عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-2017, 01:18 AM   #1
mustathmer
مشرف عـام المنتدى
  (ابو سعد)


الصورة الرمزية mustathmer
mustathmer غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 754
 تاريخ التسجيل :  November 2012
 أخر زيارة : 08-05-2025 (11:46 PM)
 المشاركات : 144,940 [ + ]
 التقييم :  38
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي ظروف الحالات الطبية الشرعية




عند نشوء حالة طبية شرعية فانه يجب أن لا يغيب عن الأطباء الشرعيين البحث في أمكانية تحديد ظروف الحالة مما يساعد في سير التحقيقات وخدمة العدالة وان المطلوب من الطبيب دائما أن يحاول أثناء قيامه بالمعاينة الطبية للمصاب أو المتوفى أو المتسبب الوصول إلى رأي حول ظروف الحالة سواء كانت جنائية أو عرضية أو انتحارية أو مفتعلة ، إذ أن إغفال الطبيب البحث في تحديد ظروف الحالة أثناء المعاينة الطبية قد يؤثر في سير التحقيقات باتجاه غير صحيح منذ البداية ، كما قد يتعذر عليه تحديدها فيما بعد بسبب تغير ملامح الإصابة بمرور الوقت أو بسبب تعذر إعادة المعاينة للحالة مرة ثانية .


الجروح والإصابات

يعرف الجرح طبيا بأنه انقطاع استمرارية الجلد وغيره من انسجة الجسم نتيجة للتعرض لشده خارجية .
وقد التزمت بعض التشريعات القانونية بهذا التعريف وبعضها حصرها بالجلد فقط ، كما ان بعضها الاخر أضاف ( أغشية الجسم الخارجية الى الجلد وعرفتها بانها كل غشاء أمكن لمسه دون شق أي غشاء آخر ، مثل الاغشية الداخلية للانف والفم وقناة الشرج والمهبل .
ومن خلال التعريفين الاخيرين فان كلمة الجرح لا تطلق على اصابات الاحشاء اذا بقي الجلد والاغشية الخارجية سليمة . وعليه يمكن القول بان الجروح من انواع الاصابات وليس العكس .

أولا : تقييم الجروح والإصابات
يعتمد تقييم الجروح والإصابات أساسا على دراسة المشاهدات الحسية للحقائق العلمية التي يحددها الطبيب بالمعاينة الطبية والفحوصات المخبرية والشعاعية ، وبالقدر الذي تدون فيه المشاهدات دقة وتفصيلا كلما كان التقييم أقرب للحقيقة . اذ ان الهدف من التقييم يتمثل في تحديد أمرين هامين :
أولهما : مدى تأثير هذه الاصابة على صحة الانسان وحياته .
ثانيهما : تحديد ظروفها سواء كانت جنائية أو عرضية أو انتحارية أو مفتعلة .
أما بالنسبة لتحديد مدى الإصابات والجروح على صحة الإنسان وحياته فان ذلك يدلل – من حيث طبيعة الاصابة أو الاصابات – على مدى ما يترتب عليها من تعطيل عن العمل أو تخلف عاهة دائمة ومدى خطورتها على الحياة بما يعبر عنه بالاصابة البسيطة أو الخطيرة أو القاتلة والتي يقابلها الى حد ما بما يعبر عنه الاطباء بالحالة العامة للمصاب ( جيدة أو متوسطة أو سيئة ) الا انه يجب الاخذ بعين الاعتبار ان كون الحالة العامة سيئة أو متوسطة لا يعني بالضرورة ان تكون الاصابة قاتلة أو خطيرة لان سوء الحالة أو خطورتها قد يكون لاسباب مرضية في حين تكون الاصابة بسيطة .
أما من حيث موقع الاصابة من الجسم ونوع الاداة او السلاح الذي تسبب بها وعلاقة أي منهما أو كليهما بطبيعة الاصابة فان التقييم لاي منها أو جميعها يكون في محصلة علاقتها معا دون استثناء أو استبعاد لاي منها .
فقد تحدث الوفاة نتيجة اداة غير قاتلة أو نتيجة اصابة في موقع لا يعتبر مقتلا وبالمقابل فان الوفاة قد لا تحدث بالرغم من ان الاصابة من شأنها ان تؤدي في العادة الى الوفاة أوانها في موقع قاتل من الجسم ونتجت عن سلاح قاتل . وهذا بالطبع لا يغير أبدا من كون الاصابة قاتلة .
أما بالنسبة لتحديد ظروف الاصابات من خلال الاصابات والجروح ذاتها فان وجود جروح تدل على المقاومة كالجروح القطعية في اليد أو اليدين نتيجة القبض على نصل السلاح وتعدد الاصابات في الجسم بالاضافة الى موقعها بعيدا عن متناول يد المصاب ، يدلل على ان الإصابة جنائية . كما أن انتفاء وجود أي أثار لعلامات قرب إطلاق النار ينفي ان يكون الإطلاق انتحاريا أو عرضيا من نفس المصاب او المتوفى . اما في حالات ذبح العنق ، فان مستوى الجرح في الجلد وما تحته من الانسجة بالاضافة الى وجود جروح ترددية عند بداية القوة المستعملة أو علامات مقاومة أو عدم وجودها ..... الخ ، يساعد في بيان ما اذا كان الذبح جنائيا أو انتحاريا .............. الى غير ذلك من الامثلة .

