عرض مشاركة واحدة
قديم 20-03-2013, 06:41 PM   #3
mustathmer
مشرف عـام المنتدى
  (ابو سعد)


الصورة الرمزية mustathmer
mustathmer غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 754
 تاريخ التسجيل :  November 2012
 أخر زيارة : 30-06-2025 (06:23 PM)
 المشاركات : 145,039 [ + ]
 التقييم :  38
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: العولمة وأثرها على السلوكيات والآخلاق



الإنسان العربى

ومن جانب آخر أشار الدكتور إبراهيم صبحى :إن العولمة كان لها آثارها وتجلياتها ( المعولمة) على كافة المستويات .. منها الثقافي والسياسي والاقتصادي خاصة في البلدان العربية وهنا سنحاول رصد بعض من هذه الآثار والتجليات التي أثارت لدى الإنسان العربي هواجس لا حد لها .. فالإنسان العربي يمر في الوقت الراهن بظرف تاريخي متدهور .... يعاني آثاره السلبية التي تدفعه لان يفكر وبصورة ملحة لإيجاد أجوبة تسعف حالة الركود الاقتصادي والجمود الفكري التي يعيشها . والعولمة ما هي إلا محو الحدود الثقافية وكسر الخصوصيات المحلية .. وتفتيت القوميات .. وهي في ذلك تسعى لأن يكون هناك صيغة واحدة موحدة على مستوى العالم .. بينما العالمية هي الانفتاح على العالم .. والتعرف على الثقافات المتنوعة .. أي التعرف على الآخر دون محو خصوصيته أو إلغاء هويته أو الإجهاز على حدوده .. فالعولمة والعالمية موقفان متناقضان اتجاه العالم والآخر .. فإن وجدت العالمية تلغى العولمة .. وإن وجدت العولمة لا يكون هناك عالمية ولكن يوجد تخلف وتبعية وتقليد .. إن العولمة هي اكتساب صفة عامة واحدة تلغي معها كل معاني الإنسانية.







حصان طروادة الجديد للتوغل والهيمنة باستهداف الحزام العربي والإسلامي

طوى الاستعمار القديم صفحته العسكرية ورحل، لكن لم يدع مستعمراته القديمة تهنأ بحريتها وتبني أو تعيد بناء ذاتها، وكأنه وريث لها في مقدراتها وخيراتها، فظل يتربص بها ويبحث عن قنوات جديدة تضمن له الوصاية، وقد كانت العولمة هي حصان طروادة الجديد لاستعادة المجد الاستعماري لا بالسلاح بل بأدوات عصرية تضمن له استنزاف خيرات هذه المجتمعات .. وإذا كان قدر العالم العربي والإسلامي بأنه جزء لا يتجزأ من الحزام القديم للدول الاستعمارية والتي عينها عليه وتدير الكون عبر العولمة التي تبدو ذات وجهين الحداثة والتحديث من جانب واخترق القيم والثوابت من ناحية أخرى، الأمر الذي يفرض ضرورة أن يتم التعامل معها وكأنها دواء مر والعبرة بالتشخيص الصحيح للداء حتى ننتقي منها ما يتلاءم وبيئتنا ويحافظ على صمودنا في مواجهة ما تحمله من أوجه مخاطر.. ترى ما هي رؤية الدبلوماسيين العرب.. هذا ما سنتابعه:


