الموضوع: العوض من الله
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-04-2015, 11:32 PM   #1
طوق اليسمين
كاتبة مميزة


الصورة الرمزية طوق اليسمين
طوق اليسمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6911
 تاريخ التسجيل :  December 2014
 أخر زيارة : 23-07-2015 (09:13 PM)
 المشاركات : 509 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي العوض من الله






بسم الله الرحمن الرحيم


لا يَسْلِبكَ الله شيئاً إلاّ عوّضَكَ خيراً منه إذا صَبْرتَ
واحْتَسَبْتَ "مَنْ أخذتُ حبيبتَيه فَصَبَر عوّضتُه منهما الجنةَ"
يعني عينيه "من سلبتُ صفيَّهُ من أهل الدنيا
ثم احتسبَ عوّضْتُهُ من الجنَّة" من فقد ابنه وصبر بُنيَ له بَيْتُ الحمدِ

في الخُلْدِ , وقِسْ على هذا المنوالِ فإن هذا مجردُ مثال.

فلا تأسف على مصيبة, فإن الذي قدّرها عنده جنةٌ وثوابٌ

وعِوَضٌ وأجرٌ عظيمٌ .

إن أولياءَ اللهِ المصابينَ المبتلين ينوِّهُ بهم في الفِرْدَوْسِ : قال تعالى

{سَلَمُ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى آلدَّارِ }

وحقٌّ علينا أن ننظرَ في عِوَضِ المصيبةِ وثوابِها وخَلَفِها الخيـّرِ {

أُوْلئكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئكَ هُمُ آلْمُهْتَدُون}

هنيئاً للمصابينَ , بشرى للمنكوبين .

إن عُمْرَ الدنيـا قصيرٌ وكنزُها ٌ , والآخرةُ خيرٌ وأبقى ,

فمنْ أُصِيبَ هنا كُوفِئَ هناك , ومن تعبَ هنا ارتاحَ هنالكَ
, أما المتعلقون بالدُّنيا , العاشقونَ لها , الراكنونَ إ

إليها , فأشدّ ماعَلى قلوبهم فَوْتُ حظوظُهم منها ,

وتنغيصُ راحتِهم فيها , لأنهمْ يريدونَها وَحْدَها
فلذلكَ تعظُمُ عليهمُ المصائبُ , وتكبُر عندهمُ النكباتُ ,

لأنهمْ ينظرونَ تحتَ أقدامِهمْ , فلا يَرونَ إلاّ الدُّنيا

الفانيةَ الزهيدةَ الرخيصةَ.

أيهـا المصابون , ما فاتَ شيءٌ وأنتمُ الرابحونَ, فقدْ بعثَ لكمْ

برسالةٍ بينَ أسطرِها لُطْفٌ وعَطْفٌ وثوابٌ وحُسْنُ اختيارٍ
. إن على المصابِ الذي ضربَ عليه

سرادقُ المصيبةِ أن ينظرَ ليرى أن النتيجةَ {

فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّه ،بَابُ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَـهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ}
وما عنـدَ اللهِ خيرٌ وأبقى وأهنأُ وأمرأُ وأجلُّ وأعلـى .


 
 توقيع : طوق اليسمين





رد مع اقتباس