛ كما في قوله تعالى : ) قد فرض الله لكم تحلةأيمانكم( [التحريم : 2] ؛ أي بيَّن .
ومنها : التنزيل ؛ كما في قوله تعالى : ) إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد( [القصص : 85] .
ومنهاالإحلال ؛ كما في قوله سبحانه : ) ما كان على النبيّ من حرجٍ فيما فرض الله له( [الأحزاب : 38] .
وهـذه المعاني اللغوية كلّها موجودة في الميراث ؛ لأنّسهام الوارثين فيه مقدَّرة ، قد بيَّنها الله تعالى ، وأنزلها في كتابه ، وأحلَّهاللوارثين .
والمواريث : جمع ميراث .
ولفظ ميراث في اللغة مصدر من : وَرِثَ يَرِثُ إِرْثاً وميراثاً .
وهويطلق في اللغة على معنيين ؛ أحدهما : البقاء . ومنه اسم الله تعالى "الوارث" ؛ فإنّ معناه الباقي بعد فناء خلقه .
والمعنى الثاني : انتقـال الشـيء من شخصٍ إلى شخصٍ آخر ، أو من قومٍ إلىقومٍ آخرين ، حسياً كان ؛ كانتقــال المال إلى وارث موجود حقيقة ، أو حكماً ـكانتقـالـه إلى الحمل قبل ولادتـه ـ ؛ أو معنـويـاً ؛ كانتقال العلم والخلق . ومنذلك قوله r : "العلماء ورثة الأنبياء" .
فهو أعمّ من أن يكون بالمال ، أوبالعلم ، أو بالمجد والشرف .
والمراد بعلم الفرائض ، أو علم المواريث فيالشريعة الإسلامية :
التركة التي خلَّفها الميت وورَّثَهــا غيرَه .
أو استحقاق الإنسان لشيء بعد موت مالكه بسبب مخصوص وشروط مخصوصة .
أو انتقال الملكية من الميت إلى ورثته الأحياء ، سواء كان المتروك مالاً ،أو عقاراً ، أو نحوه .
والميت : مورِّث . وذاك الغير : وارث . والتركة : موروثة .
وعلم المواريث : هو علمٌ بقواعد فقهية وحسابية ، يُتوصَّل بها إلىمعرفة الحقوق المتعلقة بالتركة ، ونصيب كل وارث منها . وهو علمٌ مستمدٌ من الكتابوالسنة والإجماع .
خامساً ـ أهمية علم الفرائض ومكانته في الإسلام
لعلم الفرائض مكانةٌ خاصَّةٌ في الإسلام ؛ لما له من علاقة ظاهرة بكل فردٍفي المجتمع .
ومما يدلّك على أهميته من كتاب الله تعالى : أنّ الله عزّوجلّ تولّى تقدير الفرائض بنفسه ، ولم يُفوَّض ذلك إلى أحدٍ من خلقه ، ووعد منأطاعه في هذه الحدود وتمشّى فيها على ما حدَّه وفرضه جنَّاتٍ تجري من تحتها الأنهار، وتوعَّد من خالفه وتعدَّى حدوده بأن يُدخله ناراً خالداً فيها وله عذابٌ مهينٌ .
وكذا جاءت السنة المطهرة شارحة لأحكام الميراث ، ومبينة لفضله ؛ فقال r : "ألحقوا الفرائض بأهلها ، فما بقي فهو لأولى رجل ذكر" .
ولقد رغَّب النبيّ r في تعلّم هذا العلم الشريف وتعليمه ؛ كيلا يجهل النّاس نظاماً شديد الصلة بحياتهمالعائلية ، وعلائقهم المالية .
فقد أخرج الإمام الترمذي في سننه من حديثأبي هريرةقال : قال رسول الله: "تعلَّموا القرآن والفرائض وعلِّموا النَّاسفإنِّي مقبوض" .