الظهور في الصورة

من جانبه يرى السفير الدكتور خالد زيادة سفير لبنان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، أن العولمة هي مسار كوني ونتاج لتراكمات كثيرة في مجالات عديدة ومتنوعة، على المستوى الاقتصادي عامة والتكنولوجي خاصة، الذي شهدا تطورات سريعة ومتلاحقة في وسائل النقل والاتصالات على مستوى البضائع والأفراد، ولم يعد يخفى على أحد الطفرة التي حققتها ثورة الاتصالات في مجالات الهواتف الذكية والإنترنت، وكلها ساهمت في تحويل العالم إلى قرية كونية كبيرة.
واوضح زيادة أنه قد يخطئ من يظن أن العولمة تسير في اتجاه واحد، وإنما هي تأخذ مسارات متعددة بمشاركة كل الأمم ، وقد تلتقي وتتقاطع، لكن المهم أن العولمة ليست سياسة دولة بعينها، أو تستهدف طرفا بعينه أو دولة محددة، مؤكداً أنه قد يجانب الصواب من يحصر العولمة في منظور المقارنة التي تحاول تصنيف العولمة إما جانب الشر أو الخير، فمثل هذا لا يجوز أن تقاس به الأمور كما لا ينبغي أن تأخذ كل وقتنا، ويجب علينا أن نجعل جوهر ما يشغلنا أن نعتبر أنفسنا جزءا من هذا العالم، وما يناله سوانا ينبغي أن نناله نحن بدرجة أولى ، وما تستفيد منه الأمم الأخرى يكون لنا منه نصيب، فالعالم يتغير وعلينا أن نفهم ما يجري من حولنا حتى لا نكون بعيدا عن الصورة .


الوجه الآخر

من جانبها رأت الدكتورة تغريد عبده الحجلي رئيسة مكتب المرأة بالمجلس الوطني السوري، أن العولمة اخترقت حياتنا وواقع نعيشه ومنتجات نستهلكها ومفردات تنفذ حواجز الجدران عبر الأثير بدون استئذان ، وتؤثر فينا ، حتى ولو لم نكن راغبين في ذلك، موضحة أن ذلك إنما يعود في الأساس إلى طبيعة الأسس التي تقوم وترتكز عليها فلسفة العولمة، والمتمثلة في جوهرين وهما: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والليبرالية الجديدة، والتلاقح بينهما ينتج تقلص للسيادة الوطنية للدول وتهميش لدورها.
وأضافت إن للعولمة وجهين، وإذا كنا في زحمة الحياة لا نكاد نرى غير الوجه الباسم للعولمة إلا أن هناك وجهاً آخر أشد خطورة، يتمثل في إن العولمة سعي لمحو الإرادة الوطنية المستقلة للدول والشعوب، فهي والدولة الوطنية المستقلة نقيضان، وجود احدهما ينفي وجود الأخرى، فالعولمة تتطلب فتح الحدود ورفع الدولة عن الحواجز الجمركية وحرية انتقال الأموال عبر البنوك وإلغاء القطاع العام والإسراع في خصخصته، وعلى هذا ليست وظيفة الدولة حماية الاقتصاد الوطني بل تشجيع الاستثمار الأجنبي. العولمة تتطلب الدولة الرخوة الضعيفة على حد وصف البعض بمعنى أن ترخي الدولة القوية قبضتها شيئا فشيئًا عن الاقتصاد تحقيقا لمصالح الشركات متعددة الجنسية أي غرض العولمة تقليل قيمة الدولة لصالح تلك الشركات وأن تتحول الدولة الى حامٍ لمصالحها.

إن العولمة ليست مشروعا يخدم مصالح كل الشعوب، بقدر ما هي موجهة لفرض هيمنة القطب الواحد على مقدرات الشعوب الأخرى، وأن مفهوم فرض الهيمنة قد تطور من الغزو العسكري واحتلال الأراضي إلى الوسائل الاقتصادية والغزو الثقافي لسلب ثروات الشعوب المستضعفة.

التكتل هو الحل

من جانبه أكد رجب معتوق ( الليبي الجنسية )الأمين العام للاتحاد الدولي للعمال العرب، على أهمية بناء تكتل اقتصادي عربي قوي لمواجهة التحديات التي تفرضها العولمة.
واضاف إن العولمة ليست مشروعا يخدم مصالح كل الشعوب، بقدر ما هي موجهة لفرض هيمنة القطب الواحد على مقدرات الشعوب الأخرى، وأن مفهوم فرض الهيمنة قد تطور من الغزو العسكري واحتلال الأراضي إلى الوسائل الاقتصادية والغزو الثقافي لسلب ثروات الشعوب المستضعفة. موضحاً أن تحكم الشركات دولية النشاط في الأسواق العالمية عامة والعربية والإسلامية خاصة أدى إلى الإضرار بالأيدي العاملة المحلية وزاد من نسبة البطالة والفقر، وبالتالي أصبحت العولمة كشقي رحى تطحن الناس وتدمر تماسكهم الاجتماعي، وتعمل على تعميق التفاوت في توزيع الدخل والثروة بينهم، واتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء، التي أدت لانتشار ظاهرة التربص الاجتماعي داخل المجتمع الواحد.