ثانيا : المعاينة الطبية للجروح والاصابات :
من كل ما تقدم ، نجد ان مهمة الطبيب تتجه الى تحديد الامور التالية أثناء المعاينة الطبية للاصابات وفي كتابة التقرير عنها :
1. مواصفات الاصابة : وتشمل بيان نوعها وعددها وشكل وابعاد وموقع كل منها ، وما علق بها من الاداة أو السلاح المستعمل .
2. اتجاه الاصابة في الجسم واتجاه القوة المستعملة ومداها .
3. عمر الاصابات مع مقارنته بتاريخ ووقت الحادث أو الاعتداء .
4. مواصفات الاداة او السلاح المستعمل .
5. المضاعفات المتوقعة للاصابات .
6. المدة اللازمة للشفاء والمدة اللازمة لتعطيل المصاب عن عمله .
7. امكانية تخلف عاهة دائمة .
8. مدى تأثير الاصابات على الحالة الصحية للمصاب او حياته .
9. في حالات الوفاة : هل وقعت الاصابات قبل الوفاة او بعدها .
10. هل تدخلت اسباب اخرى ادت الى الايذاء او القتل .
11. هل هناك اكثر من متسبب في الايذاء او القتل .



ثالثا : طبيعة الجروح والاصابات :
تنقسم الجروح والاصابات من حيث طبيعتها الى :-
1. الجروح او الاصابات البسيطة :
هي التي لا تشكل في العادة خطرا على حياة المصاب . وانه في حالة حدوث الوفاة منها يكون مدعاة للاستغراب لعدم توقعه .
2. الجروح او الاصابات الخطيرة :
هي التي تهدد حياة الانسان بالموت ، الا ان نجاة الانسان من الموت منها هو الغالب وان كان احتماله قائما ومتوقعا .
3. الحروح او الاصابات القاتلة :
هي التي من شأنها ان تؤدي في العادة الى الوفاة ، وان نجاة الانسان من الموت منها يكون مدعاة للاستغراب لعدم توقعها .


رابعا : أنواع الجروح والاصابات :
تنقسم الجروح والاصابات الى الانواع الرئيسية التالية :

1. السحجات أو الخدوش :
تعرف السحجات بانها نزع الطبقات الخارجية من الجلد نتيجة الارتطام او الاحتكاك او الارتطام والاحتكاك بجسم صلب . وتسمى السحجات الناتجة عن الارتطام بالسحجات المطبوعة . اما باقي السحجات الناتجة عن الاحتكاك فتسمى السحجات الاحتكاكية . وفي الغالب نجد ترافق باقي انواع الجروح والاصابات كما ان للسحجات أهمية خاصة في تحديد :
أ- شكل ومواصفات الاداة اوالسلاح المستعمل .
ب- اتجاه القوة المستعملة .
ت- وجودها في بعض المواقع من الجسم يفيد في الاشتباه بأسباب معينه للوفاة أو علامات مقاومة .
ث- ونظرا لقصر مدة شفاء السحجات فان ذلك يساعد في تقدير عمر الاصابات الاخرى المرافقة .

