سعود بن فهد
21-11-2017, 11:59 AM
ديفيد شيبارد من لندن
ads by buzzeff tv
رهان بيير آندوران، مدير صندوق التحوّط، أن النفط سيعود إلى سعر 100 دولار للبرميل لفت انتباه صناعة أكثر اعتياداً على تحذير المسؤولين التنفيذيين في مجال الطاقة بأن عليهم إعداد شركاتهم للبقاء على قيد الحياة مع أسعار أقل من نصف ذلك المستوى.
إنها دعوة تضع المتداول المولود في فرنسا ضد بعض أكبر الاتجاهات التي بدأت تُهيمن على توقعات سوق النفط، بدءا من ثورة النفط الصخري الأمريكي إلى صعود السيارات الكهربائية، التي دفعت أغلبية المستثمرين إلى الاعتقاد بأن أسعار النفط ستكون قريبة من 50 دولارا في المستقبل المنظور.
حتى الآن هذا العام، آندوران يتكبّد خسائر، مع انخفاض صندوقه 15 في المائة. لكن بالنظر إلى سِجله الحافل بنجاح الرهانات الجريئة – من خلال صندوقه الذي يبلغ حجمه 1.1 مليار دولار، ويحمل اسمه، حقق آندوران للمستثمرين عوائد متراكمة بلغت 560 في المائة منذ عام 2008 - يُمكن أن يكون من الحماقة أن نرفض مباشرة توقعاته لسعر نفط يبلغ 100 دولار بحلول عام 2020.
صناعة النفط، في النهاية، دائماً ما كانت تتحرك في شكل دورات. نعم قد تكون هناك تحوّلات هيكلية في أسواق الطاقة، لكن هل سيتبيّن حقاً أنها مختلفة عما سبق؟ ومع أن عددا قليلا من الآخرين على استعداد لاتّخاذ مثل هذه الدعوة المتفائلة، إلا أنه ليس وحده الذي يجادل بأن التوقعات بأسعار "أقل لفترة أطول (وأطول)" ربما تكون قد اتسمت بالإفراط.
يقول آندوران: "في عام 2014، بعد أربعة أعوام من سعر كان يرواح حول 110 دولارات للبرميل، كان معظم المحللين يقولون إننا لن نرى أبداً الأسعار تعود إلى أقل من 100 دولار".
ويضيف: "الآن الجميع يُجادل بأننا لن نعود أبداً إلى هناك، لكنني لا أُصدق فعلاً أن تكلفة الإنتاج انخفضت هيكلياً، أو أن السيارات الكهربائية سيكون لها تأثير كبير بما فيه الكفاية على الطلب".
أكثر من أي شيء آخر، تستند وجهة نظره على افتراض أن تأثير صناعة الزيت الصخري في الولايات المتحدة، مع أنه مهم، إلا أنه عرضة لخطر أن يلقي بظلاله على أي مصدر آخر من مصادر إمدادات النفط.
الارتفاع السريع في إنتاج الزيت الصخري في الولايات المتحدة هذا العام - إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ترى إنتاج النفط الخام ينمو بمقدار نصف مليون برميل يومياً هذا العام و560 ألف برميل يومياً في عام 2018 - أسهم حتى الآن في وضع سقف على الأسعار، على الرغم من أن منظمة أوبك تقود الدول المُنتجة للنفط في تحرك لقطع 1.8 مليون برميل يومياً عن السوق.
لكن توقعات بأن نمو إمدادات النفط الخام الأمريكي لا يساوي سوى ثُلث نمو الطلب العالمي على النفط تقريباً خلال عامي 2017 و2018، بحسب إدارة معلومات الطاقة، تُشير إلى أن الحاجة تظل قائمة لإيجاد مصادر أخرى من الإمدادات الجديدة.