لا للهروب

من جانبه أكد الدكتور رائد الجبوري الباحث العراقي في الدكتوراة بجامعة عين شمس، أن أخطر ما في العولمة من ملامح محاولة مساسها بالثوابت الدينية التي تدعو وتحث عليها الأديان والدين الإسلامي على وجه التحديد كالأمر بالفضائل والمعروف، وكذلك القيم العربية الأصيلة، كالنخوة والشجاعة والوفاء بالعهد، حيث تحاول العولمة إزاحة كل ذلك لتحل محله ما تتبناه من قيم لنشرها في مجتمعاتنا من قيم زائفة ودخيلة على تاريخ أمتنا وتراثها الحضاري والفكري.
وقال الجبوري، إن فقه التعامل مع الواقع يفرض علينا ألا نكون كسياسة النعام، ومن الأهمية أن نربي أجيالنا والنشء على اعتزازه بهويته بعمقيها الديني والحضاري والتي لا بديل لها من أية حضارة أخرى مهما بدا في زينتها، خاصة وأن ثقافتنا التي بطبيعتها عالمية، قد أبدعت وأضافت وأعطت، وأنه رغم خصوصيتها كانت وستظل إنسانية شاملة، لا بتراثها الإسلامي ـ وهو ذروة عطائها ولكن بما تجاوزته من عناصر الحضارات الأخرى، وبلغتها العربية وفنونها وآدابها، وأنه متى أمتنا أرادت مواجهة مساوئ العولمة فلا يكون ذلك إلا بالتعليم والتدريب والتثقيف والتحصين ورفع الكفاءة وزيادة الإنتاج ومحاربة الجهل وخفض معدلات الأمية المرتفعة، والعمل على النهوض بالأمة في شتى الميادين دينيا وثقافيا سياسيا وعسكريا واقتصاديا وتقنيا، ومحاربة أسباب التخلف والفساد.


طوق النجاة

من جانبه أكد السفير الدكتور عبدالملك المنصور مندوب اليمن السابق بالجامعة العربية، أن العولمة هي حصان طروادة الجديد ليعبر به دعاة الهيمنة للتوغل والهيمنة على العالم بصفة عامة والحزام العربي والإسلامي خاصة، موضحا أن العولمة وفقا لمفهومها العلمي المبسط تتستر خلف شعارات إزالة الحواجز بين الأمم والشعوب والانفتاح على الآخر، وبالفعل قد بدأ ذلك بالجوانب الاقتصادية وإلغاء الجمارك الذي استفادت منه الدول الغربية المصدرة فانسابت بضائعها تغرق الأسواق العالمية، وسقطت تحت أقدامها الصناعات الوليدة في المجتمعات النامية والتي تعتبر الدول العربية والإسلامية شريحة منها، وليت الأمر توقف عند حد السلع والبضائع، لكنه تخطى التأثير تلك الجوانب المادية إلى الشاطئ الآخر عند المحيط الثقافي، حيث هناك تعمد واضح لتلتهم عصا الثقافة الغربية كل ما تلقيه الثقافات الأخرى، حتى تذوب وتندثر
أضاف المنصور: إن شر العولمة واقع لا مفر منه، ولكن المهم كيف نواجهه كأمة عربية وإسلامية بالتنسيق مع باقي المجتمعات في دول العالم الثالث والنامية التي تقاسمنا تلك الهموم المشتركة، من أجل أن تكون هناك إستراتيجية واضحة المعالم، تنشر فلسفة ضرورة التمسك بالثقافات المحلية والقطرية وتقوية النزعات القومية، وإحياء الدور الحضاري للأمم صاحب الإرث القديم، ثم الإعلاء من قدر لغتنا العربية والاحتفاء بها وتعريب العلوم، والتمسك بقيمنا وثوابتنا الدينية التي حثنا عليها الإسلام، كطوق نجاة من الغرق في العولمة .