2. الجروح القطعية :
وهي عبارة عن قطع حاد في الجلد والأنسجة الواقعة تحته نتيجة جسم صلب ذو حافة حادة . ويتميز هذا النوع من الجروح بانتظام حافتها ونزفها الشديد وقطع الشعر قطعا حادا بالاضافة الى ان طولها في الجلد اكبر من عمقها في الجسم . اما عرض الجرح فيعتمد على اتجاه العضلات في مسار الجرح . وقد يكون للسلاح المستعمل اكثر من حافة حادة واحدة الا انه لا يمكن معرفة ابعاد السلاح او عدد حوافه من خلال قياسات ابعاد الجرح القطعي . وأهم مضاعفات هذه الجروح النزف الدموي او السدة الهوائية او الاختناق نتيجة قطع الحنجرة او القصبة الهوائية . والجروح القطعية في الغالب من الجروح العرضية الا انها تكون جنائية أو انتحارية أو دفاعية ( جروح مقاومة ) .
ولا بد هنا من التوضيح بعض الشيء عن الجروح القطعية الانتحارية . فالاصابة عادة تكون في مكان حيوي من الجسم تؤدي اصابته – بمعرفة المنتحر – الى الوفاة السريعة مثل مقدم العنق والرسغ . ويتوقف اختيار مكان الاصابة على مدى المعرفة باهميته باتلنسبة للحياة والموت . وقد يلجأ المنتحر في حالة فشله الى اصابة اكثر من مكان واحد في جسمه او استعمال طريقة اخرى للانتحار .
وتكون الجروح القطعية الانتحارية في العادة في موقع من الجسم في متناول يد المنتحر الا اذا عمد الى اجراء بعض الترتيبات بحيث نجد الاصابة بعيدة عن متناول يده . وفي مثل هذه الحالة فان الامر يتضح بسهولة اذا تم الكشف على مكان الوفاة قبل ان يعبث به أحد . كما تتميز الجروح الانتحارية بوجود الجروح الترددية وهي عبارة عن جروح قطعية سطحية عديدة متوازية عند بداية الجرح القاتل أي عند بداية القوة المستعملة ، كما انه يفيد ايضا معرفة اليد التي يستعملها عادة الشخص المنتحر ( أيمن أو أعسر ) .
كما انه في بعض حالات الانتحار نجد اليد المستعملة لا تزال تمسك بشدة على السلاح المستعمل في حالة تسمى بالتوتر الرمي .



3. الجروح الطعنية والوخزية :
وهي عبارة عن جروح نافذة في اعماق الجسم نتيجة جسم صلب حاد ذو رأس مدبب او جسم غير حاد وغير مدبب . وتتميز هعذه الجروح بان عمقها في الجسم أكبر من طول مدخل الجرح الموجود في الجلد . وغالبا ما ينزف مثل هذا النوع من الجروح الى داخل الجسم بعكس الجروح القطعية . كما ان هذا النوع من الجروح غالبا ما يكون جنائيا .
ويمكن معرفة نوع السلاح المستعمل فيما اذا كان ذو حافة حادة واحدة أو ذو حافتين حادتين وذلك بتحديد نوع زاويتي الجرح . فاذا كانت زاويتي الجرح حادتين فان السلاح المستعمل يكون ذا حافتين . اما اذا كانت احدى هاتين الزاويتين فقط حادة والاخرى غير حادة فان السلاح المستعمل يكون ذا حافة حادة واحدة . أما عمق الجرح فانه قد يكون أقل من طول السلاح المستعمل او اطول منه . وهكذا يعتمد الى حد كبير على المسافة التي ينفذها نصل السلاح داخل الجسم ووضع الجزء المصاب من الجسم وقت الاصابة او مدى قابلية الجزء المصاب للانضغاط وطبيعة الانسجة المصابة . كما يعتمد ايضا على وجود مقاومة في طريق السلاح المستعمل كالعظام مثلا ، ومدى القوة المستعملة . ويمكن معرفة نفاذ السلاح بكاملة داخل الجسم ، بوجود سحجات حول حواف الجرح نتيجة اصابة الحواف بجزء مقبض السلاح المتصل بالنصل . اما ما يتعلق بمعرفة اتجاه القوة المستعملة والوضع الجسمي الذي كان عليه المصاب وموقع المعتدي بالنسبة له عند وقوع الاعتداء فان تتبع مسار هذه الجروح داخل الجسم مع العوامل السابق ذكرها يساعد كثيرا في معرفة ذلك .
وتتلخص مضاعفات هذا النوع من الجروح بالنزيف الدموي والسدة الهوائية وما يترتب عن اصابة الاحشاء داخل الجسم من مضاعفات .