شركات الزيت الصخري تقترض بشكل كبير لتمويل عمليات الحفر التي تجريها، وفي حين أن كثيرا منها تزعم الآن أنها خفّضت التكاليف إلى النقطة التي يُمكنها معها توليد النقدية بسعر نفط يبلغ نحو 50 دولارا للبرميل، إلا أن آندوران يُجادل بأن نتائجها حتى الآن تُشير إلى أنه قد يكون من الضروري وجود سعر أعلى لتحقيق أرباح ثابتة على المدى الطويل.
يقول: "بالأسعار الحالية لست متأكداً أن الإمدادات الأمريكية يُمكن أن تنمو بشكل كبير مع مرور الوقت"، مُضيفاً أن التكاليف اليومية لشركات إنتاج النفط قد ترتفع أيضاً بمجرد أن تبدأ الشركات بالاستثمار أكثر في الإنتاج المستقبلي أيضاً. "سيكون هناك تضخم في التكلفة أثناء ذلك. هل سيكون (الزيت الصخري) مربحاً في يوم ما؟ فقط إذا ارتفعت الأسعار بشكل كبير".
شركة إينرجي أسبكتس تُلخّص ركود السوق الحالي، محذرة من أن عودة الزيت الصخري خاطرت بجعل المتداولين متهاونين، وأن الأسعار المنخفضة تُعزز الطلب وهناك علامات قوية على أن السوق الفعلية تُصبح متشددة بالفعل.
وتقول الشركة الاستشارية التي يوجد مقرها في لندن: "في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، سعر 45-55 دولارا للبرميل هو ببساطة منخفض جداً ويُعزز الطلب بشكل مادي".
وتُضيف: "لكن السوق ببساطة لن تسمح بارتفاع أسعار النفط فوق 55 دولارا بسبب الخوف من أن الزيت الصخري سيغمر العالم بالنفط"، مشيرة إلى أن المخزونات قد تنخفض إلى نقطة "حرجة" قبل أن تضطر الأسعار إلى الارتفاع، الأمر الذي يعكس دورة الطفرة والانهيار التاريخية في الصناعة. وتتابع: "النمط سيكون نفسه كما كان دائماً".
ويستهدف آندوران أيضاً شركات النفط الكبيرة التي تتحدث علناً عن هدفها كسب المال بشكل مريح بسعر نفط 50 دولارا للبرميل وأقل. ويُجادل متداول صندوق التحوّط أنه ليس بإمكانها ادّعاء تحقيق هذا إلا عن طريق خفض الاستثمارات في جميع المشاريع باستثناء المشاريع البسيطة.
وفي المتوسط تمت الموافقة على 40 مشروعا جديدا من مشاريع التطوير سنوياً بين عام 2007 وعام 2013 من قِبل شركات النفط الكبرى، لكن هذا انخفض إلى 12 في العام الماضي. وتُحذّر وكالة الطاقة الدولية من أن انخفاض الاستثمار في صناعة النفط سوف يُراكم مشاكل خطيرة في المستقبل.
وفي حين تقول "رويال داتش شل" إنها ترى أن الطلب آخذ في الازدياد، يتوقع آخرون، بما في ذلك "إكسون موبيل"، أن يستمر الطلب العالمي في النمو بعيدا عن مستوى 100 مليون برميل يومياً الذي توقعت أنه سيصل إليه في العام المُقبل، حتى لو أصبحت السيارات الكهربائية جزءا أكبر بكثير من السوق. ويأتي نحو ثلاثة أرباع الطلب على النفط من مصادر أخرى غير السيارات، مثل نقل البضائع، والطيران، والبتروكيماويات.
يقول آندوران: "المشروع الذي كان يُكلّف تطويره 80 دولارا للبرميل قبل انخفاض الأسعار قد يُكلّف أقل قليلاً الآن، لكن لا تزال لا تستطيع تحقيق ذلك بسعر 45 دولارا للبرميل".
عقود خام برنت التي ستُسلّم في عام 2020 تُتداول حالياً بسعر أقل من 55 دولارا للبرميل.
إذا كان آندوران مُحقاً، هناك الكثير من المجال ليرتفع السعر.