لا مساس بالثوابت

من جانبه أكد توفيق العلاف مدير وكالة الأنباء السعودية في القاهرة على ضرورة عدم إغفال الواقع، وأن كأس العولمة رغم طلاسمه فقد يكون لازما أحيانا، إلا أن المهم إذا كنا نتعامل معه كدواء مر، فينبغي أن يكون تشخيصنا للداء صحيحا أولا وقبل كل شيء، وحينما نضع أيدينا على مواضع الألم في جسدنا، يكون بمقدورنا أن نغربل وننتقي من العولمة ما يتوافق معنا ونطرح جانبا ما يتنافى وطبائعنا وعاداتنا وتقاليدنا.
وأوضح العلاف أن الانفتاح على العولمة والمعلوماتية في مستوياتها وأبعادها المختلفة أمر مرغوب فيه، بل وضروري أحيانا، لكنه ينبغي أن لا يؤدي إلى المساس بمقومات الهوية الثقافية العربية الإسلامية وثوابتها، وكذلك عدم المساس بالخصوصية الوطنية لللأمة، أو المؤسسات المسؤولة عن التنشئة الاجتماعية، وأن تهيئ الوسائل والأدوات المناسبة لحماية أبنائنا وتوعيتهم، وأن تحصنهم، وتزودهم بالمهارات العقلية وبالقيم الأخلاقية القادرة على الوقوف في وجه الثقافات الدخيلة عبر الأثير.







هل يصبح العالم بلا حدود ؟ ابحث عن «العولمة»..!

ما علاقة العولمة بالحداثة ؟ هل هي امتداد لها ؟ أم أنها محاولة لهدم القديم تماماً، بحجة الانفتاح والتلاقي بين الشعوب والحضارات، ما قد يرسخ لبقاء الأقوى، وتلاشي الضعفاء تماماً ؟
عن هذه الإشكالية، كانت هذه الرؤى والأطروحات :


امتداد للحداثة

بداية، ترى الكاتبة السعودية د. ملحة العبد الله أن العولمة امتداد للحداثة، معتبرة أننا كثقافة عربية لا نعير المدارس الفلسفية الغربية أي اهتمام، بينما الحقيقة غير ذلك، فكل الأفكار والمدارس تتسرب إلى عروقنا كالماء والهواء، فتغير في تركيبتنا النفسية والاجتماعية والتاريخية والعلمية وكل معطيات الحياة، فالسماوات المفتوحة أصبحت تشكل فضاء لا فكاك منه، وأشارت إلى موسوعتها (حكمة النقد بين الأنس والاغتراب) التي تبنتها وزارة الثقافة والإعلام السعودية بأن اشترت الطبعة الأولى بأكملها، ومما نتج عن هذا المبحث الهام هو تلك الهوة السحيقة بين الفرد والنخبة في ضوء ثقافة العولمة المفتوحة ما نتج عنه ثقافة النزوح المكاني والزماني، وبذلك خسرنا جيلا كاملا نازحا نحو العولمة رضينا أم أبينا، ما أسفر عما سمته "ثقافة النزوح"، وتضيف أن المسألة شديدة الخطورة، لأنه لم تعد هناك حدود وتأشيرات، فالانسان ينزح في ثوان ويتجول في العالم يتأثر ويؤثر ثم يعود إلى واقع قد لا يرضى عنه, محذرة من غضب عارم لدى الفرد خاصة الشباب العربي .. هذا أولا.
ثانيا : فلسفة إسقاط الكاريزما التي نادى بها روي أنديك وتوماس فريدمان وغيرهما، باعتبار أنه يجب إسقاط أي كاريزما ابتداء من الأب وانتهاء بالسلطة.
ثالثا : زحزحة النسق: وهو أهم من عنصر الفلسفة التفكيكية التي تعتمد على( إزاحة المقولات، إزاحة كاملة للتعارض الكلاسيكي للنسق، تصدع الخطاب، تآكل الخطاب، نفي البرهان المنطقي، الاتكاء على فكرة السبب، لا يلجأ الى مبدأ منطقي، بل يستخدم المبدأ نفسه، قلب التراتبية فيصبح السبب أصلا، انهيار فكرة النسق ) وكثير من المبادئ التي يظنها الفرد منا مجرد تنظيرات وهذا ما نراه في الخطاب عبر الفضائيات، حيث إن كل فرد يرى الحقيقة المطلقة من وجهة نظره ولا حقيقة غيرها فتتقطع أواصر الحوار المثمر، نعم يوجد حوار ولكن لا فائدة لعدم اقتناع أي فرد بوجهة نظر الطرف الآخر، وذلك نتاج ما ذكرته في العناصر السابقة التي لا يتسع المجال لشرحها. قد يريد أن يعظم فكرة الكذب، فالكذب لدية عنصر عام لأنه يرى أن أي قول يصدر من المخيلة، فالمخيلة دائما كاذبة، وبالتالي لا حقيقة مطلقة وهذا واضح في علاقاتنا الخطابية والثقافية في الوطن العربي كله وليس في بلد بعينه، وعليه فإن استيراد هذه الثقافة، بل اقتحامها حياتنا دون استئذان يتوجب دراستها وما مدى تأثيرها على وطنيتنا، لانها أنتجت في وطن مغاير قد لا يصلح لنا، وعليه فإنني وجدت سمة من الاغتراب في الواقع الثقافي نتاج كسر الجسر بين النخبة والعامة فلم نهتم ونتدارس هذا الفكر الجديد.


