hassan hassan


في السنوات الاخيرة التي تعافت فيها المنطقة من الازمة المالية لعام 2008، لوحظ لاسيما باخر سنة تكبد شركات مقاولات كبيرة في دول الخليج خسائر واضحة، او تنامي الحديث عن تعثر عدد منها لاسيما ان كانت غير مدرجة بالاسواق المالية.
في الامارات هناك ارابتك ودريك آند سكل تكبدتا خسائر مهولة في الربع الثالث ، وارابتك مستمرة بالخسائر منذ نهاية 2014 .. السبب الذي افصحت عنه الشركتان غير واضح ابدا بل كان مغرق بالرمادية، وهو : زيادة التكاليف والمصاريف وتراجع الايرادات وتكبد أعباء كبيرة غير متكررة ساهمت في صافي الخسارة.
دريك اند سكل قالت انها اتخذت نهجا أكثر تحفظا فيما يخص وضعها المالي عن طريق استقطاع عدد من المخصصات بسبب مناخ الاقتصاد الصعب من حيث انخفاض أسعار النفط وركود قطاع البناء والتشييد وازدياد حدة المنافسة في الأسواق، وتأجيل بعض المطورين والعملاء مدفوعاتهم وتأخير مواعيد تسليم المشاريع.
هناك شركات مقاولات في السعودية كالمعجل وربما (سعودي اوجيه) وبعض الشركات الاخرى تواجه ظروفا صعبة.
تحصل هذه الخسائر على الرغم من المناخ الجاذب في الخليج: حيث السيولة مرتفعة لاسيما قبل 2015 والمشاريع كثيرة وبالاخص الحكومية، والضرائب معدومة والعمالة رخيصة جدا الى درجة محرجة ... وهناك في المقابل العديد من المقاولين لاسيما من غير الخليجيين يعيشون اوضاعا افضل بكثير.
المتعارف في دول عديدة اخرى لاسيما في المحيط العربي ان المقاولات هي مسرح الثراء، حيث يصعد المقاولون لاسيما منفذي المشاريع الحكومية على سلم الثراء سريعا .. ولا يهم دقة هذا الكلام ... لكن المهم : لماذا تتعثر وتخسر شركات المقاولات في الخليج رغم كل عوامل النجاح المتوفرة؟ هل لسبب كثرة المشاريع وبالتالي التيهان فيها والوقع في مشاكل مع العملاء تتعلق بالشروط الجزائية او تعثر العميل وافلاسه ؟ ام ان المستحقات الحكومية وغير الحكومية من العملاء تتاخر او تمنع لاسيما عند الاخلال باي شرط ؟ ام هناك سوء ادارة وتدبير ؟ ام ان التكاليف ضخمة والمنافسة شديدة وهامش الربح صغير يحترق عند ادنى تأخر او تعثر او مخالفة ...؟؟