بسم الله الرحمن الرحيم



اذا افترضنا أن انسان ما ......

التقى برب هذا الكون العظيم وخالقه وتكلم معه بشكل مباشر بلا وسيط ...

فماذا تتوقع أن يكون السؤال الذي سوف يطرحة رب هذا الكون جل جلاله على هذا الانسان ....

هل سيكون هذا السؤال عن المستقبل مثلا ... أو عن أمر معقد ...

وما هو السؤال الذي يليق بالله عز وجل ... خالق هذا الكون ومبدعة ....



الجميل في الامر ... عندما نقرأ القران الكريم نجده قد اجاب عن هذا السؤال و حسم لنا هذا الامر في سورة طه ....

وبين لنا أن هذا السؤال العظيم والذي يليق برب هذا الكون .... كان يخص السؤال عن الكينونة ....



قال تعالي ( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى ۝ قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ۝ ) ....

فالله عز وجل اوضح لنا ... أن هذا السؤال كان يخص كينونه العصا وليس الفوائد المتحصلة منها ...


وعندما امر الله تعالى موسى عليه السلام بألقا العصا ....

قال تعالى : ( قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ) .....

اتضح لموسى عليه السلام ان معلوماتنا الاوليه عن هذا الكون وما نعتبره من المسلمات مثل معرفة كينونة الاشياء ....

في حقيقته ليس مسلمات على الاطلاق ....

فكينونه العصا لم تتغير ....


وتدلنا كلمة (فَإِذَا هِيَ ) أن العصا والحية لها نفس الكينونه و الذي تغير سيرتها فقط ...

قال تعالى : ( قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21) )


يظن الانسان حاليا انه بلغ مبلغا كبير من العلم بالكون ....

من تسخير طاقة النواه ... الي التصنيع النانوي ( Nanomanufacturing) ..

بينما الحقيقة أننا فعليا لا زلنا نقبع في المستوى الاول لفهم هذا الكون ....

وهو مستوى محاولة البشرية ادراك و معرفة كينونه الاشياء وحقيقتها !!؟

وسوف اضرب لك مثلا عجيبا عن مدى جهلنا بكينونه الاشياء ....



مثلا ..... هل تظن انك تعلم كينونه نفسك أنت ...!!!؟

الحقيقة اذا كنت تظن انك تعلم حقيقة كينونتك .....

فخذ عندك هذه المعلومه المدهشة ...



أذا أفترضنا انك كنت من الذين اطلعوا على اول موضوع لي انا كتبته عام 2008 م ....

فأعلم أنه لم يتبقى منك منذ ذلك الوقت ..... سوى خلايا عدسة عينيك ....

وبعض خلاياك العصبية ... !!؟

وباقي جسمك السابق كله تغير بالكامل ولم يعد موجودا اليوم !!!؟