4. الجروح الرضية اوالمتهتكة او السحقية :
تعرف الجروح المتهتكة بانها عبارة عن تمزق الجلد والانسجة تحته نتيجة الارتطام بجسم صلب راض او وقوعها بين قوتين متعاكستين ، مثل وقوعها بين العظام والجسم الصلب المسبب لها او وقوعها بين أي جشمين صلبين اخرين ، او نتيجة الضغط على الجلد او نتيجة تصادم الجلد والانسجة التي تقع تحته بجسم صلب غير منتظم او جسم صلب حاد نسبيا . وتتميز هذه الجروح بان حوافها غير منتظمة مع وجود جسور من الجلد او من الانسجة تحته سليمة تصل بين حافتي الجرح . كما ان الحواف تكون متسحجة ومتكدمة ، والشعر في منطقة الاصابة مهروسا ، كما يكون النزيف الناتج عن مثل هذه الجروح بسيطا ويكون الجلد والانسجة مرفوعا باتجاه القوة المستعملة . وقد يحمل الجرح مواصفات وشكل الاداة المستعملة اذا كانت تتصف بشكل هندسي متميز . اما تقدير مدى قوة القوة المستعملة فيعتمد على طبيعة الانسجة المصابة والاداة المستعملة وسرعة انطلاقها وعلى كون المصاب ثابتا في مكانه او متحركا باتجاه القوة المستعملة او عكس اتجاهها .

جروح الاسلحة النارية :
تنقسم الاسلحة النارية الى نوعين رئيسيين :
أولهما : الاسلحة المتفجرة ( المتفجرات كالقنابل ، والالغام وغيرها ) .
ثانيهما : الاسلحة ذات الاعيرة او المقذوفات النارية ( كالبنادق والمسدسات ) .


أولا : جروح الاسلحة المتفجرة :

ان الاصابات التي تلحق بالانسان نتيجة انفجار هذه الاسلحة ، والعلامات التي تتركها عليه تعتمد بصورة رئيسية على مدى قربه او بعده عنها . وتكون الاصابة الاشد في المنطقة المحاذية من الجسم للسلاح المتفجر ، وتتلخص هذه الاصابات والعلامات بما يلي :
أ-جروح واصابات نافذه وغير نافذه بفعل شظايا السلاح نفسه وشظايا اية مواد في منطقة الانفجار .
ب-حروق نتيجة اللهب والغازات ذات درجات الحرارة العالية نتيجة اشتعال المواد المتفجرة .
ت-وشم او نمش بارودي .
ث-التسمم بغاز اول اكسيد الكربون الذي يستنشق مع الغازات الناتجة عن اشتعال المادة المتفجرة .
ج-انزفة في الاحشاء نتيجة تخلخل الهواء بفعل الانفجار .
ح-اصابات غير مباشرة ناتجة عن الردم والانهيارات او سقوط الانسان من مكان مرتفع بفعل الانفجار .

ثانيا : جروح الاعيرة او المقذوفات النارية :
تنقسم الاسلحة ذات الاعيرة او المقذوفات النارية الى نوعين رئيسيين حسب ماسورة السلاح من حيث كونها ملساء ( بنادق الضيد ) ، او غير ملساء ( البنادق العسكرية والمسدسات ) . كما يختلف نوع العتاد في كلا النوعين .

