أبوجهاد
03-04-2013, 05:23 PM
في الصف الثالث الثانوي قالت إحدى الفتيات لصديقتها: لماذا أنت مكتئبة لونك شاحب وعيناك محمرتان ؟
تنهدت صديقتها ومسحت عيناها واعتدلت في جلستها وأطلقت ببصرها تنظر إلى البعيد قائلة بصوت تخنقه اللوعة والأسى ولم تستطع حبس دمعة فذرفت من عينها قبل أن تتكلم قائلة: ما أصعب الفراق.
فراق ماذا؟
قالت: فراق من نحب.
ماذا تقصدين ؟ ومن هي التي فارفتها ؟ قالت صديقتي أمل، كنت معجبة بها، أول ماشاهدتها مع بداية العام الدراسي، وكنت أتابعها وأرصد عليها حركاتها، أتمعن في قسمات وجهها، حاولت أن أقترب منها، أخبرتها بمشاعري نحوها، ارتحات لذلك بادلتني الإعجاب حتى تمازجنا وكنا كجسر واحد منقسم إلى قسمين، في المدرسة لا نفترق وفي البيوت عبر الهاتف نكاد من طول الحديث والهمس نلتصق، سيطرت على كل حياتي أرى صورتها في كل لحظة وأسمع صوتها في كل همسة، أرى صورتها وأنا واقفة أناجي ربي في صلاتي فتساهلت في الصلاة من أجلها، لقد خدعني الشيطان فأذعنت لخدعة ِ، فقد تركت الصلاة وأهملتها.
صمتت قليلاً، فقلت لها: ما بك أكملي، ولكن ما الذي جعلك اليوم على غير عادتك، كنت دائما ً مرحة.
قالت: ليتك تعلمين ما أحس به. قلت: وبماذا تحسين ؟
قالت: أحس كأن الدنيا تنطبق علي، وأن الموت يتربص بي في كل لحظة، أحس بدنو الأجل، أنا خائفة من الموت لأني رأيت ليلة البارحة حلماً مزعجاً، لا بل كابوس مرعباً ومخيفاً، فأيقنت بالهلاك، رأيت صديقتي كأنها وحشٌ كاسر تريد أن تقتلني فأفقت من الفزع والخوف وظننت أن هذا الموت، أنا خائفة مما بعد الموت لأني عصيت ربي كثيراً، أهملت في صلاتي بسبها، سهرت على الأفلام لمجاراتها، نفذت كل ما تحب، استمعت إلى الفنان الذي تحب هي، قلدت تسريح شعر تلك الفنانة التي تحبها، إرتديت الفساتين حسب ما تريد وتحب، جمعت صوراً لبعض اللاعبين لحبها لهم ففعلت ذلك لإرضائها فقط،سلبت عقلي فتوقف عن التفكير، سرت شخصية ً ممسوخة، بل صرت كالبهيمة التي لا تعقل فتنقاد والحبل في عنقها إلى حيث لا تدري.
ماذا أقول لربي لو هجم علي الموت في أي لحظة ؟ ماذا أقول للملائكة إذا سألوني في القبر ؟ عن ربي وديني ونبيي ؟
ماذا أقول إذا فتحت ملفاتي عند الميزان ووجدوا أنها مهملة، لا بل متروكة، ومن هو السبب ؟
ماذا أقول ؟ أنا فتاة عاشقة ومعجبة بأمل ؟هل سيقبلون مني هذا ؟
أنا خائفة كيف لي الخروج من هذا الوحل القذر والعفن والإعجاب والعشق، وهل أستطيع أن أتخلص من هذا المرض، وهذا الداء وهذا البلاء، فمن يجيب ؟؟
قال الله تعالى (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى).
شريط أسيرة القصر للشيخ-عبد الله العيادة-.
سعيد القحطاني
تنهدت صديقتها ومسحت عيناها واعتدلت في جلستها وأطلقت ببصرها تنظر إلى البعيد قائلة بصوت تخنقه اللوعة والأسى ولم تستطع حبس دمعة فذرفت من عينها قبل أن تتكلم قائلة: ما أصعب الفراق.
فراق ماذا؟
قالت: فراق من نحب.
ماذا تقصدين ؟ ومن هي التي فارفتها ؟ قالت صديقتي أمل، كنت معجبة بها، أول ماشاهدتها مع بداية العام الدراسي، وكنت أتابعها وأرصد عليها حركاتها، أتمعن في قسمات وجهها، حاولت أن أقترب منها، أخبرتها بمشاعري نحوها، ارتحات لذلك بادلتني الإعجاب حتى تمازجنا وكنا كجسر واحد منقسم إلى قسمين، في المدرسة لا نفترق وفي البيوت عبر الهاتف نكاد من طول الحديث والهمس نلتصق، سيطرت على كل حياتي أرى صورتها في كل لحظة وأسمع صوتها في كل همسة، أرى صورتها وأنا واقفة أناجي ربي في صلاتي فتساهلت في الصلاة من أجلها، لقد خدعني الشيطان فأذعنت لخدعة ِ، فقد تركت الصلاة وأهملتها.
صمتت قليلاً، فقلت لها: ما بك أكملي، ولكن ما الذي جعلك اليوم على غير عادتك، كنت دائما ً مرحة.
قالت: ليتك تعلمين ما أحس به. قلت: وبماذا تحسين ؟
قالت: أحس كأن الدنيا تنطبق علي، وأن الموت يتربص بي في كل لحظة، أحس بدنو الأجل، أنا خائفة من الموت لأني رأيت ليلة البارحة حلماً مزعجاً، لا بل كابوس مرعباً ومخيفاً، فأيقنت بالهلاك، رأيت صديقتي كأنها وحشٌ كاسر تريد أن تقتلني فأفقت من الفزع والخوف وظننت أن هذا الموت، أنا خائفة مما بعد الموت لأني عصيت ربي كثيراً، أهملت في صلاتي بسبها، سهرت على الأفلام لمجاراتها، نفذت كل ما تحب، استمعت إلى الفنان الذي تحب هي، قلدت تسريح شعر تلك الفنانة التي تحبها، إرتديت الفساتين حسب ما تريد وتحب، جمعت صوراً لبعض اللاعبين لحبها لهم ففعلت ذلك لإرضائها فقط،سلبت عقلي فتوقف عن التفكير، سرت شخصية ً ممسوخة، بل صرت كالبهيمة التي لا تعقل فتنقاد والحبل في عنقها إلى حيث لا تدري.
ماذا أقول لربي لو هجم علي الموت في أي لحظة ؟ ماذا أقول للملائكة إذا سألوني في القبر ؟ عن ربي وديني ونبيي ؟
ماذا أقول إذا فتحت ملفاتي عند الميزان ووجدوا أنها مهملة، لا بل متروكة، ومن هو السبب ؟
ماذا أقول ؟ أنا فتاة عاشقة ومعجبة بأمل ؟هل سيقبلون مني هذا ؟
أنا خائفة كيف لي الخروج من هذا الوحل القذر والعفن والإعجاب والعشق، وهل أستطيع أن أتخلص من هذا المرض، وهذا الداء وهذا البلاء، فمن يجيب ؟؟
قال الله تعالى (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى).
شريط أسيرة القصر للشيخ-عبد الله العيادة-.
سعيد القحطاني