لماذا نكرهها ؟

من جهته، يقول الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية : العولمة تعني ازالة الحواجز أمام حركة الناس والمنتجات والصناعات. أعتقد أن امريكا كانت عنيفة جدا في العولمة، لذلك سميت العولمة بالأمركة وأن ثقافة واحدة تغني عن جميع الثقافات، لكن في اوروبا بشكل عام التنوع في الثقافات يعني ثراء في العولمة، نجد في باريس أنواع ثقافات مختلفة، لان باريس ضد العولمة التي تفرض نفسها، لذلك أعطت مساحة للثقافات الأخرى، وأكد أنه شخصياً يرفض الافكار الاستعمارية الاستعلائية، لأن العولمة تعني تغليب ثقافة على ثقافة أخرى ولا وجود لمن يختلف مع هذه الثقافة، وأعتقد العالم الثالث ظل يعاني سنوات طويلة من الاستبداد، وأصبح يكره فكرة العولمة باعتبار أنها تعني الهيمنة الأمريكية، ما جعل الجميع يكره العولمة تماما.


حيث لا ندري

أما الدكتور محمود الضبع أستاذ النقد بجامعة قناة السويس، فيقول: إن العولمة هي التي أحدثت الثورة التكنولوجيا على هذا النحو لا يمكن السيطرة عليها في إطارها. كما أنها تتدخل في كل شئ بدءا من تدجين الحياة نفسها ، وما حملته من هندسة وراثية غدت تتحكم في كل حيوي، كذلك .. تمتلك المهارات الثلاث الساحرة القادرة على اختراق الزمان والمكان والانتشار بخفة. أما المأزق التكنولوجي فلا يتمثل في المعرفة بكيفية استخدام التكنولوجيا ، ولا في نقل وسائلها، لكن في إمكانات إنتاجها، إذ ستنمحي أمم بأكملها ما لم يكن لديها هذا الإنتاج وستزول معارف وثقافات ولغات وعلوم، وسيتحول العالم إلى كوكب بيوتكنولوجي يترابط لا سلكيا ويطرد من بين أصابعه العوائق والسدود التي تقف في طريقه. إنه مأزق الحياة أمام الحياة، والوجود أمام العدم، والطريق يمضي سريعا إلى حيث لا ندري، ويضيف : إن الحداثة نقلة نوعية في النظر للحياة، حيث تشير إلى التجديد والتحديث في بنية الفكر بدءا من الهجوم على القديم غير المناسب لروح العصر وانتهاء بالدعوة لحرية الفكر مهما كانت أبعاده، فنية أو ثقافية أو عقدية وهو ما كان يتناسب مع المجتمعات الغربية التي كانت تسعى لتقويض سلطة الكنيسة والدين لصالح الفكر الحداثي، وإن كان هذا الطرح قد أوقع الحداثة العربية في مأزق الصراع مع الدين والقيم الأخلاقية والموروث الفكري ما أدى لأزمة عربية لم تصل إلى حل حتى وقتنا الراهن.