أ-جروح بنادق الصيد ( بنادق خرطوش ) :
عند اطلاق العيار الناري من بنادق الصيد فان ما ينطلق من فوهة ماسورة السلاح على التوالي يشتمل على الحشار الخارجي وحبات الرش والحشار الداخلي وغازات ولهب ( احتراق ) ودخان ( اسوداد ) وجزيئات محترقة واخرى غير مكتملة الاحتراق من ملح البارود ( الوشم او النمش البارودي ) .
فاذا كان الاطلاق بتماس بين فوهة السلاح والجسم نجد ان نتائج الاطلاق وعلاماتها تدخل جميها من جرح واحد يسمى جرح المدخل ، وغالبا ما تستقر جميع هذه النتائج منتشرة في الجسم . وعند ابعاد فوهة السلاح تدريجيا عن الجسم نجد أن الجرح في الجلد يبقى جرحا واحدا لمسافة محدودة ثم تبدأ بعدها تتعدد الجروح بانتشار حبات الرش قبل وصولها الجسم ، كما تعجز نتائج الإطلاق الأخرى عن الوصول تدريجيا إلى الجرح المدخل أو حوله إلى أن تعجز عن الوصول نهائيا ما عدا حبات الرش وجزيئات ملح البارود . ويطلق على الإطلاق الذي لا يترك على الجسم من العلامات سوى آثار حبات الرش وجزيئات ملح البارود بالإطلاق القريب ، وسواء كان الإطلاق بتماس أو قريبا ، فان وصول نتائج الإطلاق ما عدا حبات الرش إلى الجسم يعتمد على وجود أو عدم وجود حاجز أو حائل بين فوهة السلاح والجسم . فإطلاق النار من خلال وسادة أو من خلال الملابس فإننا نجد هذه النتائج في جرح المدخل في الجلد وما حوله من الجلد أو في مساره في الجسم لا ينفي كون الإطلاق بتماس أو قريبا وهذا بطبيعة الحال يستوجب ضبط الوسادة أو الملابس أو غيرها قبل تحديد مسافة الإطلاق .
فإذا تقرر نهائيا بنتيجة البحث عدم وجود علامات التماس أو قرب إطلاق النار والتي آخرها في الظهور علامات ملح البارود ( الوشم أو النمش البارودي ) فان ذلك يعني الإطلاق البعيد ، أي أن الإطلاق تجاوز مسافة الإطلاق القريب .
ويمكن تقدير مسافة الإطلاق بصورة تقريبية من خلال قياس قطر انتشار جروح مداخل حبات الرش على الجسم . فقطر انتشار جروح حبات الرش بالبوصات ( الانشات ) يساوي مسافة الإطلاق بالياردات . إلا أن التقدير الدقيق لمسافة الإطلاق يستوجب الإطلاق التجريبي من نفس السلاح ونفس نوع العتاد المستعمل . وهذا يتطلب بالضرورة قيام الطبيب الشرعي بإثبات جميع علامات نتائج الإطلاق ووضعها وقياس إبعادها وتصويرها إن أمكن ليساعد ذلك في المقارنة عند الإطلاق التجريبي في المختبر الجنائي .


ب-جروح البنادق العسكرية والمسدسات :
تشمل نتائج إطلاق الأعيرة النارية لهذا النوع من الأسلحة وعلاماتها على التوالي ما يلي :
1.المقذوف ( الرصاصة ) وهو يحدث جرح المدخل وقد يحدث جرحا آخر إذا خرج من الجسم ( جرح المخرج ) .
2.الغازات ، وهي التي تدفع المقذوف وتكون بدرجة حرارة عالية وتحتوي على غاز أول أكسيد الكربون .
3.اللهب الناتج عن اشتعال ملح البارود ، وهو يحدث حرقا في الجرح أو حوله .
4.الدخان الناتج عن اللهب ، وهو يحدث اسودادا في الجرح وحوله .
5.جزيئات محترقة أو غير مكتملة الاحتراق من ملح البارود تخرج من فوهة السلاح بفعل الانفجار الذي يحدثه اشتعالها ، وتلتصق بالجلد والأنسجة في الجرح وما حوله ( الوشم أو النمش البارودي ) .

* الجرح الناتج عن المقذوف أو الرصاصة :
يتصف جرح المدخل دائما بوجود فقد أو ضياع في الجلد يتناسب قطرة أو مساحته مع قطر المقذوف الناري واتجاه دخوله . وهذا القطر أو المساحة يقل عن قطر المقذوف أو مساحته بسبب تمدد الجلد أولا ثم برجوعه إلى وضعه الطبيعي . كما أن وجود علامات الإطلاق بتماس أو الإطلاق القريب في الجرح وما حوله يؤكد أيضا كونه مدخلا لمقذوف ناري . وفي بعض الأحيان نجد حافة الجرح أو الثقب في الملابس ملوثة بما يسمى بالمسحة الرصاصية ، وهي عبارة عن جزيئات المواد التي تلوث المقذوف من ماسورة السلاح . وان أيا من هذه العلامات لا نجدها في جرح المخرج والذي يتصف بأنه على شكل تمزق في الجلد دون فقد منه .