وأخرج الإمام ابن ماجه عن أبي هريرة نحوه ، وفيه قوله r : "يا أبا هريرة تعلَّموا الفرائض وعلِّموها فإنه نصف العلم وهو يُنسى، وهو أول شيءيُنزع من أمَّتي" .
وأخرج الإمامان أبو داود ، وابن ماجه في السنن من حديثعبدالله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله: "العلمثلاثة ، وما سوى ذلك فضل : آية محكمة ، أو سنة قائمة ، أو فريضة عادلة" .
وأخرج الإمام الدارمي في سننه من حديث عبدالله بن مَسْعُودٍ قال : قَالَلِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "تَعَلَّمُوا الْعِلْمَوَعَلِّمُوهُ النَّاسَ تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ تَعَلَّمُواالْقُرْآنَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ فَإِنِّي امْرُؤٌ مَقْبُوضٌ وَالْعِلْمُسَيُقْبَضُ وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ حَتَّى يَخْتَلِفَ اثْنَانِ فِي فَرِيضَةٍ لايَجِدَانِ أَحَدًا يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا" .
ولعلّ من الحكمة في الحثّ علىتعلّمه : ما أشار إليه النبيّصلى الله عليه وسلم من كونـه يُنسى ؛ إذ هو علمٌ توقيفيّ ، لا مجالللرأي فيه ، فلا بُدّ من أخذه على طريق التلقي .
ولقد اهتمّ سلفُنا الصالحرحمهم الله تعالى بهذا العلم ، وحضُّوا على دراسته وتعلّمه :
فهذا الفاروقعمر رضي الله عنه يحثّ على تعلّم هذا العلم بقوله : "تعلَّموا الفرائض فإنَّها من دينكم"
، وبقوله : "تعلَّموا الفرائض واللَّحْنَ والسُّنَن كما تعلَّمون القرآن" .
وكذا حثَّ على تعلّمها عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قوله : "تعلَّموا الفرائضوالطلاق والحجَّ فإنَّه من دينكم" ، وبقوله : "تعلَّموا القرآن والفرائض ؛ فإنَّهيُوشِك أن يفتقر الرجلُ إلى علمٍ كان يعلمه ، أو يبقى في قومٍ لا يعلمون" ، وبقوله : "من قرأ القرآن فليتعلَّم الفرائض ، فإن لقيه أعرابي قال : يا مهاجر أتقرأ القرآن . فإن قال نعم ، قال : تفرض . فإن قال نعم ، فهو زيادة وخير ، وإن قال لا ، قال : فما فضلك عليَّ يا مهاجر" .
وكذا أبو موسى الأشعري حثَّ كما حثَّ غيره منالصحابة على تعلّم الفرائض، وشبَّه من علم القرآن ولم يعلم الفرائض بالبرنس الذيلاوجه له ؛ فقال: "من علم القرآن ولم يعلم الفرائض فإنّ مثله مثل البرنس لا وجه له، أو ليس له وجه" .
وهذا الحثّ والحضّ على تعلّم الفرائض ، كان ديدن السلفرحمهم الله تعالى جميعاً ؛ فقد أخبر عنهم شيخ التابعين الإمام الحسن البصري رحمهالله أنَّهم "كانوا يُرغبون في تعليم القرآن والفرائض والمناسك" .
وهذايدلّك على أهمية هذا العلم الشريف ومكانته .
وقـد اشتهر من علماء الصحابةبالفرائض عددٌ كثيرٌ ، منهم : زيد بن ثابت ، وعبدالله بن مسعود ، وعبدالله بنعبَّاس ، وعائشة ، وعثمان.