الاقتصادية :
الاحد 13 أغسطس 2017
ads by buzzeff tv
رهان بيير آندوران، مدير صندوق التحوّط، أن النفط سيعود إلى سعر 100 دولار للبرميل لفت انتباه صناعة أكثر اعتياداً على تحذير المسؤولين التنفيذيين في مجال الطاقة بأن عليهم إعداد شركاتهم للبقاء على قيد الحياة مع أسعار أقل من نصف ذلك المستوى.
إنها دعوة تضع المتداول المولود في فرنسا ضد بعض أكبر الاتجاهات التي بدأت تُهيمن على توقعات سوق النفط، بدءا من ثورة النفط الصخري الأمريكي إلى صعود السيارات الكهربائية، التي دفعت أغلبية المستثمرين إلى الاعتقاد بأن أسعار النفط ستكون قريبة من 50 دولارا في المستقبل المنظور.
حتى الآن هذا العام، آندوران يتكبّد خسائر، مع انخفاض صندوقه 15 في المائة. لكن بالنظر إلى سِجله الحافل بنجاح الرهانات الجريئة – من خلال صندوقه الذي يبلغ حجمه 1.1 مليار دولار، ويحمل اسمه، حقق آندوران للمستثمرين عوائد متراكمة بلغت 560 في المائة منذ عام 2008 - يُمكن أن يكون من الحماقة أن نرفض مباشرة توقعاته لسعر نفط يبلغ 100 دولار بحلول عام 2020.
صناعة النفط، في النهاية، دائماً ما كانت تتحرك في شكل دورات. نعم قد تكون هناك تحوّلات هيكلية في أسواق الطاقة، لكن هل سيتبيّن حقاً أنها مختلفة عما سبق؟ ومع أن عددا قليلا من الآخرين على استعداد لاتّخاذ مثل هذه الدعوة المتفائلة، إلا أنه ليس وحده الذي يجادل بأن التوقعات بأسعار "أقل لفترة أطول (وأطول)" ربما تكون قد اتسمت بالإفراط.
يقول آندوران: "في عام 2014، بعد أربعة أعوام من سعر كان يرواح حول 110 دولارات للبرميل، كان معظم المحللين يقولون إننا لن نرى أبداً الأسعار تعود إلى أقل من 100 دولار".
ويضيف: "الآن الجميع يُجادل بأننا لن نعود أبداً إلى هناك، لكنني لا أُصدق فعلاً أن تكلفة الإنتاج انخفضت هيكلياً، أو أن السيارات الكهربائية سيكون لها تأثير كبير بما فيه الكفاية على الطلب".
أكثر من أي شيء آخر، تستند وجهة نظره على افتراض أن تأثير صناعة الزيت الصخري في الولايات المتحدة، مع أنه مهم، إلا أنه عرضة لخطر أن يلقي بظلاله على أي مصدر آخر من مصادر إمدادات النفط.
الارتفاع السريع في إنتاج الزيت الصخري في الولايات المتحدة هذا العام - إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ترى إنتاج النفط الخام ينمو بمقدار نصف مليون برميل يومياً هذا العام و560 ألف برميل يومياً في عام 2018 - أسهم حتى الآن في وضع سقف على الأسعار، على الرغم من أن منظمة أوبك تقود الدول المُنتجة للنفط في تحرك لقطع 1.8 مليون برميل يومياً عن السوق.
لكن توقعات بأن نمو إمدادات النفط الخام الأمريكي لا يساوي سوى ثُلث نمو الطلب العالمي على النفط تقريباً خلال عامي 2017 و2018، بحسب إدارة معلومات الطاقة، تُشير إلى أن الحاجة تظل قائمة لإيجاد مصادر أخرى من الإمدادات الجديدة.
