30-06-2015, 10:33 AM
|
#16
|
مشرف نبض الأسهم و رئيس قسم التحليل الفني والمالي
** أبوفهد **
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 5813
|
تاريخ التسجيل : November 2013
|
أخر زيارة : 03-07-2025 (01:12 AM)
|
المشاركات :
42,615 [
+
] |
التقييم : 27
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Darkred
|
|
رد: البورصات العربية تغلق على انخفاض بفعل أزمة اليونان
اليونان: استفتاء على اليورو أم على تسيبراس؟
من يزور أثينا في هذه الأيام ويجول في أحيائها وأسواقها، ويتحدث مع أهلها، من سائق التاكسي إلى رواد المتاجر والفنادق والمقاهي، وصولا إلى مؤسساتها، لا سيما مصارفها، يتسنى له أن يسمع النقاش العالي اللهجة الدائر في شوارعها حول الأزمة الاقتصادية الضاغطة على اليونانيين، بمعظم فئاتهم، لا سيما الفقراء وذوي الدخل المحدود.
قبل أن تسأله، يبدأ السائق «آلكس»، وبكلمات إنكليزية ركيكة في التعبير عن غضبه مما يحصل، وكيف وصلت الأمور إلى هذه الدرجة: «كان علينا التريث في تغيير عملتنا (الدراخما) والانضمام إلى منظومة اليورو. دخول نظام اقتصادي جديد كان يحتاج إلى شروط إصلاحية لم نكن مهيئين لها. الحل بالنسبة لنا هو الدخول الى مجموعة البريكس، لأن روسيا والصين هما الدولتان الوحيدتان القادرتان على مساعدتنا في ظل الهجمة الألمانية علينا بعد كل ما فعلناه منذ العام 2010».
«آلكس» الخائف من التطورات الآتية، كان يترقب بكثير من القلق، أمس، مشهد المصارف المقفلة لمدة أسبوع. هذه الخطوة التي قررها ال المركزي اليوناني، ترافقت مع إجراءات أقرتها الحكومة اليونانية، وأبرزها مراقبة التحويلات إلى الخارج كونها باتت تحتاج اليوم إلى موافقة وزارة المال، كما بالنسبة إلى وضع سقف لسحب الأموال النقدية من ماكينات الصرف الآلية (آي تي أم) في الشوارع (60 يورو يوميا)، وهو رقم قليل بالمقارنة مع أزمة قبرص التي سمحت حينها بسحب لا يتجاوز 300 يورو يوميا.
هذا الواقع جعل عشرات، لا بل مئات اليونانيين، يصطفون أحيانا أمام الماكينات لسحب الأموال، إذا ما تم العثور على ماكينة غير فارغة، في رحلة جعلت الطوابير الطويلة تستمر إلى ما بعد منتصف الليل حيث بلغ مجموع السحوبات خلال عطلة «الويك إند» (نهاية الأسبوع) 1.3 مليار يورو من حسابات اليونانيين. وإذا ما استمر المشهد على حاله، بوجود 14 مليون بطاقة ائتمان، فسيتم سحب 840 مليون يورو يوميا وهو ما سيزيد من مفاعيل الأزمة.
الخوف من المستقبل واضح على وجوه اليونانيين، ويتم التعبير عنه بالتحسر على أيام «الدراخما» من قبل الطبقات الفقيرة والمحدودة الدخل، وهم يلجأون إلى العملة النقدية اليوم خوفا من تداعيات غير محسوبة، حيث أصبح «الكاش» موضع ترحيب أينما كان، في التاكسي والمطعم والمقهى والفندق والمحلات التجارية، التي خلت من روادها، سوى بعض السياح الذين أيضا تحسبوا من صرف الأموال النقدية التي بحوزتهم بسبب رفض استعمال بطاقات الائتمان في معظم الأماكن نتيجة إقفال المصارف، ما جعل الشوارع والمتاجر شبه فارغة وكأن الساعة قد توقفت في اليونان.
وعلى الرغم من الغضب الممزوج بالحزن على واقعهم، إلا أن معظم اليونانيين يفضلون البقاء في منطقة اليورو، وهو ما يمكن أن يتم التعبير عنه في الاستفتاء المنتظر حول المقترحات الأوروبية والدول الدائنة في الخامس من تموز المقبل، والذي سيشكل محطة مهمة بالنسبة لليونان، كما بالنسبة لرئيس الحكومة ألكسيس تسيبراس.
تسيبراس، الشاب المحبوب شعبياً برغم عدم خبرته الواسعة في السياسة الدولية، اليساري الانتماء والذي يواجه نظاماً مالياً عالمياً متفلتاً ومتوحشاً، يمارس سياسة حافة الهاوية في هذه الأيام عبر اللجوء إلى لعبة الوقت، خصوصا في مواجهة استحقاق الثلاثين من حزيران أمام صندوق النقد الدولي، والبالغة قيمته 1.6 مليار يورو، فإذا تخلّف عن سدادها لديه مدة شهر قبيل إعلان الصندوق عن قراره بإعلان اليونان دولة مفلسة، ما يعطيه مهلة إضافية للتواصل مع دائنيه لإيجاد اتفاق ما، وإلا سيتحمل نتائج هذا القرار بتداعياته الكبيرة على سمعة اليونان وموقعها في أوروبا.
تسيبراس، الذي التزم عند انتخابه بمجموعة من التقديمات الاجتماعية ومنها الحفاظ على نظام التقاعد وعدم رفع القيمة المُضافة وغيرها، يجد نفسه اليوم رهينة إرضاء ناخبيه، كما رهينة إرضاء الولايات المتحدة ورهينة تفهُّم صندوق النقد الدولي الذي لا يزال يعتبر أن الإجراءات الضرائبية وخفض الإنفاق غير كافية، ورهينة البنك الأوروبي لمده بالسيولة ورهينة المفوضية الأوروبية من أجل إعادة جدولة ديونه ورهينة وزراء المال الأوروبيين لاستيعاب خطواته الإصلاحية.
يوم الأحد المقبل سيكون يوما استثنائيا لليونان، إذ سيشهد استفتاء ليس فقط على الخطة الأوروبية الإصلاحية من أجل الخروج من الأزمة والخضوع لشروط الدائنين، وإنما سيكون استفتاء على بقاء تسيبراس أو عدمه، فإذا ما أظهر الاستفتاء رفض اليونانيين لحزمة الإصلاحات، سيعني ذلك فتح الباب أمام خروج اليونان من منطقة اليورو وعودتها إلى عملتها السابقة «الدراخما»، وما يمكن أن يتركه ذلك من تداعيات على كل القطاعات الاقتصادية المالية والية والعقارية، ومخاطر ذلك على انهيار اليونان التي يصلها سنويا 24 مليون سائح تصل إيراداتهم إلى 40 مليار يورو، وبالتالي هل سيستطيع تسيبراس تحمّل ذلك؟
أما إذا وافق اليونانيون، فيعني ذلك سقوط تسيبراس الرافض لخطة حددتها 18 دولة في الاتحاد الأوروبي، ما يعني أن التصويت في الاستفتاء لن يكون فقط على البقاء في اليورو أو الخروج منه بل أيضا على بقاء تسيبراس أو سقوطه.
|
|
|