وكان المبرّز في هذا العلم منهم : زيد بن ثابت، الذي شهد له رسول اللهصلى الله عليه وسلم بذلك بقوله : "أرحم أمتي أبو بكر ، وأشدها في دين اللهعمر ، وأصدقها حياء عثمان ، وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل ، وأقرؤها لكتابالله أُبَيّ ، وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت ، ولكل أمة أمين ، وأمين هذه الأمة أبوعبيدة بن الجراح" ؛ فقد أخبر عليه الصلاة والسلام أنّ زيداً أعلم أمته بالفرائض .
وكذا كانت الصديقة بنت الصديق ؛ عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عالمةًبالفرائض ؛ فقد سئل الإمام التابعي مسروق : أكانت عائشة تُحسن الفرائض ، فأجاب : "والذي لا إله غيره ، لقد رأيت الأكابر من أصحاب محمدٍ r يسألونها عن الفرائض" .
وجاء الفقهاء من بعد عصر الصحابة ، وأولوا هذا العلم عناية فائقة ، بدت عندتدوين الفقه الإسلامي ؛ إذ كان باب المواريث من أهم أبوابه وأدق مباحثه . وقد أفردهكثير من المصنفين بمؤلفات مستقلة ، وجعلوه علماً مستقلاً ، وسموه "علم الميراث" ،و"علم الفرائض" ، وسمّوا العالم به : "فرضياً"
سادساً : مبادئ علم الفرائض العشرة
من المبادئ العشرة التي ينبغي لكلّ من أراد الشروع في علم من العلوم أن يعرفها ، هي : حدّ هذا العلم ، وموضوعه ، وثمرته ، ونسبته إلى غيره ، وواضعه ، واسمه ، واستمداده ، وحكمه ، ومسائله ، وفضله .
فحدّ هذا العلم ـ أي تعريفه ـ قد تقدَّم .
وموضوعه هو : التركات . وثمرته : إيصال ذوي الحقوق حقوقَهم .
ونسبته إلى غيره : كونه من العلوم الشرعية .
وفضله : قد تقدَّم في معرض الحديث عن مكانته .
وواضعه : هو الله سبحانه وتعالى .
واسمه : علم الفرائض ، أو علم المواريث .
وحكمه : تعلمه فرض كفاية ، إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين ، وإن لم يقوموا به أثموا جميعاً .
ومسائله : ما يُذكر في كل باب من أبوابه من تفاصيل المواريث .
ومصادره : الكتاب ، والسنة ، والإجماع .
مصادر علم الفرائض
يستمد علم الفرائض قواعده من ثلاثة مصادر رئيسية :
(1)- القرآن الكريم . ومنه أُخذت أكثر أحكام المواريث ؛ كأحكام الزوج ، والزوجة ، والأب ، والأم ، والبنت ، وغيرهم .
(2)- السنة النبوية . ومنها أُخـذ العديد من أحكام المواريث ؛ كإرث أم الأم ، والأخوات مع البنات ، وغير ذلك .
(3)- الإجماع . كما في توريث أم الأب باجتهاد الفاروق عمر ، وموافقة الصحابة ، وعليه إجماع المسلمين .
س : هل القياس مصدر من مصادر علم الفرائض ؟
ج : ليس القياس مصدراً من مصادر علم الفرائض . ولم يثبت شيء من أنصباء الورثة بالقياس ؛ لأنه لا مجال للقياس في الأشياء التقديرية ؛ لخفاء وجه الحكمة ـ أحياناً ـ في التخصيص بمقدار دون آخر .
بيان الحقوق المتعلقة بالتركة
سبق أن ذكرنا أنَّ موضوع علم الفرائض ، هي التركة نفسها (جميع ما يتركه الميت) ؛ من حيث تقسيمها ، وتوزيعها .
ولكن ثمَّة حقوق متعلقة بهذه التركة ، لا بُدّ من مراعاتها .
فما هي هذه الحقوق ؟
الأمور المتعلقة بالتركة
الإرث وتوزيعه الوصية الحقوق التي على الميت التجهيز والدفن
حقوق في الذمَّة حقوق عينية
حق للعباد حق لله
|
|
|