*علامات اثر الغازات :
عند الإطلاق بتماس فان جميع الغازات المتحررة عن اشتعال ملح البارود تدخل في جرح المدخل . وفي حالة الجلد الملتصق بشدة في العظام تحته فان حجم الغازات المتزايد يؤدي إلى انفجار يتسبب بتشقق حافة المدخل بحيث يظهر شكل الجرح في صورته النهائية نجميا . ونظرا لارتفاع الجلد بفعل حجم الغازات المتزايد فانه يضغط ويرتطم بفوهة ماسورة السلاح مؤديا إلى كدم حلقي يمثل قطر فوهة ماسورة السلاح . أما إذا كانت الأنسجة رخوة فانه لا يتوقع حدوث مثل هذا التشقق أو التكدم في حافة الجرح . ونظرا لاحتواء هذه الغازات على أول أكسيد الكربون فانه يتحد بهيموجلوبين الدم والعضلات مؤديا إلى تلونها باللون الوردي . فإذا تجاوز الإطلاق التماس قليلا فان الغازات بحرارتها العالية تلفح الجلد مؤدية إلى حرق احمر سطحي ثم يتلاشى أثرها مع زيادة بعد فوهة السلاح عن الجسم .

*علامات اثر اللهب :
أن اللهب الناتج عن اشتعال ملح البارود يخرج من فوهة ماسورة السلاح والى مدى قريب منها ، ويؤدي في حالات التماس والإطلاق القريب من التماس إلى حرق في الجرح وحافته ، ويتلاشى اثر اللهب نهائيا بازدياد بعد فوهة ماسورة السلاح عن جرح المدخل .

*علامات اثر الدخان :
وينتج هذا الأثر عن اللهب المذكور أعلاه ويؤدي إلى اسوداد الجرح في حال الإطلاق بتماس والإطلاق القريب من التماس فقط .

*علامات جزيئات ملح البارود :
أن علامات جزيئات ملح البارود تسمى بالوشم والنمش البارودي ، وقد سميت بذلك لعدم إمكانية إزالتها من الجلد ألا باستئصال الجلد جراحيا ، وان الوشم أو النمش البارودي هو آخر علامات قرب إطلاق النار ظهورا ويمكن اكتشافه مخبريا عن طريق التحري عن مكونات البارود كيماويا وعن طريق فحص الجلد تحت المجهر حيث نشاهد جزيئات الكربون وملح البارود .

*تحديد اتجاه الإطلاق :
يتم أولا تحديد اتجاه دخول المقذوف الناري في الجسم في الوضع القائم العادي وذلك من خلال السحجات في حواف جرح المدخل ومن ثم يتم تصور اتجاه إطلاق النار ووضع الجاني من المجني عليه . ويجب ان لا يعتد دائما بمسار المقذوف الناري في الجسم أو بالمسار بين جرح المدخل والمخرج لان اتجاه المقذوف الناري داخل الجسم يتغير حسب طبيعة الأنسجة التي يصادفها في طريقه .

*إصابة العظام بالمقذوفات النارية :
يفترض دائما أن العظام تتكون من طبقتين أو صفيحتين أحداهما خارجية والثانية داخلية وبسبب انتشار ضغط المقذوف الناري عند ارتطامه ودخوله في الصفيحة الخارجية للناحية اليمنى من الجمجمة مثلا ، فان الفتحة أو الكسر في الصفيحة الداخلية يكون أوسع من الفتحة أو الكسر في الصفيحة الخارجية . وهذا ما يطلق عليه بالشطف الداخلي وهو ما يحدث دائما في جرح المدخل وعند خروج المقذوف الناري من الناحية الجدارية اليسرى للجمجمة فان الصورة تكون معكوسة ( الشطف الخارجي ) وهو ما يحدث في منطقة جرح المخرج .

* الآثار والأدلة المادية في الأسلحة النارية :
تشمل هذه الآثار والأدلة ، السلاح المستعمل ونتائج الإطلاق التي اشرنا إليها سابقا . ونظرا للأهمية المعلقة على هذه الاثار والأدلة فانه لا بد من توجيه العناية إليها بالبحث لابتداء من مكان الحادث أو مسرح الجريمة وانتهاء بجسم الإنسان . وانه لابد من الاستعانة بأصحاب الاختصاص من الخبراء في حصر هذه الاثار والأدلة ورفعها بطريقة علمية وسليمة تحفظ هذه الاثار والأدلة كما تحفظ ما تحمله من أثار دون تشويه أو إزالة ودون إضافة أية أثار جديدة عليها لان ما يتحرى عنه خبير الأسلحة من آثار وعلامات هي أثار وعلامات مجهريه ، وعليه فانه لايجوز للخبير أو الطبيب أن يلتقط الظرف الفارغ أو المقذوف الناري بملقط معدني وان يتجنبوا سقوطها على الأرض .... الخ .