شركات الزيت الصخري تقترض بشكل كبير لتمويل عمليات الحفر التي تجريها، وفي حين أن كثيرا منها تزعم الآن أنها خفّضت التكاليف إلى النقطة التي يُمكنها معها توليد النقدية بسعر نفط يبلغ نحو 50 دولارا للبرميل، إلا أن آندوران يُجادل بأن نتائجها حتى الآن تُشير إلى أنه قد يكون من الضروري وجود سعر أعلى لتحقيق أرباح ثابتة على المدى الطويل.
يقول: "بالأسعار الحالية لست متأكداً أن الإمدادات الأمريكية يُمكن أن تنمو بشكل كبير مع مرور الوقت"، مُضيفاً أن التكاليف اليومية لشركات إنتاج النفط قد ترتفع أيضاً بمجرد أن تبدأ الشركات بالاستثمار أكثر في الإنتاج المستقبلي أيضاً. "سيكون هناك تضخم في التكلفة أثناء ذلك. هل سيكون (الزيت الصخري) مربحاً في يوم ما؟ فقط إذا ارتفعت الأسعار بشكل كبير".
شركة إينرجي أسبكتس تُلخّص ركود السوق الحالي، محذرة من أن عودة الزيت الصخري خاطرت بجعل المتداولين متهاونين، وأن الأسعار المنخفضة تُعزز الطلب وهناك علامات قوية على أن السوق الفعلية تُصبح متشددة بالفعل.
وتقول الشركة الاستشارية التي يوجد مقرها في لندن: "في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، سعر 45-55 دولارا للبرميل هو ببساطة منخفض جداً ويُعزز الطلب بشكل مادي".
وتُضيف: "لكن السوق ببساطة لن تسمح بارتفاع أسعار النفط فوق 55 دولارا بسبب الخوف من أن الزيت الصخري سيغمر العالم بالنفط"، مشيرة إلى أن المخزونات قد تنخفض إلى نقطة "حرجة" قبل أن تضطر الأسعار إلى الارتفاع، الأمر الذي يعكس دورة الطفرة والانهيار التاريخية في الصناعة. وتتابع: "النمط سيكون نفسه كما كان دائماً".
ويستهدف آندوران أيضاً شركات النفط الكبيرة التي تتحدث علناً عن هدفها كسب المال بشكل مريح بسعر نفط 50 دولارا للبرميل وأقل. ويُجادل متداول صندوق التحوّط أنه ليس بإمكانها ادّعاء تحقيق هذا إلا عن طريق خفض الاستثمارات في جميع المشاريع باستثناء المشاريع البسيطة.
وفي المتوسط تمت الموافقة على 40 مشروعا جديدا من مشاريع التطوير سنوياً بين عام 2007 وعام 2013 من قِبل شركات النفط الكبرى، لكن هذا انخفض إلى 12 في العام الماضي. وتُحذّر وكالة الطاقة الدولية من أن انخفاض الاستثمار في صناعة النفط سوف يُراكم مشاكل خطيرة في المستقبل.
وفي حين تقول "رويال داتش شل" إنها ترى أن الطلب آخذ في الازدياد، يتوقع آخرون، بما في ذلك "إكسون موبيل"، أن يستمر الطلب العالمي في النمو بعيدا عن مستوى 100 مليون برميل يومياً الذي توقعت أنه سيصل إليه في العام المُقبل، حتى لو أصبحت السيارات الكهربائية جزءا أكبر بكثير من السوق. ويأتي نحو ثلاثة أرباع الطلب على النفط من مصادر أخرى غير السيارات، مثل نقل البضائع، والطيران، والبتروكيماويات.
يقول آندوران: "المشروع الذي كان يُكلّف تطويره 80 دولارا للبرميل قبل انخفاض الأسعار قد يُكلّف أقل قليلاً الآن، لكن لا تزال لا تستطيع تحقيق ذلك بسعر 45 دولارا للبرميل".
عقود خام برنت التي ستُسلّم في عام 2020 تُتداول حالياً بسعر أقل من 55 دولارا للبرميل.
إذا كان آندوران مُحقاً، هناك الكثير من المجال ليرتفع السعر.
الاقتصادية :
الاحد 13 أغسطس 2017