قبل أن تشتري الدجاجة من أجل بيضها
انتبه لما وراء توزيعات الأرباح في سوق الأسهم
تفاصيل التدفقات النقدية لشركة "لينن إنرجي" (الأرقام بالمليون دولار)
العام المالي 2010
العام المالي 2011
العام المالي 2012
صافي الدخل
(144.29)
438.44
(386.61)
حساب التدفقات النقدية الحرة
التدفقات النقدية التشغيلية
270.92
518.71
350.90
النفقات الرأسمالية
(223)
(629.86)
(1045)
التدفقات النقدية الحرة
47.88
(111.15)
(694.17)
الاستحواذات
(1351)
(1500)
(2640)
التدفقات النقدية الحرة بعد حساب الاستحواذات
(1303)
(1611)
(3334)
المستثمر الذي يمتلك قليلا من المنطق سيتساءل: كيف لشركة لديها تدفقات نقدية حرة سالبة بقيمة 694 مليون دولار أن توزع 680 مليون دولار على المستثمرين؟ كيف يوافق مجلس الإدارة على ذلك؟ كيف فعلها ومن أين أتى أصلًا بتلك الأموال؟ تكمن الإجابة في الطريقة التي حسبت بها الشركة تدفقاتها النقدية وتحديداً تدفقاتها النقدية القابلة للتوزيع. .
طريقة حساب "لينن إنرجي" لتدفقاتها النقدية القابلة للتوزيع (الأرقام بالمليون دولار)
العام المالي 2010
العام المالي 2011
العام المالي 2012
صافي الدخل
(114.29)
438.43
(386.61)
بالإضافة إلى:
استحواذات/تصفيات
42.84
57.96
80.50
مصروفات الفائدة
193.51
259.72
379.93
الإهلاك والاستهلاك
238.53
334
606.15
خسائر وتكلفة انخفاض قيمة الأصول
48
97
432
خسائر (مكاسب) من عقود المشتقات
300.28
(219.70)
256.37
مكافآت الأسهم
13.79
22.24
29.53
تكاليف الاستكشاف
5.16
2.39
1.91
ضريبة الدخل
4.24
5.46
2.79
EBITDA المعدلة
732.13
997.62
1402.69
يطرح منها
مصروفات الفائدة
(193.51)
(259.72)
(379.93)
التكاليف الرأسمالية الخاصة بالصيانة
(88)
(167.30)
(362)
التدفقات النقدية القابلة للتوزيع
450.62
570.59
660.75
.
بالنظر إلى الجدول السابق ستلاحظ أن "لينن إنرجي" حين قامت بحساب التدفقات النقدية القابلة للتوزيع قامت بطرح النفقات الرأسمالية الخاصة بالصيانة فقط في حين أن النفقات الرأسمالية بالكامل والموضحة بالجدول الأول تتجاوز ضعف ذلك الرقم.هناك بعض الشركات تقسم النفقات الرأسمالية إلى قسمين: القسم الأول خاص بالصيانة ويندرج تحته كل الأموال التي تنفقها الشركة على صيانة مرافقها وأصولها الحالية. أما القسم الثاني فيخص النمو، وتندرج تحته الأموال المنفقة إما على توسعة وزيادة قدرة المرافق الحالية أو على بناء أخرى جديدة.
.
.ما الفارق بين الاثنين محاسبيًا؟ عادة ما يتم استبعاد النفقات الرأسمالية الخاصة بالنمو أثناء حساب التدفقات النقدية القابلة للتوزيع. والمشكلة هي أن الإدارة لديها قدر كبير من السلطة التقديرية في كيفية تصنيف نفقاتها الرأسمالية إما كنفقات نمو أو نفقات صيانة. وكلما كانت نفقات النمو أكبر ونفقات الصيانة أقل زاد حجم التدفقات النقدية القابلة للتوزيع.هذا بالضبط ما فعلته ويوضحه الجدول التالي: توزيع "لينن إنرجي" لنفقاتها الرأسمالية (الأرقام بالمليون دولار)
العام المالي 2010
العام المالي 2011
العام المالي 2012
إجمالي النفقات الرأسمالية
223
629.86
1045
النفقات الرأسمالية الخاصة بالصيانة
88
167.30
362
النفقات الرأسمالية الخاصة بالنمو
135
462.56
683
نسبة نفقات النمو من إجمالي النفقات الرأسمالية
60.5%
73.4%
65.3%
ماتت الدجاجة!في عام 2014 ومع تأثر سوق الطاقة العالمي بتراجع أسعار النفط تأثرت بشدة أعمال "لينن إنرجي" التي كانت تعاني أصلًا. ورغم كل مشاكلها استمرت الشركة في توزيع الأرباح بسخاء على المستثمرين الذين كانوا أكثر من سعداء بذلك.على سبيل المثال، في نوفمبر 2015 كان يتم تداول أسهم "لينن إنرجي" مقابل 22 دولارًا للسهم. وفي ذلك الوقت كان الإقبال على السهم مدفوعًا بشكل أساسي من وعد الشركة للمستثمرين بتوزيع أرباح سنوية نسبتها 22%.
.
.
.
المستثمر الساذج هو من ستغريه هذه التوزيعات الكبيرة وسيقبل على السهم كمن يتسابق للحصول على طعام مجاني. أما المستثمر العاقل الذي لطالما لسعته نيران السوق ستستشعر راداراته فورًا أن هناك شيئًا ما غير منطقي حول هذا السهم.كل من أغرته توزيعات الأرباح الكبيرة ولم ينظر إلى ما وراءها واستثمر في سهم "لينن إنرجي" في ذلك الشهر، لم يمهله الزمن سوى بضعة أشهر قبل انهيار سعر السهم إلى ما دون الدولارين لتعلن الشركة إيقاف توزيعات الأرباح وعزمها التقدم بطلب لإشهار إفلاسها، ليخسر المستثمر ليس التوزيعات فقط بل ورأس ماله بالكامل تقريبًا. فيلم رعب حرفيًا!السؤال الذي ربما لازم البعض طوال قراءة هذا التقرير هو: من أين جاءت "لينن إنرجي" بالأموال التي وزعتها على المستثمرين كأرباح خلال السنوات السابقة على إفلاسها في عام 2016؟ والإجابة في الحقيقة سهلة جدًا وربما توقعها الجميع! ببساطة كانت الشركة تثقل نفسها بأكوام من الديون لكي تمول التوزيعات وتبقى جذابة في أعين المستثمرين. عند إفلاس الشركة بلغ إجمالي ديونها 8.3 مليار دولار.
.
.
.
.هل كان بإمكان مستثمري الشركة تجنب الفخ الذي سقطوا فيه وذهب بأموالهم؟ بلا شك، فأي مستثمر يفهم ولو قليلًا في سوق الأسهم وأحواله قادر على إدراك أن قيام أي شركة بتوزيع أرباح ضخمة في نفس الوقت الذي تعاني فيه تدفقاتها النقدية هو نذير لكارثة تلوح في الأفق. ولكن أغرته التوزيعات. باختصار، فسد البيض وماتت الدجاجة.