منتدي نبض السوق السعودي - عرض مشاركة واحدة

16-11-2016, 01:31 AM

من يسكن الكرملين خلفا لـ"بوتين" عقب تقرير هز موسكو عن مرضه واحتمال تنحيه؟

2016-11-15 أرقام

زعم المحلل السياسي والمؤرخ الروسي الشهير "فاليري سولوفي" في مقابلة أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" البالغ من العمر 64 عاما يفكر في التنحي عن منصبه كرئيس للبلاد بسبب "ظروف معينة" سوف تجعله في حاجة إلى الابتعاد عن دائرة الأضواء خلال العام القادم.

ولمح "سولوفي" الذي يعمل أستاذا بمعهد موسكو الحكومي للشؤون الخارجية أن "بوتين" الذي رحب بانتخاب "ترامب" كرئيس للولايات المتحدة قد يضطر إلى التنحي بسبب المرض، وأنه من المحتمل أن يحتاج الرئيس الروسي إلى تجنب الأضواء في عام 2017 لعدة أشهر، وأن ظهوره في تلك الفترة سيكون نادراً.

وعندما سئل "سولوفي" بشكل مباشر إذا كان لدى بوتين "مشاكل صحية" أجاب بغموض "اسمحوا لي ألا أقول أكثر من ذلك، لقد قلت ما فيه الكفاية، واسمحوا لي أيضاً أن أؤكد مرة أخرى أن هذه المعلومات ليست مؤكدة تماما، ومع ذلك فإنه ينبغي النظر فيها".

بداية القصة

وظهرت هذه القصة التي شملت تصريحات "سولوفي" لأول مرة على أحد المواقع الإخبارية القريبة من الكرملين يدعى "موسكوفسكي كومسوموليتس" المعروف اختصارا "إم كيه" ونقلتها "ديلي ميل" وذلك قبل أن يتم حذفها في غضون ساعات من على الموقع الروسي.

وعلى الرغم من ذلك أصر "سولوفي" على أن كل ما ذكره صحيح، ليضيف قائلاً: "سيتمكن الجمهور المحترم من التأكد مما تم ذكره خلال هذه المقابلة قبل نهاية العام".

ولمح التقرير إلى أن احتمال وجود مشاكل صحية قد يدفع "بوتين" للاختفاء عن الأعين، لكنه ًأشار أيضا إلى احتمال تنحي رجل روسيا القوي جانباً ليفسح المجال أمام خلف له يتمتع بعلاقات أفضل مع الغرب لتولي المسؤولية.

وظهرت القصة تحت عنوان: "عاصفة 2017 الرعدية: ربما يخلف أحدهم بوتين خلال عدة أشهر"، وذكر التقرير المحذوف اسمين اثنين كبدائل محتملة لـ"بوتين"، الأول هو رئيس الوزراء الحالي "ديمتري ميدفيديف، والذي عمل سابقاً كرئيس للبلاد لمدة 4 سنوات انتهت في العام 2012، والثاني هو "أليكسي ديومين" البالغ من العمر 44 عاماً، وهو الحارس الشخصي السابق لـ"بوتين" وكذلك نائب وزير الدفاع السابق، والذي ينظر إليه من قبل مراقبين على أنه يتم إعداده للقيام بدور أكبر في مطبخ السياسة الروسية.

كما لمح التقرير أيضاً إلى أن هناك صراعاً على السلطة تورط به بعض القيادات الأمنية من ذوي النفوذ المقربة من "بوتين" والذين يعارضون تولي "ميدفيديف" المهمة خلفاً له.

وقال "سولوفي" الذي يبدو أن له مصادره الخاصة داخل الكرملين إنه يجرى الآن النظر بشأن احتمال عقد انتخابات رئاسية مبكرة لعام 2017 أي قبل عام من انتهاء ولاية "بوتين" في 2018.

كم عدد من قرأ التقرير قبل حذفه؟

ومن جانبه أشار راديو "أيكو موسكو" المستقل تحريرياً والمملوك لشركة "غازبروم" النفطية إلى التقرير المحذوف، وقال إن الأمر سيتضح في شهر ديسمبر/كانون الأول.

وتساءل أحد المعلقين من خلال الراديو قائلاً: "لماذا فزع المحرر؟ ما الشيء شديد الخصوصية فيما قاله هذا الرجل؟ أو أننا ليس مسموحا لنا الكلام عن أي شيء على الإطلاق الآن؟".

ووفقاً لموقع "ميدل ليكس" الإخباري الروسي فإن هناك أكثر من 50 ألف شخص قاموا بقراءة الحوار قبل حذفه من على الإنترنت.

وتخرج "سولوفي" البالغ من العمر 56 عاماً من معهد لونوسوف موسكو الحكومي، ليعمل بعدها بالأكاديمية الروسية للعلوم ومؤسسة جورباتشوف، كما أمضى عاماً بكلية لندن للاقتصاد "إل إس إي"، وهو عضو الآن بمجلس الخبراء في مجلة "جيوبوليتكس" منذ عام 2009.

وقال "سولوفي" إنه من المنطقي إجراء انتخابات مبكرة، مضيفاً أن الفكرة التي كانت لا تصدق على الإطلاق أصبحت محل النقاش الآن، ملمحاً إلى أن "بوتين" لن يكون من بين المرشحين.

ورداً على سؤاله حول السبب قال: "من ناحية بسبب الظروف الصحية ومن ناحية أخرى بسبب الاعتبارات الجيوإستراتيجية"، مضيفاً أن "بوتين" أصبح مقتنعاً في الوقت الراهن بأنه طالما هو رئيس البلاد فمن غير الممكن تحسين العلاقات مع الغرب، ومن أجل تحسين هذا الوضع يجب أن يمثل روسيا شخص آخر في المفاوضات.

من يخلف "بوتين"؟

وطرح "سولوفي" اسم رئيس الوزارء الحالي "ديمتري ميدفيديف" كبديل لـ"بوتين" لكنه أشار إلى أنه غير محبوب من قبل البعض بما في ذلك لوبي الأمن القوي.

بينما كان البديل الآخر هو "أليكسي ديومين" الذراع اليمنى لـ"بوتين" والذي ساعده الرئيس الروسي للتقدم بخطواته الأولى خلال الحياة السياسية بعد أن عينه حاكماً لمنطقة تولا، وهو الرجل الذي لعب دوراً رئيسياً في الاستيلاء الروسي على شبه جزيرة القرم.

وعلى الرغم من إشارة "سولوفي" إلى أن بوتين قد فقد الثقة في لوبي الأمن، إلا أنه أشار إلى أن وزير الدفاع السابق وكبير العاملين في الكرملين "سيرجي إيفانوف" -جاسوس الـ"كي جي بي" السابق الذي أتمت إزاحته مؤخراً عن المشهد- يمكن أن تشمله قائمة المرشحين.

وبدا توقيت ظهور القصة غريباً إلى حد ما، حيث إنها نشرت في اليوم التالي لانتخاب "دونالد ترامب"، والذي يراه "بوتين" كزعيم غربي نادر يمكن أن يتم العمل معه.

ولا يزال السبب في حذف التقرير غير واضح، بينما أشارت تكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن الحذف أتى بناءً على تدخل من جهات رقابية، ولم يصدر تعليق فوري من الكرملين.