غموض وسوء فهم

من جهتها، تقول الطالبة السعودية تركية الطويرقي، ماجستير أطفال ذاتويين بكلية رياض أطفال جامعة القاهرة : إن العولمة ليست مفتاحا للسعادة أو منقذا ينتشلنا من الفقر والأمية والواقع المر. هي أيضا ليست غولا أتى لابتلاعنا، فلا هي خير خالص، ولا هي شر خالص، لكنها نظام عالمي ساري المفعول فيه من السلبيات مما فيه من الإيجابيات، فعلينا أن نتحصن ضد كل ما هو خطر ومهدد في نظام العولمة ونتسلح ضده سواء في الاقتصاد أو في السياسة أو في الثقافة، وعلينا أيضا أن نحسن استغلال الفرص التي تقدمها العولمة، فالحل ليس في رفضها والانغلاق على الذات، فلا نملك - نحن دول العالم الثالث - القوة الفاعلة أو حتى الوقت في التردد و الاختيار، لذلك أجد نفسي من منطلق اهتماماتي بالطفولة ان أحمل المؤسسات التعليمية توجيه الناشئة للاستخدام الأمثل للتطور المعلوماتي من خلال اكتشاف مواهبهم وابداعاتهم والابتعاد عن الاتجاهات السلبية في استخدامها.


امتداد طبيعي

يقول محمد المرحومي رئيس اتحاد الطلبة السعوديين بمصر، والطالب بالاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري : إن العولمة تمثل امتداداً طبيعياً للحداثة، لكنها في الوقت نفسه تشكل تجاوزاً لها، بل لعلها أقرب إلى مرحلة «ما بعد الحداثة» التي قامت فكرتها على الانطلاق من تجربة الحضارة الغربية ومن ثم إجراء مراجعة نقدية لها وتجاوزها، والتأسيس لوعي حضاري جديد أساسه تنوع الثقافات والتعددية والسياسية والحضارية، وقد تزامن بروز اتجاه «ما بعد الحداثة» مع صعود ظاهرات جديدة تمثلت في انتقال الرأسمالية إلى طور الرأسمالية العابرة للقوميات وظهور وقطور مراكز رأسمالية عالمية جديدة ومتنافسة وانتشار النتائج العظيمة للثورة العلمية التكنولوجية الثالثة وبروز طبقات اجتماعية جديدة.‏


عالمية الإسلام

وأضاف الطالب السعودي محمد مبارك ( ماجستير بكلية العلوم جامعة القاهرة إن الله - عز وجل - مَنْ علينا وأكرمنا بعظمة الإسلام بما يضمه من ثقافة وعلم وسلوكيات أخلاقية وتداولات اقتصادية ما ان طبقناها كنا أفضل الأمم، بالاضافة الى ما كان ومازال لأمتنا من تاريخ أتى عليها الإسلام ليتمم عليها تلك المكارم. ففي عصر اصبح العالم متقارب المسافات - إن وجدت - يجب هنا ان ندرك اننا لسنا نعيش بمعزل عن العالم ولا نحن الحلقة الأضعف بين الأمم، بل يجب التمسك بحضارتنا ونهجنا البناء في الحوار لنشر ثقافتنا وتبيانها للشعوب لا فرضها وايضاً تقبل نهج وثقافات الشعوب الأخرى واحترامها دون التأثر بها وفقد جزء من هويتنا. نعم تلك هي العولمة التي يجب ان نكون الجزء البناء القوي منها علميًا وثقافياً وتقبل الحسن منها ودرء السيئ. الجدير بالذكر ما قام به الملك عبد الله بن عبد العزيز - أطال الله في عمره - من مجهودات جمة علمياً وأدبياً لنكون منبراً لمواكبة حداثة العصر والتطورات السريعة في شتى المجالات لنكون جزءا لا يتجزأ منها محلياً لنهضة المملكة، وعالمياً لتجارب يستفاد منها.


 


رد مع اقتباس